ألعاب الفيديو تحفز الذكاء لدى الأطفال

لها تأثير إيجابي أكبر من متابعة المواقع والعروض الإلكترونية

ألعاب الفيديو تحفز الذكاء لدى الأطفال
TT

ألعاب الفيديو تحفز الذكاء لدى الأطفال

ألعاب الفيديو تحفز الذكاء لدى الأطفال

يعتقد معظم الآباء أن ألعاب الفيديو (video games) مجرد ألعاب تضيع الكثير من وقت الأطفال الذي يمكن الاستفادة منه بشكل أفضل. ورغم وجود آثار سلبية نتيجة ازدياد شعبية هذه الألعاب، خصوصاً في الدول المتقدمة والمجتمعات الغنية، إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الإيجابيات أيضاً، من أهمها احتمالية أن تقوم هذه الألعاب بدور مهم في زيادة معدلات الذكاء في الأطفال، وذلك حسب أحدث دراسة تناولت آثارها، وتم نشرها في منتصف شهر مايو (أيار) من العام الحالي في مجلة التقرير العلمي (the journal Scientific Reports).
- زيادة الذكاء
أوضحت الدراسة التي قام بها علماء من معهد «كارولينسكا الطبي» (Karolinska Institute) بالسويد، أن الزيادة في معدلات الذكاء (IQ) كانت مرتبطة بالوقت المنقضي في ممارسة هذه الألعاب، وكلما كان الوقت أكبر كلما كانت الزيادة أعلى، وعلى وجه التقريب زادت معدلات ذكاء الأطفال الأميركان في الفئة العمرية بين 9 و10 سنوات حوالي 2.5 نقطة ذكاء إضافية أعلى من المتوسط عند إعادة اختبارهم بعد سنتين من قضاء وقت أطول من أقرانهم الآخرين في ممارسة ألعاب الفيديو على وجه التحديد.
ووجد الباحثون أن الأشكال الأخرى من الوقت المنقضي أمام الشاشات (screen time)، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو أو الدردشة على وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن لها تأثير إيجابي أو سلبي على ذكاء الطفل.
وقام الباحثون بتحليل البيانات الخاصة بأكثر من 9000 فتى وفتاة شاركوا قبل ذلك في دراسة طويلة الأجل تمولها الولايات المتحدة حول نمو المخ، وكان هؤلاء الأطفال قد خضعوا لمجموعة من الاختبارات النفسية لقياس القدرات الذهنية والمعرفية لديهم بجانب اختبارات الذكاء. وتم سؤالهم جميعاً عن مقدار الوقت الذي يقضونه في مشاهدة التلفزيون ومقاطع الفيديو، وكذلك ألعاب الفيديو، والتفاعل مع مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وكان معظم الأطفال في المتوسط يقضون 2.5 ساعة يومياً في مشاهدة التلفاز، ونصف ساعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وساعة واحدة في لعب فقط ألعاب الفيديو.
حددت الدراسة عدة نقاط لتقييم الذكاء عند كل طفل، وتضمنت خمسة محاور؛ اثنان منها يتعلقان بشكل مباشر بالتعلم من خلال فهم قطع للقراءة ومعرفة المفردات المختلفة (vocabulary)، وأيضاً واحد لقياس الانتباه، والمقدرة على القيام بوظيفة ذهنية معينة تشمل الذاكرة والتفكير المرن وضبط النفس، بجانب واحدة لتقييم القدرات البصرية المرتبطة بالأداء الحركي مثل «تحريك كرة في اليد»، وأخيراً طريقة للتعلم من خلال تكرار المهمة نفسها عدة مرات.
- اختبارات ذهنية
بعد ذلك بعامين تم تكرار الاختبارات النفسية والذهنية نفسها على 5000 من الأطفال على وجه التقريب لمعرفة إذا كان معدل الذكاء قد اختلف من عدمه، مع الوضع في الحسبان الحصيلة المعرفية والظروف النفسية التي مرت على كل طفل خلال العامين، وكذلك الوضع المادي للأسرة ومستوى تعليم الآباء.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين لعبوا أكثر من متوسط ساعة من ألعاب الفيديو يومياً، وزاد الوقت الذي قضوه في ممارسة الألعاب بنسبة 17 في المائة، حصلوا على درجات ذكاء أعلى من الأطفال الذين قضوا وقتاً أقل في ممارسة هذه الألعاب من خلال التحكم في اللعبة (game controller).
أشار الباحثون إلى حقيقة أن ألعاب الفيديو عمل يشارك فيه اللاعب بشكل إيجابي عكس بقية الأوقات التي يقضيها الأطفال أمام الشاشات، حيث يقتصر الأمر على مجرد المشاهدة السلبية، ومع ممارسة هذه الألعاب باستمرار يكتسب اللاعب مهارات معينة تنعكس بالإيجاب على شخصيته، حيث تتطلب اللعبة بناء خطط معينة واتخاذ قرارات سريعة تكون لها تبعات، والتعامل مع هذه التبعات، وكل هذه الأمور تحفز الخلايا العصبية والمسارات الخاصة بالوصلات الكهربائية في المخ (neural pathways)، مما يؤدي إلى القدرة على اتخاذ قرار في الحياة الحقيقية، وإحراز تقدم معرفي يعد مقياساً للذكاء.
ووجدت الدراسة أن الفرق بين طبيعة محتوى الألعاب وأي مادة أخرى يمكن مشاهدتها على التلفاز أو في وسائل التواصل هو العامل الأساسي المحفز للمخ، بمعنى أن مشاهدة فيلم أو مسلسل معين لا تتطلب الاهتمام بالقدر نفسه الموجود في اللعبة، لأن فقدان شيء من الأحداث في مسلسل ما لا يعرض المشاهد للخسارة، ويمكنه توقع الحدث المفقود من خلال بقية السرد الدرامي على عكس اللعبة، فإن فقدان الاهتمام حتى لثوانٍ معدودة يعرض اللاعب (للخسارة)، بينما التركيز يضمن له (المكسب)، وهو ما يحسن المزاج نتيجة لزيادة النشاط في القشرة المخية الأمامية.
وأوضح الباحثون أن معدل الذكاء ليس ثابتاً على الدوام، لكن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر في مستوى الذكاء سلباً وإيجاباً، منها العوامل البيئية، مثل التعليم ومكان المعيشة. ولا يعرف الباحثون على وجه التحديد إذا كانت النتائج نفسها التي تم رصدها في الولايات المتحدة على الأطفال، هناك يمكن تعميمها على بقية البلدان الأخرى أم لا، وأيضاً لم تكن هناك دراسة مفصلة لكل نوعية من ألعاب الفيديو التي تتباين بشكل كبير. ونصحت الدراسة، الآباء، بعدم القلق من هذه الألعاب، لكنها حذرت من أن ذلك لا يعني أن يقضي الأطفال أوقاتاً غير محددة أمام ألعاب الفيديو، لأنها حتى لو كانت تؤثر بشكل إيجابي على الذكاء، إلا أنها تقلل من النشاط البدني لهم، وتؤدي إلى السمنة، بجانب الأثر السلبي على حياة الأطفال الاجتماعية وصحتهم النفسية.

- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

«يونيسيف» تحذّر من بطء تراجع معدلات زواج الأطفال حول العالم

يوميات الشرق «يونيسيف» تحذّر من بطء تراجع معدلات زواج الأطفال حول العالم

«يونيسيف» تحذّر من بطء تراجع معدلات زواج الأطفال حول العالم

أعلنت «يونيسيف» في تقرير اليوم (الأربعاء)، أنّ معدّلات زواج الأطفال، لا سيّما الفتيات، واصلت التراجع في العقد الأخير في العالم لكن بوتيرة بطيئة للغاية، محذّرة من أنّ القضاء على هذه الظاهرة سيستغرق أكثر من 300 سنة إذا ظلّت الأمور على حالها. وقالت المعدّة الأساسية للتقرير، كلوديا كابا، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد أحرزنا بلا شكّ تقدّماً على صعيد التخلي عن ممارسة زواج الأطفال، خصوصاً في العقد الماضي، لكنّ هذا التقدم ليس كافياً». وفي تقريرها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة إنّه «رغم التراجع المستمرّ في معدّلات زواج الأطفال في العقد الأخير، ثمّة أزمات كثيرة تهدّد بتراجع المكتسبات التي تحقّقت بشِق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نقص في أدوية الأطفال بألمانيا

نقص في أدوية الأطفال بألمانيا

حذرت الجمعية المهنية لأطباء الأطفال في ألمانيا من نقص متزايد في أدوية الأطفال. وفي تصريحات لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونغ» الألمانية الصادرة، السبت، قال رئيس الجمعية توماس فيشباخ: «حالياً نحن نعالج المرضى بعيداً عن الإرشادات العلاجية، والخريف التالي على الأبواب، وسنواجه مرة أخرى أزمة إمدادات قد تكون أسوأ»، مشيراً إلى وجود نقص في أدوية الحمى والألم بجرعات مناسبة للأطفال، وتابع أنه لا يوجد بنسلين أيضاً. يذكر أن فيشباخ ضمن الموقّعين على خطاب مفتوح من أطباء أطفال ألمانيا وفرنسا وجنوب تيرول والنمسا وسويسرا إلى وزراء الصحة في هذه البلاد. وجاء في الخطاب الموجّه لوزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ،

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق «الصحة العالمية» تخشى تأثير أحداث السودان على استئصال «شلل الأطفال»

«الصحة العالمية» تخشى تأثير أحداث السودان على استئصال «شلل الأطفال»

أعربت «منظمة الصحة العالمية» عن قلقها من تأثير الأحداث الدائرة في السودان على تنفيذ خطط «برنامج استئصال شلل الأطفال».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق الاشتباه بتورّط صبي يبلغ 11 عاماً في مقتل فتاة بأحد المراكز الألمانية

الاشتباه بتورّط صبي يبلغ 11 عاماً في مقتل فتاة بأحد المراكز الألمانية

يُشتبه في تورّط صبي يبلغ 11 عاماً في مقتل فتاة عمرها عشر سنوات داخل مركز لحماية الأطفال والمراهقين في جنوب ألمانيا، على ما أفادت الشرطة أمس (الجمعة). وكان عُثر الثلاثاء على جثة الطفلة الصغيرة داخل غرفتها في هذه المؤسسة الواقعة في بلدة فونزيدل الصغيرة في بافاريا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح المدّعون العامون المحليون والشرطة، في بيان مشترك، أنّ الأدلة التي جُمعت من موقع الجريمة «تشير إلى تورّط صبي يبلغ 11 سنة» يقيم في المركز نفسه. وأضاف البيان «بما أن الصبي هو ما دون سنّ المسؤولية الجنائية، وُضع في مركز آمن كإجراء وقائي».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق موسكو مستعدّة لأن تعيد إلى أوكرانيا أطفالاً نقلتهم إلى روسيا

موسكو مستعدّة لأن تعيد إلى أوكرانيا أطفالاً نقلتهم إلى روسيا

أعلنت المفوّضة الروسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا-بيلوفا التي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقّها مذكرة توقيف، أنّ موسكو مستعدّة لأن تعيد إلى أوكرانيا أطفالاً نقلتهم إلى أراضيها «لإنقاذهم» من الحرب، بشرط أن تطلب عائلاتهم ذلك. وتتّهم كييف موسكو بـ«خطف» أكثر من 16 ألف طفل من أوكرانيا منذ بدء الهجوم قبل عام. أما موسكو فتؤكد أنّها أنقذت هؤلاء الأطفال من القتال ووضعت إجراءات للمّ شملهم بأسرهم. وأكّدت لفوف-بيلوفا خلال مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، أنّه لم يتمّ الاتّصال بها من جانب «أيّ ممثّل للسلطات الأوكرانية» بشأن الأطفال الذين تمّ ترحيلهم منذ بداية النزاع.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
TT

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية لمدة ثلاث سنوات، يخضع خلالها القصر التاريخي لعملية تجديد ضخمة بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني. وسيجري استقبال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القصر عندما يزور المملكة المتحدة الشهر المقبل، لكن بعد ذلك ستجري استضافة جميع الزيارات الرسمية الأخرى في قلعة «وندسور» حتى عام 2027.

وكانت أعمال التجديد قد بدأت في عام 2017، مع التركيز على استبدال الأسلاك والأنابيب القديمة التي لم تُحدَّث منذ خمسينات القرن الماضي، والتي كانت من الممكن أن تتسبّب في «حرائق كارثية أو تدفقات شديدة للمياه».

جدير بالذكر أن الأعمال المستمرة في القصر أدّت إلى نقل المكتب الخاص بعاهل بريطانيا الملك تشارلز الثالث في الجناح الشمالي الذي تجري إعادة تجديده على نفقته الشخصية، إلى الجناح البلجيكي في الطابق الأرضي من الجناح الغربي للقصر الذي يطل على الحديقة. وكانت المساحة التي كان الملك يشغلها سابقاً في الجناح الشمالي تُستخدَم من قِبل الملكة الراحلة إليزابيث الثانية بوصفها سكناً خاصاً، أما مساحته الجديدة الآن فتشمل «غرفة أورليان» التي وُلِد فيها الملك في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1948.

وفي تصريح لصحيفة «التايمز» البريطانية، قال أحد أصدقاء الملك: «هو دائماً مدرك لأهمية التاريخ، وقرار أن يكون مقره في (غرفة أورليان) لم يكن ليُتخذ بسهولة، لكنه سيستمتع الآن بأداء مهامه بوصفه ملكاً في الغرفة التي وُلد فيها».

كما أنه يجري قطع العشرات من أشجار الكرز والبتولا الفضية في حدائق القصر، للسماح بدخول مزيد من الضوء الطبيعي وتشجيع تجدّد نمو النباتات الأخرى.