ندوة ثقافية بالرياض تتساءل: لماذا تراجع المسرح الكويتي؟

جانب من الندوة التي نظمتها هيئة المسرح والفنون الأدائية بالرياض (وزارة الثقافة السعودية)
جانب من الندوة التي نظمتها هيئة المسرح والفنون الأدائية بالرياض (وزارة الثقافة السعودية)
TT

ندوة ثقافية بالرياض تتساءل: لماذا تراجع المسرح الكويتي؟

جانب من الندوة التي نظمتها هيئة المسرح والفنون الأدائية بالرياض (وزارة الثقافة السعودية)
جانب من الندوة التي نظمتها هيئة المسرح والفنون الأدائية بالرياض (وزارة الثقافة السعودية)

من على خشبة المسرح، شق نحو 90 في المائة من كبار الممثلين الكويتيين طريقهم، هم ممن شكلوا جيل الرواد للفن الخليجي، كما أظهرت ندوة «تجربة المسرح الكويتي: دراسة وتحليل»، التي نظمتها هيئة المسرح والفنون الأدائية بالرياض، مساء الأول من أمس، تحت عنوان «كالوس»، واسترجعت ذكريات المرحلة الذهبية للمسرح في الكويت.
وبحسرة واضحة، أكد الأكاديمي الكويتي عبد الله العامر، وهو عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، خلال مشاركته، أن المسرح الكويتي يشهد تراجعاً كبيراً منذ عام 2010 ولغاية اليوم، موكداً أن «سبب ذلك هو الخوف من الاصطدامات السياسية»، التي وصفها بإحدى المعوقات التي بات يشهدها أبو الفنون (المسرح).
وقدم العامر، وهو كذلك مخرج ومؤلف مسرحي، مسحة تاريخية شيقة عن بدايات المسرح الكويتي، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى تمثلت في بناء المسرح والتي أتت بجهد من الدولة، وعن طريق المسؤولين ممن كانوا مهتمين بالنشاط الثقافي، والمسرح هو جزء من هذا النشاط منذ منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي.
وأضاف: «كانت شرارة المسرح عن طريق النشاط المدرسي، من خلال البعثة الفلسطينية، التي تعد أول محاولة في المجال المسرحي المدرسي، وقُدم على أثرها عرض مسرحي وهو (صقر قريش)، وفي هذا الوقت كانت المفاجأة الكبرى هي حضور الأمير الراحل الشيخ أحمد الصباح لهذا العرض، والمفاجأة الأخرى هي أن أحد الممثلين كان الشيخ الراحل جابر الأحمد».
من جانبه، أكد الفنان السعودي عبد الناصر الزاير، الذي أدار الندوة، على أهمية المسرح المدرسي وكونه النواة الأولى لتأسيس حراك فني مسرحي فاعل. وشارك في الندوة المهندس فيصل العبيد، وهو عضو فرقة المسرح الكويتي، الذي أكد على صعوبة البدايات التي سردها العامر، معتبراً أن هناك العديد من فرص التطوير التي يترقبها المسرح، مضيفاً: «ما جعل المسرح الكويتي مستمراً إلى اليوم هو توارثه بين الأجيال والشغف الذي يعيش داخلنا».
وعودة لماضي البدايات، يشير العامر إلى أنه بعد نهوض المسرح الدراسي في الكويت، مطلع القرن الماضي، ذهبت مجموعة من المواطنين الكويتيين للدراسة في الخارج وتحديداً إلى مصر، ليأتوا لاحقاً بأفكار ثقافية جديدة، من ضمنها إنشاء الفرق المسرحية وإنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية، في سنوات تزامنية قصيرة، خلال الفترة من عام 1959 إلى 1964.
بعد ذلك، أصبح الأمر أكثر نظامية، بحيث قررت الدولة أن تتبنى الدراسة النظامية، وتم إنشاء مركز الدراسات المسرحية آنذاك، الذي يُخرج طلبته بدرجته الدبلوم، وعام 1973 تحوّل إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، ليمنح درجة البكالوريوس، عن مراحل التطوير يقول العامر: «الفرق المسرحية عملت بدعم حكومي يُقدر آنذاك بنحو 16 ألف دينار كويتي، وهذا المبلغ في الستينيات من القرن الماضي، كان يعتبر مبلغاً ضخماً».
ويردف: «ثم انتقل بعض الفنانين للإنتاج الخاص، في حقبة نشطة استمرت إلى فترة الثمانينات، واصطدمت حينها بمشاكل رقابية أدت إلى توقف بعض العروض أو تحويل بعضها الآخر إلى النيابة، ونحو ذلك». وعن فترة ما بعد الغزو العراقي مطلع التسعينيات، يقول: «جاءت مرحلة الركود، وكان التركيز حينها على الدمار الذي حدث بالكويت جراء الغزو، وقضية الأسرى الكويتيين، وكانت هناك محاذير قوية من العودة للمسرح السياسي».
حينها أحدث هذا الركود حالة من الفجوة ما بين الفنانين من الجيلين القديم والجديد، كما يفيد العامر، إلى أن ظهرت الورش المسرحية من جديد عن طريق فرقة مسرح الشباب في الهيئة العامة للشباب، عام 2001. وكانت الورشة الواحدة تمتد لنحو شهر أو شهرين، مضيفاً: «تطورت هذه الورش، فأصبحت ملتقى شبابي في دورته الأولى، بدعم الدولة، ثم تحول إلى مهرجان للشباب في دورته الثالث، وأنا كنت من المؤسسين للمهرجان في ذلك الوقت».
وفي كل مرحلة كانت هناك جملة من التحديات تواجه المسرح الكويتي، سواء مالية أو تنظيمية، ويتطرق العامر أيضاً للتدخل السياسي في صناعة المسرح، قائلاً: «لدينا في مجلس الأمة تم استجواب وزيرين، وجاء تغييرهما بسبب المسرح، وكان الاستجواب على عرض مسرحي، رغم أن العرض لم يكن كويتياً».
ويتابع: «صار الاصطدام بسبب وجود عدد من الأعضاء الإسلاميين، وهم من الرافضين للمسرح بهذا الشكل، وربما شاهدوا صورة في مجلة قديمة وتم الاستجواب بناء عليها، ومنهم من طالب بهدم المسارح، وحدثت اصطدامات سياسية كبيرة، عطلت التنمية في المسرح». ويوضح أنه عام 2010 صدر مرسوم أميري كويتي بإنشاء أكاديمية الكويت للفنون، وأضاف: «منذ ذلك العام ولغاية اليوم، ورغم وجود هذا المرسوم والميزانية وكل شيء فإنه لا يوجد قرار، والسبب بذلك هو الخوف من الاصطدامات السياسية».
الندوة التي حضرها نخبة من المتابعين للحراك المسرحي تطرقت إلى العديد من الملفات، من بينها جدوى المسرح التجاري، وظاهرة سحب الدراما التلفزيونية للممثلين المسرحيين، وضرورة دعم الدولة للنهوض بالمسرح الكويتي، وأهمية المسرح المدرسي للارتقاء بهذه الصناعة، مع إجماع المتحدثين على أنه من الضروري أن تكون بداية انطلاقة الفنان من المسرح.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

فيلمان سعوديان يحصدان جوائز في «الفيوم السينمائي» بمصر

خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)
خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)
TT

فيلمان سعوديان يحصدان جوائز في «الفيوم السينمائي» بمصر

خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)
خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)

اختُتمت، مساء الجمعة، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي أُقيم بمحافظة الفيوم (100 كيلو جنوب القاهرة)، بحفل بسيط على بحيرة قارون، بحضور عدد من صنّاع الأفلام وأعضاء لجان التحكيم؛ حيث جرى إعلان جوائز مسابقات المهرجان الثلاث.

ومنحت لجنة تحكيم «المسابقة الدولية للفيلم الطويل» تنويهاً خاصاً للفيلم السعودي «طريق الوادي» للمخرج خالد فهد الذي تدور أحداثه حول شخصية الطفل «علي» الذي يعاني من متلازمة الصمت، فبعد أن ضلّ طريقه في أثناء توجهه لرؤية طبيب في قرية مجاورة، ينتهي به المطاف وحيداً في مكان ناءٍ، إلا أن سلسلة العقبات والتحديات لم تمنعه من اكتشاف العالم الذي ينتظره؛ حينها فقط أدركت عائلته أن ما يعانيه «علي» ليس عائقاً وإنما ميزة، منحته سيلاً من الخيال والتخيل.

ونال الفيلم المغربي «الثلث الخالي» للمخرج فوزي بنسعيدي جائزة أفضل فيلم بالمسابقة، وهو الفيلم الذي حصد جائزة أفضل إخراج بجانب حصول بطلَيه فهد بنشمسي، وعبد الهادي الطالبي، على جائزة أفضل تمثيل، في حين نال الفيلم الإيراني «كارون الأهواز» جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

وحصد الفيلم السعودي «ترياق» للمخرج حسن سعيد جائزة «لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الروائي القصير»، في حين حصل الزميل عبد الفتاح فرج، الصحافي بـ«الشرق الأوسط»، على جائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير، عن فيلمه «العشرين»، الذي صوّره في شارع العشرين بحي «فيصل» في القاهرة الكبرى، وتدور أحداثه في 20 دقيقة.

الزميل عبد الفتاح فرج خلال تسلّم الجائزة (إدارة المهرجان)

ويتضمّن فيلم «العشرين» بشكل غير مباشر القضايا البيئية المختلفة، وجرى تصويره على مدار 5 سنوات، رصد خلالها فترة مهمة بعيون أحد قاطني الشارع، متناولاً الفترة من 2018 وحتى عام 2023، واحتضن المهرجان عرضه الأول في مصر.

وتسلّم عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة بالمهرجان الناقد السعودي خالد ربيع جوائز الفيلمين السعوديين نيابة عن صناع العملين الفائزين، في حين عبّر لـ«الشرق الأوسط» عن سعادته بالتعاون مع باقي أعضاء اللجنة خلال مشاهدة الأفلام، مشيداً بالأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تضمّنها المهرجان.

وشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدّمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين شهد الاحتفاء بفلسطين بصفتها ضيف شرف، عبر إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها أفلام «من المسافة صفر».