سعي يمني لتكامل أداء الأجهزة الأمنية والعسكرية في المناطق المحررة

غروندبرغ يناقش الأولويات الاقتصادية وسط اتهامات للحوثيين بالتصعيد

هانس غروندبرغ لدى لقائه خبراء اقتصاديين يمنيين في عمان أمس (الأمم المتحدة)
هانس غروندبرغ لدى لقائه خبراء اقتصاديين يمنيين في عمان أمس (الأمم المتحدة)
TT

سعي يمني لتكامل أداء الأجهزة الأمنية والعسكرية في المناطق المحررة

هانس غروندبرغ لدى لقائه خبراء اقتصاديين يمنيين في عمان أمس (الأمم المتحدة)
هانس غروندبرغ لدى لقائه خبراء اقتصاديين يمنيين في عمان أمس (الأمم المتحدة)

على وقع اتهام الميليشيات الحوثية باستمرار التصعيد الميداني، واصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ جهوده لتحديد مسارات السلام وأولوياته، بناء على الهدنة القائمة، في وقت شددت فيه اللجنة الأمنية العليا اليمنية على أهمية تكامل الأجهزة الأمنية والعسكرية في المناطق المحررة، تنفيذاً لخطة مجلس القيادة الرئاسي.
في هذا السياق، أفاد مكتب المبعوث الأممي على حسابه الرسمي على «تويتر»، بأن غروندبرغ أطلق (الاثنين) اجتماعاً سيستمر يومين مع خبراء اقتصاديين يمنيين، بمشاركة أصحاب المصلحة الدوليين، للتشاور حول الأولويات العاجلة، والقصيرة، وطويلة الأمد للقضايا الاقتصادية التي يتوجب التطرق إليها في عملية السلام في اليمن.
المشاورات التي أطلقها المبعوث الأممي فيما يتعلق بالمسار الاقتصادي يواكبها مشاورات بين ممثلي الحكومة اليمنية وممثلين عن الميليشيات الحوثية في عمان، لاستكمال تنفيذ بقية بنود الهدنة القائمة، لا سيما فيما يتعلق بفتح الطرقات الحيوية وفك الحصار المفروض على مدينة تعز.
وفي خضم الجهود الأممية، صدرت في الأيام الماضية تلميحات عن الحكومة اليمنية وعن قادة الميليشيات الحوثية، تشير إلى إمكانية التوافق على تمديد هدنة الشهرين التي تنتهي في الثاني من يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما يرى فيه المجتمع الدولي إلى جانب الأمم المتحدة فرصة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في البلاد، إلى جانب كونه خطوة نحو إطلاق مسارات متعددة للتوصل إلى سلام دائم.
في غضون ذلك، عقدت اللجنة الأمنية العليا اليمنية اجتماعاً لها في العاصمة المؤقتة عدن (الاثنين) برئاسة وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي، للوقوف على مستجدات الأوضاع العسكرية والأمنية والعسكرية وتطوراتها في مختلف محافظات الجمهورية، بحسب بيان رسمي.
وتناول الاجتماع بحضور وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان، ورئيس جهاز الأمن السياسي اللواء عبده الحذيفي، ووكيل جهاز الأمن القومي اللواء علي المحوري، ورئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع بوزارة الدفاع اللواء الركن أحمد محسن اليافعي، وأركان حرب المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن أحمد البصر، سبل تعزيز التنسيق والتعاون والتكامل بين الأجهزة الأمنية والعسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار وفرض السكينة العامة.
وأفادت وكالة «سبأ» الرسمية بأن المجتمعين ناقشوا «الإنجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية في المحافظات المحررة، من ضبط عديد من الخلايا الإرهابية وإحباط المخططات الإجرامية التي تستهدف الأمن والسلم».
وأشار المجتمعون إلى «أهمية المهام الدستورية والوطنية المنوطة بالمؤسسة العسكرية والأمنية؛ خصوصاً في ظل عملية الانتقال السياسي للسلطة التي تم التوافق عليها بهدف توحيد الصف الوطني وتوجيه المجهود نحو الأهداف المشتركة».
وشدد الاجتماع بحسب البيان على «ضرورة الارتقاء بعمل المؤسسات الأمنية والعسكرية لمواجهة التزامات المرحلة الاستثنائية، وصولاً لهدف استعادة الدولة ونظامها الجمهوري من الميليشيات الحوثية الانقلابية». كما تطرق إلى جهود مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وما من شأنه تثبيت دعائم الأمن والاستقرار، وتعزيز الشراكة الدولية لبناء القدرات الأمنية والاستخباراتية ورفع كفاءة منسوبيها.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، قد أكد في خطاب قبل يومين، أن المجلس «سيمضي قدماً في جهود توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، كما نص على ذلك (اتفاق الرياض)، وإعلان نقل السلطة، وذلك من خلال اللجنة العسكرية والأمنية التي سيتم إعلانها خلال الأيام القليلة المقبلة».
وفي حين يعكف المجلس الرئاسي اليمني المشكل بموجب قرار نقل السلطة في السابع من أبريل (نيسان) الماضي على استكمال مداميك سلطاته -بحسب مصادر مطلعة- يتهم الجيش الميليشيات الحوثية بالاستمرار في التصعيد الميداني، وخرق الهدنة في مختلف الجبهات.
وفي أحدث بيان للجيش اليمني، قال إن الميليشيات الحوثية ارتكبت السبت الماضي 80 خرقاً للهدنة الأممية في مختلف جبهات القتال، وإن هذه الخروق توزّعت بين 29 خرقاً في محوري البرح وحيس (غرب)، و23 خرقاً في جبهات محور تعز (جنوب غرب)، و14 خرقاً في جبهات حجة (شمال غرب)، و11 خرقاً جنوب مأرب وشمالها وغربها، مع تسجيل خرق في محور بيحان غرب شبوة، وخرق في محور الضالع، وخرق آخر في محور صعدة (شمال).
وأوضح المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، أن القوات تصدت لعملية هجومية شنّتها ميليشيا الحوثي على مواقع عسكرية في جبلي الغرابة وحصن الميزر بمحور بيحان غرب محافظة شبوة.
وبحسب المركز نفسه، استمرّت الميليشيا الحوثية في استهداف مواقع الجيش والمقاومة في كافة جبهات القتال المذكورة، بصواريخ «الكاتيوشا» وبالمدفعية والعيارات المختلفة وبالطائرات المُسيَّرة المفخخة.
وطال القصف الحوثي -بحسب الإعلام العسكري- بالقذائف الصاروخية، تجمعات سكنية شرق حيس جنوب الحديدة؛ حيث ألحق أضراراً مادية بالمنازل وأثار الخوف والهلع في أوساط الأهالي.
وكان المتحدث باسم الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي، قد اتهم الميليشيات الحوثية بأنها ارتكبت 4276 خرقاً منذ بداية الهدنة الأممية حتى يوم السبت الماضي، في كافة جبهات ومحاور القتال بمحافظات مأرب وتعز والجوف وحجة والضالع وصعدة والحديدة، في ظل الالتزام التام والكامل لقوات الجيش الوطني بوقف إطلاق النار، وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية.
وأوضح مجلي أن الخروق تنوّعت من خلال استحداث متاريس وخنادق واستهداف مواقع قوات الجيش بسلاح المدفعية والأسلحة المتوسطة وبالعيارات المختلفة، إضافة إلى استهداف مواقع قوات الجيش بالطائرات المُسيَّرة المتفجرة والحاملة للقذائف والقنابل، وكذا نشر قناصين، متهماً الميليشيات بأنها تدفع بتعزيزات إلى مختلف مواقعها القتالية في الجبهات الجنوبية والشمالية والغربية في محافظة مأرب، وإلى مواقعها في الجبهات الشرقية والغربية في محافظة تعز.
وفي ظل الخروق التي طالت جبهات صعدة والجوف وحجة والحديدة، دعا متحدث الجيش اليمني الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الراعية للسلام في اليمن، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه الخروق الحوثية التي قال إنها «تمثل انتهاكاً صارخاً للهدنة الأممية وللقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.