حاتم الصكر: تناولي قصيدة النثر أشبه بتناول ثمرة محرمة في شجرة الشعر

الناقد العراقي يرى أن جزءاً كبيراً من إشكاليتها عدم مقروئيتها

حاتم الصكر
حاتم الصكر
TT

حاتم الصكر: تناولي قصيدة النثر أشبه بتناول ثمرة محرمة في شجرة الشعر

حاتم الصكر
حاتم الصكر

يمتلك الكاتب والناقد العراقي د. حاتم الصكر تجربة نقدية مهمة راكمها عبر ما يقرب من نصف قرن، وانعكست فيما قدمه للمكتبة العربية من كتب حول الشعرية العربية، وبشكل خاص قصيدة النثر، وآخرها كتاب «الثمرة المحرمة... مقدمات نظرية وتطبيقات في قراءة قصيدة النثر» الصادر عن مجلة «نصوص من خارج اللغة» الثقافية في الرباط. في الكتاب بحث الصكر في قصيدة النثر العربية، مع اختيار تجارب بعض شعراء هذه القصيدة. هنا حوار معه حول هذا الكتاب...
> الكتاب كما أرى أول كتاب نقدي عربي يتناول قصيدة النثر، لماذا «ثمرة محرمة»؟
- لا أستطيع أن أزعم ذلك لنفسي. ثمة كتب نقدية درست قصيدة النثر بمدخل نظري ومقاربة جدلية، حين كانت قصيدة النثر محل رفض وقبول حادَّين عربياً، ولم تستقم لها أسباب التبلور والتنوع المطلوبين كنوع شعري جديد. وأغلبها تمحور حول المصطلح، ومعضلة الموازنة بين النثر والشعر كمفترقين لا يجتمعان، وأن اجتماعهما في قصيدة النثر تشوبه الحاجة لتأسيس قراءة جديدة، وقارئ متجدد الأفق، مستجيب للحساسية التي تتضمنها الكتابة الجديدة. وهو ما يوصف اختصاراً بعملية «تأهيل القارئ». أما جهدي فقد اتسم بين زملائي بالاهتمام بالنصوص أولاً، والتعديلات التي تتضمنها. فلديّ اعتقاد بأن التعديلات الشعرية جاءت دوماً من داخل الكتابة، وليس عبر التنظير المجرَّد. ويمكن وصف عملي مؤخراً في كتابي «الثمرة المحرمة»، وقبله في «حلم الفراشة» المنصرف لإيقاعها خاصة، ولبنائها، ومستويات الدلالة فيها، ونثريتها، وسرديتها، بأنه انتقال من مشروعية انتمائها للشعر، وتاريخيتها ومصطلحها الملتبس، إلى معاينة شعريتها، نظامها الداخلي، وانتظامها الذي لا يبدو للقراءة المتعجلة الكلية، أو المحتكمة للمعايير التقليدية، وصلتها بالسرد وأنواعه وكيفياته، وتوسعاتها الشكلية وتركيزها، وتعدد المؤثرات في كتابتها، تجاوزاً للمؤثر الأول والأوحد غربياً. وذلك يشمل الكتاب الإشراقي في التراث كالنثر الصوفي. وهذا الأمر يتطلب إجراءات للتحليل تناسب شعريتها. فقدمت في الكتاب حدوساً إجرائية، حاولتُ التيقن من جدواها في مقاربة النصوص ذاتها. لقد كان اقترابي من تلك النصوص أشبه بتناول ثمرة محرمة في شجرة الشعر تحيط بها اللعنات. فجاء العنوان عتبةَ قراءة وموجهاً لها، ليجسد هذ الاعتقاد.
> قلت مرة إنها اقتربت كثيراً من نصية قصيدة النثر وتحليلها وبيان مشكلاتها، هل ترى أنها في طور الفرز الجيلي والأسلوبي بحيث أصبحت لها تيارات ومناخات كتابة؟
- هو كذلك، بمعنى أن الكتاب يُعنى بتقديم المقترحات وإسقاطها على النصوص. ويقدم إجراءات التحليل لبلورة مزاياها، وحقيقة تشكلها الذي يبدو للبعض فوضوياً. فيما وجدت عبر القراءة التطبيقية أنه ينتظمها في النصوص الناضجة تماسك داخلي، لا يجري على مألوف التشكلات المتوارثة.
والإجراءات هي الخطوات التي تتعقب الملفوظ الشعري وجزئيات النص، وتنتقل بحرية إلى كليته لربط أجزائه. هذا ما فعلته موجزاً في كتابي. بينما كانت قصيدة النثر تواجه كثيراً من هدر الوقت والجهد والحِجاج حولها، والإغراق النظري الذي يظل بعيداً عن مرمى الفهم والتأويل، والاستلاف المنهجي دون تعديل لغرض مقاربتها. تلك الإجراءات أخذت أكثر من ثلثي «الثمرة المحرمة»، ولامست تحليلات وإشارات عدة نصوص، وأحياناً أعمالاً كاملة لشعراء من أجيال مختلفة. ونال الكتاب ما يمكن تسميته بسوء القراءة. فتلقيت ملاحظات حول عدم تمثيل بلدان معينة بنماذج لشعرائها، أو إغفال شعراء مكرسين. وهو ما لم يكن في حسابي أثناء إعداد الكتاب. فقد احتكمت إلى ذاكرتي ومصادري المتاحة، وتنوع النصوص ذاتها. والوصول إلى قناعة بأنها قابلة للتحليل النصي، لتوفر مستويات بنائية كثيرة فيها.
أما بصدد أجيالها وتنوع أساليب كتابتها، فأرى أن جزءاً كبيراً من إشكالية قصيدة النثر عدم مقروئيتها. ذلك ما يقرُّ به منظّرون بارزون ومتابعون لصيرورتها في حاضنتها الغربية، فرنسا تحديداً... حين يصفها ناقد مثل جان كوهين بأنها دلالية، وآخرون يرونها سردية، أو ذات مهمة ميتافيزيقية بكونها قصيدة رؤيا، وأحياناً بؤرة لغوية ممتزجة برؤية سوريالية، تتشقق عن تراكيب لها نظامها المغلق الذي لا يجب أن ننتظر دلالة ما منه.
على أساس من هذا الفهم صارت لقصيدة النثر مناخات بعدد القصائد. فلكل شاعر قصيدة نثره. والجيل المحتشد فنياً ينحاز لواحدة من تلك التصنيفات التي شاعت، وينضوي في كتابته. مع ملاحظة أن الجيل هو جيل الشعر، لا الشعراء أنفسهم. يأتون للاصطفاف فيه باعتبار قصيدتهم، وعيِّنة دمها، لا سنِّهم. وهذا يضع ستينياً مع شاعر من الألفية الثالثة. لما يجمع قصيدتيهما من توفر على شعرية متجاوزة ومؤسسة بصياغات متقدمة، فالفرز الجيلي حاضر وممكن، بتجييل النصوص ونوعيتها وانتظامها عبر مراحل كتابتها.
> ناقشت في كتابك هذا ما أسميته البلبلة الاصطلاحية وفوضى التسمية، هل ترى هذا المشكل ينسحب على كل حركة الشعر العربي الحديث بتياراته الفنية الجديدة والمتباينة، ابتداء مما سمي «الشعر الحر»؟
- مؤكد أن هذه البلبلة لا تختص بكتابتها ونقدها عربياً. بل تم الاعتراف بإشكاليتها في الغرب، ومنذ أولى الدراسات حولها، ونصوصها الأولى أيضاً. فهي تمثل اتحاداً للمتناقضات كما يصفون. لكن استقرار مصطلحها أسهم في الانصراف عن محاولة تغييره. لم تفلح المقترحات البديلة. حتى أدونيس الذي تراجع في كتابات نظرية لاحقة لمرحلة مجلة شعر التبشيرية عن المصطلح، مقترحاً مصطلح «كتابة الشعر نثراً». وكذلك المصطلحات الأخرى كالنثيرة، والشعر الأجد، والقصيدة بالنثر. ولم يكتب لكل منها الانتشار والتداول. وظل المصطلح الأول يعمل كإشارة إلى مفهومها. وهو الأهم. فما يلتبس اصطلاحياً، تتكفل مفاهيم الكتابة بتوضيحه. كما حصل مع مصطلح الشعر الحر الذي أشار إليه سؤالك.
بمقابل ذلك، حاول خصوم قصيدة النثر وصفها بالقصيدة الهجين أو الخنثى، والنثر الشعري، كل منها يخفي مفاهيم متشكلة عن الكتابة الشعرية بوعي خاص. لكن أقسى ما وُصفت به، ما دعاه بها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي في كتاب له، فهي برأيه «القصيدة الخرساء» التي لا موسيقى فيها، ولا تبث رسالة واضحة. فهو يعكس تصوره للشعر ومكونات القصيدة وموسيقاها التقليدية. اليوم لا أجد المصطلح يمثل تلك البلبلة التي وصفتها في كتابي. وبدلاً عن ذلك ثمة اتجاه للتوقف عند المفاهيم المتصلة ببنيتها وإيقاعها وسرديتها.
> هل التسمية مستقاة من كتاب سوزان برنار، قبل تكريس هذه التسمية من قبل مجلة «شعر»، وهي تسمية وقعت في خانة التسميات الملتبسة؟
- جنايات كتاب سوزان برنار على قصيدة النثر كثيرة بالقياس التداولي، رغم أنه من البدايات التأسيسية لقراءتها وإجراءات نقدها وتاريخيتها أيضاً. فقد أرست وكرست مزايا عبر استقراء بعض النصوص، ولم تتأمل وتستشرف تنوع كتابتها. فكانت الشروط التي وضعتها كالكثافة والمجانية محل بلبلة وسوء فهم.
وقد زادتها الترجمة العربية والحماسة التي تكفل بها شعراء «مجلة شعر» غموضاً، خاصة حين لخص أنسي الحاج أطروحتها في مقدمة ديوانه «لن» باختزال وابتسار، تبرأ منها هو نفسه في مراجعة لاحقة لما كتبه.
أما مجلة «شعر» فقد تجاذبها تياران؛ فرانكفوني يستقي مراجعه النظرية ومستنداته النصية من الكتابة الشعرية الفرنسية ونقدها، وتيار إنجلوسكسوني يعتمد في مرجعياته على الأدبيات الأخرى للثقافات الناطقة بالإنجليزية.
وبينهما اتسمت مرحلة الريادة في كنف المجلة بهذا التردد والتباين. كان جبرا وتوفيق صايغ يكتبان ما يرون أنه شعر حر بالمعنى الغربي الذي يتجاوز الأوزان الموسيقية الخارجية لصالح رؤية داخلية في النص، ويعدان شعر محمد الماغوط من منهجهما... وبالمقابل كان أدونيس وأنسي الحاج وشوقي أبي شقرا يكتبون قصائد نثر تنتمي لميراث قصيدة النثر الفرنسية، بتمركزها اللغوي وهجر الموضوع وإنتاج علاقات لغوية وصورية صادمة. هذه الحدود والانقسامات لم تعد ذات أثر فني وجمالي الآن. فقد برزت مهمات مستجدة لم تكن على لائحة الرواد. واتجهت قصيدة النثر نحو مناخاتها الجديدة.
> بعد مقدمتك في الكتاب التي كانت بحقّ دراسة شاملة وعميقة لقصيدة النثر، تلجأ إلى الجانب التطبيقي لتختار نماذج من الشعراء بعينها... إلامَ احتكمت نقدياً في اختيار هؤلاء الشعراء؟
- تسبّبت التطبيقات ببعض اللبس لدى القارئ. فالكتاب ليس كتاب مختارات. المفاهيم فيه بحاجة لتطبيقات أسقطتها على تلك النصوص في فترات متفاوتة، وعمدت إلى استعادتها، وسواها مما استجدّ لديّ بحكم قراءاتي ومتابعتي. فالنماذج إذن ليست مختارات كي تظهر فيها وجهة نظري بتمييزها عن سواها. وما لم أذكره يخرج عن قناعاتي. كلا... الأمر أبسط من ذلك. فالنصوص التي توفرت لي أو رسخت في ذاكرتي تلمست فيها التوفر على ما افترضته في الكتابة الشعرية من جهة، ولبيان ما اقترحته في الجانب النظري من كشف لمستوياتها البنائية، كي يتم تحليلها وقراءاتها على أساسه.
ويمكن في حال إعادة نشر الكتاب في طبعة جديدة أن أضيف نصوصاً أخرى، لكنها بكل حال مجلوبة لغرض التطبيق، ومحاولة تجربة المقاربات النقدية عبر افتراضات القراءة التي بسطتها في كتابي، ردّاً على من يرى قصيدة النثر لا تستقيم لتحليل نصي وفق إجراءات مسماة ومتعينة.
> ختمت دراستك بقصيدة النثر في العراق، مشيراً إلى بداياتها وأبرز محطاتها، والأسماء التي كتبتها وأبدعت فيها، هل ترى في قصيدة النثر هناك ما يجعلها فناً شعرياً معترفاً به في المشهد الشعري العراقي؟
- لقصيدة النثر في العراق قصة أخرى. فقد التبست فيها البدايات وكثرت المفارقات. بدأت الحداثة الشعرية مثلاً بكتابة الشعر المنثور. أشير هنا إلى تجارب روفائيل بطي في الربع الأول من القرن الماضي، بتأثير الترجمات، ونصوص أمين الريحاني وجبران. وسبقت بذلك ما عُرف بالشعر الحر الذي كتبه الرواد. وكان علينا أن ننتظر استقرار شعر التفعيلة (الحر)، لنصل إلى كتابة قصيدة نثر مكتملة، يمثلها باعتقادي جماعة كركوك، ولا سيما قصائد سركون بولص وصلاح فائق وفاضل العزاوي. أما الاعتراف، بمعنى منحها شهادة على حياتها، وحضورها في زمن الشعر القائم، فلا يلزمها، كأي نوع شعري يكتسب شرعيته من كتابته وتداوليته.
من المعروف أن الجسم الشعري في العراق متصلب وقوي، بتجارب مهمة على مدى سيرورته في التراث والإحياء والتجديد. نذكر هنا مقدمات النهضة في القرنين الماضيين، وتجديدات الموضوع والأساليب، وشعر الرواد، ثم الانتقال إلى التحديث في عقود القرن الماضي الأخيرة. واستقراءً لمآلات القصيدة في العراق، يمكن القول إن قصيدة النثر ترسخت جزءاً حيوياً من الشعرية العراقية، وإنْ نالها التعثر أو التقليد في بعض الفترات، وشح المصادر المؤثرة، وما يطرأ من أحداث تعصف بالقول الشعري كله، ولا يجد في التراتب الثقافي والحياتي مكاناً مناسباً. وهكذا وجدنا أن الكتابة الشعرية تعرضت لردَّة ذوقية، وهيمنة المنابر والغنائيات والموضوعات المباشرة بفعل الحروب والانقسام الاجتماعي، والفوضى التي تركتها الديكتاتورية والاحتلال، وخذلان الأنظمة وغياب المؤسسات. ولعل هذا كله ينعكس في ماهية الكتابة الشعرية، وفي موقعها على لائحة الثقافة والحياة أيضاً.
وما نراه اليوم يوحي بصحوة وانتقالة إلى كتابة متعددة المناخات والرؤى وإضافات مهمة بنصوص أجيال نشأت دون أن تتلوث ذائقتها بالمتراكم من المباشرة وتمجيد الحروب، وتملق أفق قراءة المتلقي بالصوتيات والخطابيات العاطفية.
يحس الشاعر أن قصيدة النثر بحاجة لخصوصية، قد لا تتطلبها الأنواع التي تنسج على مثال سابق، أو قالب صياغي ثابت ومستقر. وهذا أكثر ما تعرضت له في الفصل الخاص بقصيدة النثر في العراق في الكتاب.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

حفيدة فيلبي: أعظم ما ورثه جدي هو الإسلام

الدكتورة سارة فارس عبد الله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)
الدكتورة سارة فارس عبد الله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

حفيدة فيلبي: أعظم ما ورثه جدي هو الإسلام

الدكتورة سارة فارس عبد الله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)
الدكتورة سارة فارس عبد الله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)

بعد مرور نحو مائة عام على رحلة عبد الله فيلبي الاستكشافية إلى الجزيرة العربية، تتحدّث حفيدته الدكتورة سارة فارس، التي تنال شهادة في تخصّص علم الأجنة والبيولوجيا الإنجابية من جامعة الفيصل بالرياض، إلى «الشرق الأوسط»، عن أثر جدّها في حياتها وهي التي لم ترَه قط. متأثرةً بحضوره في تراث السعودية وتاريخها.

وتقول الدكتورة سارة إن العلم هو المسار الذي يصلها بإرثه، في حين أن سيرته تحثّها على نهل المزيد من المعرفة.

تفتخر سارة بأنها ولدت في العاصمة الرياض، حيث أمضت طفولتها ونشأتها في وطنها السعودية، وحيث تفوقت بالدّراسة، حاصلة على مرتبة الشرف الأولى.

وتختتم بالقول: «أؤمن أن أعظم ما ورثه جدّي هو الإسلام، حين اعتنقه عام 1930، وواجبي تجاهه هو الحديث عنه وعن تراثه، وأنا سعيدة بتسليط الضوء عليه».


«تايمز»: «زرقاء اليمامة» تمهد لنهضة فنية وثقافية كبرى في السعودية

مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي تلعب دور «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)
مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي تلعب دور «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)
TT

«تايمز»: «زرقاء اليمامة» تمهد لنهضة فنية وثقافية كبرى في السعودية

مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي تلعب دور «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)
مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي تلعب دور «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)

عندما طُلب من صالح زمانان، الشاعر والكاتب والناقد المسرحي السعودي، أن يكتب نص أول أوبرا في السعودية، نفض زمانان الغبار عن الأسطورة العربية القديمة لزرقاء اليمامة، وهي «عرافة» كانت تستطيع أن ترى المستقبل تم تجاهل نبوءاتها قبل أن تُفقأ عيناها في النهاية.

وتُغنى عروض أوبرا «زرقاء اليمامة» باللغة العربية، وظهر العرض لأول مرة في الرياض يوم الثلاثاء الماضي، ليكون أول عرض أوبرالي سعودي في تاريخ المملكة والأضخم عربياً، وفقاً لما أوردته صحفية «تايمز» البريطانية.

ويتناول العرض قصة «زرقاء اليمامة» الشخصية الشهيرة في تاريخ العرب قبل الإسلام، ذات العينين الزرقاوين، التي تمتلك قدرة فريدة تمكنها من الرؤية من مسافات بعيدة، حتى إن بصرها الحاد كان يرى الراكب من على مسيرة 3 أيام، وتظهر قصتها بالعرض في مزيج فريد يجمع بين العناصر الموسيقية العربية والغربية.

جزء من عرض «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)

وفي قصة العرض الأوبرالي، يتم الاعتداء على زرقاء اليمامة من قبل زعيم قبلي قاسٍ، ثم تذبح قبيلتها أقارب الزعيم انتقاماً، قبل أن يتم ذبحهم بدورهم على يد عشيرة أخرى، لتنتهي القصة بكومة من الجثث على المسرح، وزرقاء اليمامة وسطهم فاقدة عينيها وحياتها.

وقال زمانان إن العبرة من العرض هي «كيف تهدد الكراهية البشر، وعرض العواقب الوخيمة للقمع».

وعدّت «تايمز» البريطانية العرض امتداداً للنهضة الثقافية الكبيرة التي تركز عليها المملكة في السنوات الأخيرة.

وأشارت في تقريرها إلى أن العرض نال استحسان الجميع، وكان هناك «تصفيق حار» في مركز الملك فهد الثقافي بعد العرض، وارتسمت الابتسامة على وجوه الجمهور أثناء خروجه.

وعبر الفنانون والجمهور السعودي عن الحماسة الشديدة للعرض بوصفه فرصة لإظهار وجه جديد للملكة. وقال زمانان: «إنه تراثنا، معروض في شكل فني غربي»، مضيفاً: «إنه يُظهر أصالتنا، وكذلك انفتاحنا على العالم»، وفق ما ذكرته «تايمز».

بدورها، قالت سوسن البهيتي، السوبرانو السعودية وعضوة فريق التمثيل بالعرض، إن أحد الأسباب التي دفعتها إلى الاتجاه للتألق كمغنية في الأوبرا هو هدفها المتمثل في «تغيير المفاهيم حول السعودية والنساء السعوديات».

وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية اكتسبت زخماً وسمعة عالمية في مجال الترفيه خلال السنوات الماضية، من خلال قدرتها على جذب نجوم كرة القدم والفنانين والموسيقيين العالميين.

جزء من عرض «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)

ويأتي العرض بإخراج السويسري دانيال فينزي باسكا، بينما تولّى التأليف الموسيقي الأسترالي لي برادشو، وقيادة الجوقة الموسيقية الإسباني بابلو غونزاليس، بينما تلعب دور البطولة مغنية الميزو سوبرانو البريطانية الشهيرة سارة كونولي، التي تعلمت العربية خصيصاً لأداء دورها بوصفها «زرقاء اليمامة».

وتعد الأوبرا من أبرز علامات التحضر والرقي في العواصم الكبرى. وكان العرض «حدثاً سعودياً فريداً»، وفق «تايمز»، وعلى الرغم من أن كثيراً من الإنتاج والتمثيل قام به أجانب، فإن الغرض منه هو التأثير الإيجابي على مجتمع الأوبرا والمسرح المتنامي في السعودية. وقال عبد العزيز الأحمد، أحد الجمهور الذي شاهد العرض: «إنها خطوة أولى... سوف تشجع خطوات أخرى تالية».


مصر: ضبط 1118 قطعة أثرية بحوزة موظف

مجموعة من القطع الأثرية المضبوطة في أسيوط بجنوب مصر (وزارة الداخلية المصرية)
مجموعة من القطع الأثرية المضبوطة في أسيوط بجنوب مصر (وزارة الداخلية المصرية)
TT

مصر: ضبط 1118 قطعة أثرية بحوزة موظف

مجموعة من القطع الأثرية المضبوطة في أسيوط بجنوب مصر (وزارة الداخلية المصرية)
مجموعة من القطع الأثرية المضبوطة في أسيوط بجنوب مصر (وزارة الداخلية المصرية)

تمكّنت الأجهزة الأمنية المصرية من ضبط 1118 قطعة آثار متنوعة في منزل موظف بمدينة أسيوط في جنوب مصر (تبعد 375 كيلومتراً عن القاهرة)، وأعلنت وزارة الداخلية ضبطها القطع الأثرية في إطار جهودها لمكافحة جرائم الحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار والاتجار بها.

وذكرت الجهات الأمنية في محافظة أسيوط أنّها ضبطت موظفاً داخل مسكنه وبحوزته قطع أثرية، من بينها مجسّم لتابوت في داخله مومياء، بالإضافة إلى تابوتين من الخشب عليهما نقوش مصرية قديمة، وبداخلهما مومياوان، كما ضُبط تمثالان خشبيان عليهما نقوش ورسومات، وتابوت غير مكتمل من المرمر، وفق بيان لوزارة الداخلية على صفحتها بـ«فيسبوك»، السبت.

جانب من القطع الأثرية المضبوطة في مصر (وزارة الداخلية المصرية)

وتضمنت المضبوطات أيضاً، عدداً من اللوحات الحجرية، ولفائف البردي والجعارين وقلادات مختلفة الأحجام، بالإضافة إلى عدد من التماثيل وأجزاء من تماثيل غير مكتملة متنوعة تعود لعصور قديمة، وضبطت عدداً من القطع الحجرية والخشبية وقطعاً من الزخارف والفخار وأدوات منزلية تعود لعصور مختلفة، فضلاً عن مجموعة من العملات المعدنية مختلفة الأشكال والأحجام.

وأكد بيان الوزارة أن المضبوطات عُرضت على الجهات المختصة، التي أفادت بأن القطع جميعها أثرية.

وتعاقب المادة 42 من قانون حماية الآثار المصرية رقم 117 لسنة 1983 «بالسجن المؤبد وبغرامة لا تقلّ عن مليون جنيه ولا تزيد على خمسة ملايين جنيه، كلَّ مَن سرق أثراً أو جزءاً من أثرٍ، سواء كان من الآثار المسجلة المملوكة للدولة، أو المعدة للتّسجيل، أو المستخرجة من الحفائر الأثرية للوزارة، أو من أعمال البعثات والهيئات والجامعات المصرّح لها بالتنقيب، وذلك بقصد التهريب».

وفي المادة نفسها تكون العقوبة، «السجن المشدّد لكلّ مَن حفر خلسة أو بإخفاء الأثر أو جزءاً منه بقصد التهريب، ويُحكم في جميع الأحوال بمصادرة الأثر والأجهزة والأدوات والآلات والسيارات المستخدمة في الجريمة».

أحد التوابيت المضبوطة بحوزة موظف (وزارة الداخلية المصرية)

وتنتشر عمليات التنقيب غير الشرعي عن الآثار المصرية والاتجار بها في مصر وخارجها، وقد ضبطت الجهات الأمنية 3 تشكيلات مختلفة خلال العام الماضي متّهمة بالتنقيب والاتجار في الآثار، من بينها ضبط شخصين في محافظة بني سويف جنوب مصر، في أثناء حفرهما وتنقيبهما غير المشروع عن الآثار، وعُثر على حفر بعمق مترٍ تقريباً، كما ضُبطت الأدوات المستخدمة في الحفر، وبمواجهتهما اعترفا بقيامهما بأعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار.

وضبطت الأجهزة الأمنية 6 أشخاص خلال تنقيبهم عن الآثار داخل شقة في منطقة المطرية (شرق القاهرة)، وعُثر بداخلها على حفرتين بعمق 10 أمتارٍ، وبحوزتهم أدوات الحفر والتنقيب، واعترفوا بقيامهم بأعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار.

وسبق أن ضبطت شرطة السياحة والآثار «تشكيلاً عصابياً» متهماً بالاتجار في 201 قطعة يُشتبه في أثريتها مقابل مبالغ مالية.

وتضمّ محافظة أسيوط التي شهدت الواقعة الأحدث، أكثر من موقع أثريّ، مثل مقابر العمارنة، ومقابر الجبل الغربي، ومقابر مير، ومقابر دير الرفاع ودير المحرق، وجميعها تعود إلى عصر الأسرات الفرعونية والعصر القبطي.


«الإسكندرية للفيلم القصير» يقدم عروضاً للمكفوفين للمرة الأولى

جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)
جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)
TT

«الإسكندرية للفيلم القصير» يقدم عروضاً للمكفوفين للمرة الأولى

جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)
جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)

استحدثت الدورة العاشرة من مهرجان «الإسكندرية للفيلم القصير» تقديم عروض سينمائية للمكفوفين للمرة الأولى، في عرض الفيلم السينمائي القصير مصحوباً بترجمة صوتية وصفية للأحداث التي تُعرَض على الشاشة.

وتحت عنوان «سينما المكفوفين» احتضنت سينما مترو في منطقة محطة الرمل بالإسكندرية، التجربة الأولى من نوعها في المهرجانات السينمائية المصرية، التي تضمّنت عرض 5 أفلام قصيرة هي «نور عيني»، و«تربية ستات»، و«مكالمة خاصة»، و«هذا اليوم»، و«تمنتاشر خمسة وعشرين» في مدة تقترب من 40 دقيقة.

وتقام الدورة العاشرة من المهرجان خلال الفترة من 25 إلى 30 أبريل (نيسان) الحالي، وتضمّ ورشاً وفعاليات سينمائية عدة من بينها، ورش للمونتاج والحكي، بجانب عروض أفلام في مسابقات المهرجان.

وحظيت تجربة «سينما المكفوفين» بتفاعل كبير بين الحضور مع إتاحتها بشكل مجاني، ولم يقتصر الحضور على المكفوفين المكفولين بالرعاية من الجمعيات الأهلية فحسب، ولكن شهد وجود بعض الأفراد مع ذويهم بعد الإعلان عن العرض وتسليط الضوء عليه.

عروض الأفلام تصاحبها ترجمة صوتية وصفية للأحداث (الشرق الأوسط)

«فكرة العرض بدأت قبل عامين»، وفق محمد جلال، منسق عام المهرجان ومسؤول البرنامج، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: إن «المناقشات حوله جاءت بعد مشاهدته لهذه التجربة في المغرب، ومعرفته بتقديمها في دول عدة أخرى، ورغبته في تكرارها بمصر»، مشيراً إلى «دور الإعلامية المغربية هنا العايدي، التي قامت بالترجمة الصوتية الوصفية للأفلام، ومساعدتهم على خروجها للنور».

وأضاف أن «التّحضيرات للفكرة تواصلت خلال العامين الماضيين، وجرى التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي لدعم الفكرة، حتى بدأوا بترجمة الأفلام الخمسة المعروضة قبل أكثر من أسبوع على عرضها».

وأوضح جلال أن الترجمة الخاصة للمكفوفين «لا تقتصر على الوصف الصوتي فقط لما يحدث، ولكنها تخضع لمعايير عدة، وتجري بشكل دقيق يعتمد على الوصف الصوتي في أماكن السّكون بالأحداث وقياسها بشكل دقيق».

وأشاد الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق بالتجربة التي حضرها ووصفها بـ«الإيجابية» مع وجود عددٍ كبيرٍ من المكفوفين الذين حرصوا على الحضور والتفاعل مع الأفلام المعروضة، وسط تصفيق وإشادات بالأفلام وترجمتها.

وأضاف عبد الخالق أن «فكرة وصف الأفلام بشكلٍ مسموعٍ سبق أن قُدّمت عبر أثير الإذاعة في تسعينات القرن الماضي بعنوان (من السينما للإذاعة)، عبر استخدام التعليق الصوتي لنقل الأفلام والمسرحيات والمستمعين، لكنها المرة الأولى التي تُنقل للسينما بشكل كامل، وهو الأمر الذي يستحق التقدير من صُنّاع المهرجان لإتاحة الفرصة أمام المكفوفين من أجل الاستمتاع بتجربة السينما بشكل كامل».

ويلفت مدير المهرجان محمد سعدون الانتباه إلى ردود الفعل الإيجابية التي تلقوها عن التجربة الأولى، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الردود ستحفّزنا لتكرارها مع الاستفادة من بعض الملاحظات التي جاءتنا من الحضور»، معرباً عن أمله في أن «يتحقق حلم المكفوفين بتنفيذ التجربة على نطاق أوسع في صالات السينما».

جانب من النقاش الذي أعقب عرض الأفلام (الشرق الأوسط)

وأضاف سعدون، أنهم استمعوا إلى مقترحات عدة من الحضور، منها «رغبتهم في أن يكون الاستماع للوصف الصوتي عبر سمّاعات خاصة تجنباً لشعورهم بالحرج بين باقي الحضور، مع طلب تعميم الفكرة لتشمل الأفلام المعروضة في دور العرض، بجانب بعض التفاصيل الفنية الخاصة بحاجتهم لمزيد من الوصف الصوتي لبعض الأمور التي لم تكن واضحة».


نجيب محفوظ وغارسيا ماركيز في القاهرة بحضرة «ثربانتس»

لوحات المعرض جمعت بين حائزي نوبل من مصر وكولومبيا (منسق المعرض)
لوحات المعرض جمعت بين حائزي نوبل من مصر وكولومبيا (منسق المعرض)
TT

نجيب محفوظ وغارسيا ماركيز في القاهرة بحضرة «ثربانتس»

لوحات المعرض جمعت بين حائزي نوبل من مصر وكولومبيا (منسق المعرض)
لوحات المعرض جمعت بين حائزي نوبل من مصر وكولومبيا (منسق المعرض)

في حضرة «ثربانتس»، جلس أديبا نوبل، المصري نجيب محفوظ والكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز يتحاوران، ليس هذا فقط، بل حضر أُدباء من كلّ العالم ومن أزمنة مختلفة، اجتمعوا خلال معرضٍ فنيٍّ عنوانه «رسم الأدب: الكتّاب والكاريكاتير».

أكثر من 50 لوحة تجسّد أدباء عالميين كباراً من زمن ويليام شكسبير وميغيل دي ثربانتس، صاحب «دون كيشوت»، إلى عصر توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وماركيز، وغيرهم من رُوّاد الأدب في مصر وإسبانيا وأميركا اللاتينية، صُوّروا في أعمال كاريكاتيرية، احتفى بها المركز الثقافي الإسباني في القاهرة «ثربانتس»، في معرض يستمر حتى 12 مايو (أيار) المقبل.

وقال الفنان المصري فوزي مرسي منسّق المعرض، إنه اتفق مع جامعة الكالا في إسبانيا، خلال زيارة سابقة، على تنظيم أنشطة مشتركة، وكان هناك مقترح أن نقيم معرضاً لثربانتس فقط، إلا أن مسؤول المركز الثقافي الإسباني اقترح أن يتضمّن المعرض أيضاً، بورتريهات لكتّاب عرب وإسبان ومن أميركا اللاتينية.

وأبدى خوسيه مانويل البابستور، مدير معهد ثربانتس في القاهرة، عن سعادته لاستضافة هذا المعرض الذي يضمّ شخصيات أدبية كبيرة، في حوار متخيل مع بعضها، مشيراً في بيان نشره عبر صفحة المركز، إلى أن «الفنانين أطلقوا خيالهم ورسموا كُتّابنا المفضلين في وضعيات حداثية وغير تقليدية. فأحدهم يلتقط صورة سيلفي، وثربانتس يتبادل القراءة مع شكسبير، وهي طريقة تُكسب هؤلاء الكتاب حياة جديدة عبر ريشة فنانين من 16 دولة شاركوا في المعرض، من مصر وإسبانيا ودول أوروبية ودول أميركا اللاتينية».

شكسبير وثربانتس في لوحة من المعرض (منسق المعرض)

وأوضح مرسي لـ«الشرق الأوسط»، أنهم بدأوا في تنظيم هذا المعرض من خلال طرح الفكرة على مجموعة من الفنانين، كما أن معهد كبيدو في إسبانيا أرسل لهم مجموعة من أعمال الفنانين الإسبان ومن دول مختلفة.

وتابع : «اخترنا أيضاً مجموعة من الأعمال المرسومة من قَبل لنجيب محفوظ وماركيز في لوحات تجمعهما، وكانت هناك مجموعة كبيرة اخترنا منها 50 لوحة عُرضت بشكل مميّز، بالإضافة لوجود شاشة تلفزيونية تعرض الأعمال بشكل مستمر».

وأشار إلى أن هذا المعرض يعبّر عن حوار رمزي بين كل هؤلاء الكتاب الذين يبتعدون مئات السنين عن بعضهم بعضاً، مثل ثربانتس وشكسبير اللذين يعودان إلى القرنين الـ16 والـ17، في حين يعود ماركيز ومحفوظ مثلاً للقرن الـ20 بل الـ21.

محفوظ وماركيز مع عمليهما الشهيرين (منسق المعرض)

وحسب المركز الثقافي الإسباني، فإن المعرض الذي حمل عنوان «رسم الأدب: الكُتّاب والكاريكاتير»، نُظّم بالتعاون مع اتحاد منظمات رسامي الكاريكاتير (فيكو مصر)، ومعهد كيبيدو لفنون الفكاهة في جامعة الكالا في إسبانيا.

ويُعدّ هذا المعرض أول معرضٍ للكاريكاتير يستضيفه المركز الثقافي الإسباني في القاهرة، وفق مرسي، الذي أكّد أنه ستكون هناك أنشطة أخرى مماثلة في المركز خلال الفترة المقبلة، كما أن متحف الكاريكاتير المصري ومنصة «إيجبيت كارتون» في صدد تنظيم معرض بالمركز الثقافي الهندي عن طاغور ونجيب محفوظ.


مهرجان «ما لا تراه العين» يكرّم الإبداع الشاب ويعزز التواصل الثقافي

بدور عرفة ومحمد بحري يفوزان بجائزة أفضل فيلم وثائقي سعودي (الشرق الأوسط)
بدور عرفة ومحمد بحري يفوزان بجائزة أفضل فيلم وثائقي سعودي (الشرق الأوسط)
TT

مهرجان «ما لا تراه العين» يكرّم الإبداع الشاب ويعزز التواصل الثقافي

بدور عرفة ومحمد بحري يفوزان بجائزة أفضل فيلم وثائقي سعودي (الشرق الأوسط)
بدور عرفة ومحمد بحري يفوزان بجائزة أفضل فيلم وثائقي سعودي (الشرق الأوسط)

اختتمت الدورة الـ11 من «مهرجان عفت السينمائي الدّولي» لأفلام الطّلاب أعمالها تحت شعار «ما لا تراه العين»، التي استمرت على مدار ثلاثة أيام. وشهد المهرجان عرضاً متنوعاً من أفلام طلّاب وطالبات وخريجي مدرسة عفت للفنون السينمائية، التي تُعدّ الأولى من نوعها لتدريس صناعة الأفلام والرسوم المتحركة في المملكة، بالإضافة لمجموعة مختارة من أفلام الطلاب الدّوليين، الذين تقدموا لمسابقات المهرجان المختلفة من أكثر من 115 دولة، ليصل العدد الإجمالي للأفلام المقدمة 2150 فيلماً.

وخلال أعمال الدورة، جرى اختيار أفضل 57 فيلماً فقط من 27 دولة، عُرضت على جمهور المهرجان من خلال لجنة تحكيم دولية ضمّت: الفنانة السعودية سارة طيبة، وعميدة معهد السينما في القاهرة الدكتورة إيمان يونس، والمخرج الألماني الحائز على «الأوسكار» توماس ستلماخ، والمخرج السويسري مايكل بونكلي، وروت لوكسمبورغ البروفيسورة البريطانية في الكلية الملكية للفنون.

تسابقت الأفلام على 7 جوائز مختلفة هي: جائزة أفضل فيلم روائي سعودي، وأفضل فيلم متحرّك سعودي، وأفضل فيلم وثائقي سعودي، وأفضل فيلم روائي دُولي، وأفضل فيلم متحرك دُولي، وأفضل فيلم وثائقي دُولي، وجائزة أخيرة للجمهور.

وفاز فيلم «بحري» بجائزة أفضل فيلم وثائقي سعودي، من تقديم محمد بحري وإخراج الطالبة بدور عرفة، ويتناول العمل قصة شخص اسمه محمد بحري يقدم شخصية «كوكو» المهرّج في الاحتفالات والفعاليات. وفيه يتحدث بحري عن تنقله بين الشخصيتين، وتأثره بما يحدث في حياته من إخفاقات وصدمات، وهروبه إلى «كوكو» لينسى من خلاله واقعه الذي وصل فيه لمرحلة تمنّى أن تنتهي حياته.

محمد بحري الفائز بجائزة الفيلم السعودي الوثائقي (الشرق الأوسط)

يقول بحري لـ«الشرق الأوسط»، إن «شخصية (كوكو) لم تأتِ عبثاً، بل هي شخصية درستُ أبعادها على مدار 12 عاماً من النواحي النفسية والفنية والمسرحية، وأرى أنها الوجه الباسم لبحري والقناع الذي يرتديه ليهرب إليه من كل المتاعب والهموم التي يحملها، وأنا سعيدٌ جداً بفوز الفيلم في المسابقة ونجاح فريق العمل».

يريد بحري من خلال الفيلم الوثائقي أن يقدم رسالة سلام للمشاهد، ويؤكد فيه أن الحياة مليئة بالصعوبات، ومن الطبيعي أن يُخفق الإنسان، ولكن من المهم ألّا يستسلم، وعليه أن ينفض غبار الإحباط الذي يتملّكه ويسيطر عليه بسرعة، ويغوص في مضمار الحياة من جديد لاستكمال مشوار النجاح.

من جانبها، تتحدّث بدور عرفة، مخرجة فيلم «بحري» وطالبة فنون سينمائية في جامعة عفت، عن فيلمها: «واجه بحري مشاكل كثيرة في حياته، ووجد أنّ المَخرَج من هذه الصعوبات هو أن يعمل مهرجاً. وجاء الفيلم ليوثّق حياته والأحداث التي مرّت به سابقاً وحالياً، وأراد من خلاله إيصال رسالة، بأن الإنسان لا بدّ أن يتصالح مع نفسه ليتمكّن من العيش بسلام داخلي».

وفاز فيلم الرسوم المتحركة الفرنسي «لا» (NO)، الذي يتناول قصة امرأة تحمي طفلاً في المترو من رجل طاعن في السن، حاول التحرش به، وأثناء مشاهدتها للموقف تعود بها الذاكرة لموقف مشابه تعرّضت له وهي طفلة. في حين فاز الفيلم السعودي «فتّاحة العلب» (THE CAN OPENER)، الذي وصفته سارة طيبة، بـ«الفيلم الغريب الذي يحمل أصالة في مضمونه».

وقالت سارة طيبة لـ«الشرق الأوسط»: «استضافت جامعة عفت في جدة مهرجاناً عالمياً لتسليم أعمال الطلاب من جميع أنحاء العالم، ومن خلاله شاهدنا أعمالاً جميلة وأفكاراً متنوعة».

تدشين شراكة مؤسسة البحر الأحمر السينمائي وجامعة عفت (البحر الأحمر السينمائي)

وفي ختام عروض المهرجان، دشّنت «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» شراكتها للمرة الثانية مع جامعة عفت، الهادفة إلى تمكين صانعات الأفلام الواعدات ضمن مبادرتها النوعية «المرأة في السينما». وتقدم هذه الشراكة فرصة فريدة لصانعات الأفلام الطموحات في الجامعة، متيحةً لهنّ دعماً سخيّاً لتحقيق رؤيتهن الفنية، وبثّ الروح في مشاريعهن السينمائية لترى النور.

وتتيح الشراكة أيضاً، دعماً مالياً من «صندوق البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي»، لدعم 22 مشروعاً سينمائيّاً مختلفاً، على أن تُنفّذ بواسطة طالبات مدرسة الفنون السينمائية الطموحات في جامعة عفت. ولا تقتصر هذه الشراكة على الدّعم المالي فحسب، بل تمتد لتقدّم دعماً شاملاً لجميع المشاريع السينمائية، بدءاً من مرحلة التطوير، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الإنتاج، الأمر الذي سيعزّز من جودة المشاريع السينمائية، ويسهم بصورة مباشرة في تعزيز مهارات الطالبات الفنية، ومنحهن تجربة تعليمية منقطعة النظير، بواسطة نخبة من رواد الصناعة.

بدوره، أشاد محمد التركي، الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة البحر الأحمر السينمائي»، بهذه الشراكة المستمرة لعامها الثاني على التوالي، قائلاً: «نفخر بها ضمن مبادرتنا (المرأة في السينما)، التي ساهمت في دعم النساء وتمكينهن على الصعيد المحلي وأيضاً الصعيدين الإقليمي والدّولي».

تنطوي قائمة الأفلام المدعومة على سرديات قصصية فريدة، تُناقش قضايا إنسانية معقّدة، بأسلوب درامي فريد ومشوّق، يسلط الضوء على علاقة الألم بالأمل في حياتنا اليومية، ومن بين هذه الأعمال، فيلم «When Home is Gone» للمخرجة هديل مُحرَّم، والفيلم القصير «حَجَرة، ورقة، مِقص» للمخرجة سيرين سلطان، وقدّم فيلم «الأم التي لم أحظَ بها» تجربة درامية منقطعة النظير لمخرجته ياسمين كايلو، كما يَبرزُ فيلم «ربط»، للمخرجة يام فيدا، لاستكشاف تحوّل العلاقات العائلية وسط تحدّيات المرض والفقدان، بجانب فيلم «هل مرّت؟»، للمخرجة ريناد بهادر، وفيلم «لين»، للمخرجة روان جاها.

وعلقت الدكتورة هيفاء رضا جمل الليل، رئيسة الجامعة، على هذه الشراكة بقولها: «في إطار إطلاق الدورة الـ11 من (مهرجان عفت الدّولي لأفلام الطلاب)؛ سعداء نحن بهذا التعاون مع (مؤسسة البحر الأحمر السينمائي)، الرامي إلى تمكين النساء في السينما وتسليط الضوء على إبداعات طالباتنا في مجالات الفنون السينمائية، كما نحرص على تمكين المرأة وتعزيز مكانتها بما يتماشى مع (رؤية المملكة 2030)، وباتت المرأة اليوم شريكة فعّالة في التنمية، وتعيش مرحلة تمكين غير مسبوقة».

تأتي هذه الشراكة بين «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي»، وجامعة عفت، ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها المؤسسة على مدار الأعوام الماضية، لتؤكد التزامها بتمكين المرأة في عالم الصناعة السينمائية، بما يتماشى مع المساعي الطموحة لرؤية المملكة 2030، وتعكس هذه الشراكة في سنتها الثانية، حرص المؤسسة والتزامها على تفعيل دورها الرّيادي، في عقد شراكات استثنائية مع سلسلة من الجهات الثقافية والتعليمية، بما يعود بالنفع على الصناعة السينمائية على الصعيدين المحلي والإقليمي.


دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر

دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر
TT

دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر

دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر

خلصت دراسة بحثية إلى أن المعتقدات الإيجابية حول الشيخوخة يمكن أن تعزز طول العمر، وفق موقع «سيكولوجي توداي».

وأضاف الموقع أن الدراسة التى أعدتها سوزان وورم من جامعة الطب في جرايفسفالد وسارة شيفر من معهد لايبنيز أوضحت أن توجيه العقل نحو تحقيق المكاسب هو ما يهم حقاً، ولا يتعلق الأمر بما تخسره مع تقدمك في السن، بل يتعلق بما ستخسره مع تقدمك في العمر، وأنك سوف تكون أكثر صحة إذا وجهت نفسك نحو المكاسب.

وتقول الدراسة إن لديك خياراً بين التفكير في التقدم في السن من حيث المكاسب أو الخسائر.

وقال الموقع إن هذه فكرة مذهلة إلى حد ما؛ حيث يمكنك العيش فترة أطول بمجرد التفكير بشكل إيجابي في نفسك، وأضاف أنها ليست مجرد خيال بل تدعمها الأبحاث.

ولكن الموقع لفت إلى أن التركيز على التغيرات الإيجابية المرتبطة بالعمر يعد أمراً رائعاً، لكن من غير الواقعي النظر إلى الشيخوخة بوصفها أمراً جيداً تمامًا في الواقع، حيث تحدث بعض الخسائر في وظائف مختلفة مع تقدم الأشخاص في السن، وسيكون من الحماقة إنكار وجود هذه الخسائر.

وتشير الدراسة إلى أنه قد تكون هناك قيمة في إجراء بعض التعديلات من ناحية النظر إلى التقدم في السن، إلا أنها لفتت إلى أنه من المهم التركيز على ما يحدث لجسمك عندما لا يعمل شيء ما بشكل صحيح من الناحية البدنية أو الصحية، فإن السماح لنفسك بالإحباط بسبب هذه التغييرات لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.


هناء العمير لـ«الشرق الأوسط»: «سينماتيك الخُبر» علامة فارقة في المملكة

الكاتبة والمخرجة هناء العمير تتوقّع حضوراً أكبر للسينما السعودية (الشرق الأوسط)
الكاتبة والمخرجة هناء العمير تتوقّع حضوراً أكبر للسينما السعودية (الشرق الأوسط)
TT

هناء العمير لـ«الشرق الأوسط»: «سينماتيك الخُبر» علامة فارقة في المملكة

الكاتبة والمخرجة هناء العمير تتوقّع حضوراً أكبر للسينما السعودية (الشرق الأوسط)
الكاتبة والمخرجة هناء العمير تتوقّع حضوراً أكبر للسينما السعودية (الشرق الأوسط)

أكدت المخرجة السعودية هناء العمير أنّ افتتاح «سينماتيك الخُبر» ومقرّ «جمعية السينما» في المنطقة الشرقية، خلال الدورة العاشرة لـ«مهرجان أفلام السعودية»، من 2 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، يمثّل علامة فارقة في المملكة، لكونه أكبر «سينماتيك» بالمنطقة.

وأشارت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إلى أنّ فيلمها «الرقص على حافة السيل» حاز مؤخراً دعم منصة «أفلامنا كونكشن» اللبنانية بعد حصوله على دعم جهات عدّة في السعودية، مُتوقّعةً أن تبدأ تصويره العام المقبل.

ووصفت العمير التي ترأس «جمعية السينما السعودية»، مقرَّ «سينماتيك الخُبر» بأنه «أكبر مركز سينمائي في الشرق الأوسط»، موضحةً أنه «يضم مكتبة كبيرة، ومعدّات وصالات للتدريب، ومتحفاً للسينما السعودية، ومكتبة أفلام واستوديوهات»، ومتوقّفةً عند تحويل مطبوعات المهرجان إلى مشروع متكامل لإصدار «موسوعة السينما السعودية».

وتناول الحديث إصدار «مهرجان أفلام السعودية»، هذا العام، 23 كتاباً جديداً ما بين مؤلَّف ومترجَم، مشيرةً إلى أنّ مقرّ «جمعية السينما» التي يُقام المهرجان تحت مظلّتها يضمّ صالة للعروض، وأرشيفاً، ومكتبة، ومقرّاً لوجود صنّاع الأفلام، ومساحات مفتوحة لإقامة معارض أو نشاطات أخرى؛ إضافة إلى استديو صوت، وأجهزة تصوير متوافرة لصنّاع الأفلام بأسعار رمزية. كما يضمّ معرضاً لبيع معدّات التصوير، على أن يُدشَّن خلال الافتتاح الموقع الإلكتروني للجمعية، ويُفتَح باب العضوية أمام صنّاع الأفلام.

وقالت: «الجمعية تهتمّ بالجمهور إلى جانب صنّاع الأفلام، وأحد أهدافها هو صقل الذائقة الفنّية لدى المتلقّي أيضاً، فهو ضلع مهم في صناعة السينما».

ورغم انشغالها بنشاط «جمعية السينما»، تعمل العمير منذ فترة على مشروع فيلمها الطويل «الرقص على حافة السيل» الذي اختير مؤخراً ضمن المشروعات التي تتبناها منصّة «أفلامنا كونكشن» في لبنان. علّقت: «تُقدّم هذه المنصّة دعماً للأفلام عبر التواصل مع منتجين وموزّعين من العالم، وفق حاجات كل مشروع، من خلال لجنة لتقييم هذه المشروعات».

وكان مشروع الفيلم قد حظي بدعم «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»: «حصلنا على تمويل من جهات عدّة في السعودية، وطُوِّر السيناريو في معمل (البحر الأحمر)، كما حصل على جائزة في سوق المهرجان. ونظراً إلى أنه مشروع كبير وفيلم تاريخي، فهو يتطلّب دعماً فنياً وخبرات على أعلى مستوى ليظهر بالشكل اللائق. الآن نواصل البحث عن دعم لتكتمل ميزانيته».

الفيلم مأخوذ عن رواية «غواصو الأحقاف» للكاتبة السعودية أمل الفاران، وكتبته هناء العمير بمشاركة المنتجة سها سمير. تدور أحداثه في نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات قبل تأسيس الدولة السعودية.

وعن سرّ حماستها للرواية، ردّت: «جذبتني القصة، لا سيما ما تعرضه عن المرأة في ذلك الوقت وعلاقتها بالأسرة وطبيعة المجتمع المختلفة تماماً عن تصوير المرأة السعودية شخصيةً ضعيفةً ومستسلمةً. كان المجتمع يحترمها ويعطيها مساحتها».

وكشفت المخرجة السعودية أنها اختارت بعض فريق التمثيل، لكن لن تفصح عن الأسماء سوى بعد اكتماله، مضيفةً: «إذا سارت الأمور كما نتمنّى، فسنصوِّر في 2025. تحضير هذه النوعية من الأفلام ليس سهلاً، بل يتطلّب وقتاً لاختيار مواقع التصوير والملابس والديكورات، كما أنّ الموسيقى لها دور أساسي في الفيلم».

وأكدت العمير أنّ «المستقبل واعدٌ ومبشّرٌ في ظلّ صناديق الدعم في المملكة، وتصدُّر أفلام محلّية شباك التذاكر، مما يتيح الفرص لمزيد من المواهب والحراك»، مضيفةً: «أتوقّع حضوراً أكبر للسينما السعودية عربياً ودولياً خلال السنوات الخمس المقبلة».

وعربياً، رأت أنّ «المهرجانات العالمية الكبرى بدأت تنفتح على السينما العربية بشكل أكبر، وتحرص على تمثيلها»، مؤكدة أنه «مع نضج التجارب والإنتاج المشترك، باتت المؤسسات العربية تدعم الأفلام بشكل نوعي على غرار (صندوق البحر الأحمر)، و(مؤسسة الدوحة للأفلام)، و(ورشات أطلس) في مهرجان مراكش».


صعود السلالم يُطوِّل العمر

صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)
صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)
TT

صعود السلالم يُطوِّل العمر

صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)
صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)

هل تصوَّرتَ يوماً وجود علاقة بين صعود السلالم وطول العمر؟

هذا الموضوع شغل دراسة بريطانية، فأفادت بأنّ صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة بأمراض القلب، ويمكن أن يؤدّي إلى إطالة العمر.

وأوضح الباحثون أنّ صعود الدرج يُعدّ شكلاً عملياً وسهل الوصول إليه على مستوى النشاط البدني، ويجري غالباً تجاهله.

وذكرت النتائج التي عُرضت أمام «مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب»، الذي يُعقد بين 25 و27 أبريل (نيسان) الحالي في أثينا، أنه يمكن الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية إلى حدّ كبير من خلال إجراءات مثل ممارسة الرياضة.

وتوصي «منظّمة الصحة العالمية» بأن يمارس البالغون 150 إلى 300 دقيقة من النشاط الهوائي متوسّط الشدّة، أو 75 إلى 150 دقيقة من النشاط عالي الشدّة أسبوعياً، للحفاظ على صحّة جيدة.

ومع ذلك، فإنّ أكثر من واحد بين كل 4 بالغين في جميع أنحاء العالم لا يحقّق المستويات المُوصى بها من النشاط البدني.

وللوصول إلى النتائج، أجرى الفريق تحليلاً لنتائج أبرز الدراسات المُتاحة حول صعود السلالم وعلاقتها بطول العمر المتوقَّع، وجرى تضمين الدراسات بغضّ النظر عن عدد السلالم وسرعة التسلُّق.

وشمل التحليل 9 دراسات شارك فيها 480 ألفاً و479 شخصاً، وكان المشاركون من الأصحّاء وأولئك الذين لديهم تاريخ سابق من النوبات القلبية أو أمراض الشرايين.

وتراوحت الأعمار بين 35 و84 عاماً، وكانت 53 في المائة من المشاركين من النساء.

وبحثت الدراسة الجديدة فيما إذا كان صعود السلالم، شكلاً من أشكال النشاط البدني، يمكن أن يلعب دوراً في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة.

وارتبط صعود الدرج بانخفاض خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 24 في المائة، وانخفاض احتمال الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 39 في المائة.

كما ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما فيها النوبات القلبية، وفشل القلب، والسكتة الدماغية، مقارنة مع فئة مشابهة اعتادت عدم صعود الدرج.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة «إيست أنجليا» البريطانية، الدكتورة صوفي بادوك: «نشجّع الناس، بناءً على نتائج دراستنا، على أن يكون صعود السلالم ضمن روتينهم اليومي».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «أظهرت دراستنا أنه كلما كثُر عدد السلالم التي يجري صعودها، كثُرت معه الفوائد المُحتَملة. لذا، سواء في العمل أو المنزل أو أي مكان آخر، ينبغي استخدام السلالم، وإذا كان لديك خيار بين المصعد والدرج، فاختر الدرج لأنّ ذلك يفيد صحة قلبك».

وتابعت: «حتى النشاط البدني لفترات قصيرة قد تكون له تأثيرات صحّية إيجابية، لذلك لا بأس بأن تكون فترات صعود السلالم قصيرة لتصبح هدفاً قابلاً للدمج ضمن الروتين اليومي».


هل يُسبّب تلوّث الهواء أمراضاً نفسية؟

عوادم السيارات تضخّ السموم (رويترز)
عوادم السيارات تضخّ السموم (رويترز)
TT

هل يُسبّب تلوّث الهواء أمراضاً نفسية؟

عوادم السيارات تضخّ السموم (رويترز)
عوادم السيارات تضخّ السموم (رويترز)

هل يؤثّر معدّل تلوّث الهواء على الحالة المزاجية؟ وهل يمكن أن يؤدّي إلى أمراض ومشكلات نفسية أو عقلية؟ هذا ما حذّرت منه دراسة أجريت في أكثر من 3000 مقاطعة أميركية، يقطنها 315 مليون نسمة، وقدّمت دلائل ومؤشّرات إلى أنّ تلوّث الهواء يرتبط بالتوتّر والاكتئاب.

وأوضح الباحثون أنّ هذا التلوّث يُعرّض الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 65 عاماً لخطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وفق نتائج الدراسة التي عُرضت أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، من 25 إلى 27 أبريل (نيسان) الحالي في أثينا.

وتشير تقديرات «منظّمة الصحة العالمية» إلى أن تلوّث الهواء أدّى إلى 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة حول العالم عام 2019، كما رُبطت الأمراض العقلية بزيادة مخاطر الوفاة المبكرة.

وبحثت الدراسة الجديدة في عوامل الارتباط بين تلوّث الهواء وتراجع الصحة العقلية والتأثير المشترك لهما على الوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية.

وركّزت بشكل خاص على المخاطر الصحّية للجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرومتر، التي تنبعث بشكل رئيسي من أبخرة عوادم السيارات، واحتراق محطّات توليد الطاقة، وحرق الأخشاب.

ولإجراء الدراسة، حصل الفريق على بيانات عن مستويات الجسيمات الدقيقة السنوية على مستوى المقاطعة من المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). كما جمعوا بيانات حول متوسّط عدد الأيام التي عانى خلالها سكان كل مقاطعة مشكلات صحّية عقلية، بما فيها التوتّر، والاكتئاب، والمشكلات العاطفية.

إضافةً إلى ذلك، حصلوا على معدّلات الوفيات المبكرة من أمراض القلب والأوعية الدموية، المعدّلة حسب العمر (أقل من 65 عاماً) لكل مقاطعة.

وخلال فترة المتابعة بين عامي 2013 و2019، توفي نحو مليون و80 ألف من المشاركين بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية قبل سنّ 65 عاماً.

وحلَّل الباحثون الارتباطات بين التلوّث والصحّة العقلية والوفيات المبكرة لأمراض القلب والأوعية الدموية بعد تعديل العوامل التي يمكن أن تؤثّر في العلاقة بين الأمرين.

وأظهرت النتائج أنّ المقاطعات ذات المستويات العالية من تلوّث الهواء بالجسيمات الدقيقة ترتبط بزيادة 10 في المائة في الإبلاغ عن تراجع الصحّة العقلية للسكان.

وفي المقاطعات ذات التلوّث الأعلى من المعايير الدولية، تتضاعف معدلات الوفيات المبكرة من أمراض القلب والأوعية الدموية 3 مرات، مقارنة بمناطق التلوّث المنخفض، حيث تشكّل زيادة أعباء الصحّة العقلية ثلث المخاطر المرتبطة بالتلوث.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة في «جامعة هارفارد»، الدكتور شادي أبو هاشم: «تشير دراستنا إلى أنّ جودة الهواء الذي نتنفّسه تؤثر في صحتنا العقلية، وصحة القلب، والأوعية الدموية».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «تكشف نتائجنا عن تهديد مزدوج يشكّله تلوث الهواء، إذ يهدّد الصحة العقلية ويزيد من خطر الوفيات المرتبطة بأمراض القلب. لذلك، تبرز الحاجة المُلحّة لتطوير استراتيجيات صحّية عامة تهدف إلى تحسين جودة الهواء ودعم الصحة العقلية للحفاظ على صحّة القلب».