أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رفض بلاده استقبال وفدي السويد وفنلندا لبحث مسألة الاعتراض على انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) قائلاً في الوقت ذاته إنه يتوقع أن يتفهم حلفاء تركيا في الناتو حساسياتها المتعلقة بالأمن. فيما أكد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو رغبة أنقرة في حل الخلافات مع واشنطن التي تدعم بقوة انضمام كل من السويد وفنلندا إلى الحلف.
وقال إردوغان إن الوفدين السويدي والفنلندي، اللذين يعتزمان زيارة تركيا يوم الاثنين المقبل، لا ينبغي أن يتكلفا عناء القدوم، ولا ينبغي للسويد أن تتوقع أن توافق تركيا على محاولتها الانضمام للناتو دون إعادة من سماهم «الإرهابيين». وأضاف إردوغان، في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلماني التركي أمس (الأربعاء)، أن بلاده تدعم الناتو بشدة، لكنه استدرك بأن ذلك لا يعني الموافقة على كل مقترحاته. ولفت إلى مساهمات تركيا في الحلف ومحاربة الإرهاب، مضيفاً أن أنقرة تتطلع إلى حصولها على دعم الحلف في حماية حدودها وتعزيز أمنها واستقرارها وتفهم هواجسها، موضحاً أن توسع الناتو مفيد لتركيا بقدر الاحترام الذي يتم إظهاره تجاه مخاوفها.
واعتبر أن دعم ما سماه بالتنظيمات الإرهابية مثل «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب الكردية» في سوريا، ومن ثم مطالبتنا بدعم عضوية السويد وفنلندا إلى الناتو هو «تناقض» على أقل تقدير. وأشار إردوغان إلى أن بلاده طلبت من السويد تسليم 30 إرهابياً، إلا أنها رفضت تسليمهم، مضيفاً: «وقعنا في الخطأ مرة واحدة حينما وافقنا على إعادة اليونان وفرنسا إلى الحلف... المعذرة، لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».
في الوقت ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تريد حل المشاكل التي تواجهها علاقاتها مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن لقاء إردوغان والرئيس الأميركي جو بايدن في روما، على هامش قمة مجموعة العشرين، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وإلى تأسيس آلية استراتيجية بين البلدين بمقترح من بايدن، من أجل حل الخلافات على صعيد العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، والعمل من أجل التحرك معا. ومن المنتظر أن يعقد جاويش أوغلو، الموجود حاليا في نيويورك، أول لقاء للآلية الاستراتيجية التركية الأميركية مع نظيره أنتوني بلينكن. وقال: «آمل أن نتمكن من حل المشاكل أو تقليلها عبر هذه الآلية... كما يمكننا تطوير تعاوننا أيضاً». في الوقت نفسه، حذر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الكونغرس الأميركي من الموافقة على بيع أسلحة لتركيا.
وقال، أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس في واشنطن ليل الثلاثاء - الأربعاء، إن آخر شيء يحتاجه الناتو هو مصدر آخر لعدم الاستقرار في المنطقة في وقت يركز فيه على الحرب الروسية الأوكرانية. ولم يشر إلى تركيا بالاسم. وأضاف: «أطلب منكم أن تأخذوا ذلك في الحسبان عند اتخاذ قرارات المشتريات الدفاعية المتعلقة بشرق البحر المتوسط». وطلبت إدارة بايدن من الكونغرس الموافقة على بيع أسلحة متطورة ومعدات أخرى لأسطول تركيا الحالي من مقاتلات تحديث المقاتلة «إف 16» وعدد حديث منها إلى تركيا، في خطوة تلبي طلبها بعد منعها من الحصول على مقاتلات «إف 35» لاقتنائها منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية «إس 400».
وتقدمت تركيا، في أكتوبر الماضي، بطلب لشراء 40 طائرة مقاتلة من طراز «إف 16»، ونحو 80 من معدات تحديث لطائرات تملكها بالفعل، إلى شركة لوكهيد مارتن. بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على وكالة المشتريات الدفاعية وطردتها من برنامج لتطوير وشراء طائرات «إف 35» بعد حصولها على المنظومة الروسية في 2019.
وتسيطر على العلاقات بين البلدين الجارين العضوين في الناتو، تركيا واليونان، خلافات حول سلسلة من القضايا التاريخية، بما في ذلك الحقوق الإقليمية في بحر إيجة والبحر المتوسط.
وقال ميتسوتاكيس إن الانتهاكات الجوية التركية الأخيرة للجزر اليونانية في بحر إيجة يجب أن تتوقف على الفور. «أريد أن أكون واضحاً تماماً، لن نقبل أعمال العدوان العلنية». كادت الخلافات حول الأراضي أن تؤدي إلى اشتباكات عسكرية مباشرة، كان آخرها في عام 2020، عندما اقتربت السفن الحربية اليونانية من سفينة مسح هيدروكربونية تركية تبحث عن الغاز الطبيعي قبالة جزيرة يونانية في البحر المتوسط.
إردوغان يرفض استقبال وفدي السويد وفنلندا
تركيا تسعى لحل خلافاتها مع أميركا... واليونان تطالب بعدم تزويدها بالأسلحة
إردوغان يرفض استقبال وفدي السويد وفنلندا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة