يستضيف قصر كافالي فرانشيتي بمدينة فينيسيا (البندقية) في إيطاليا معرض «آفاق: الفنانون الناشئون»، الذي يقدم مجموعة من الأعمال صممت للعرض في دورة «فن أبوظبي 2021»، ومع انتقال المعرض إلى البندقية تم تغيير طريقة عرض أعمال الفنانين لتتلاءم مع المساحة في قصر كافالي فرانشيتي.
الأعمال التكليفية صممها الفنانون الناشئون كريستوفر جوشوا بنتون وميثاء عبد الله وهاشل اللمكي خلال دورة «فن أبوظبي 2021»، تحت إشراف القيمين الفنيين سام بردويل وتيل فيلراث، وهي ضمن مبادرة «آفاق: الفنانون الناشئون» التي توجه الدعوة للقيمين المحليين والدوليين لاختيار مجموعة من الفنانين الناشئين المقيمين بدولة الإمارات، والتعاون معهم ضمن برنامج فني على مدار العام، ويحظى الفنانون المشاركون بالدعم المالي والتوجيهي لترجمة أفكارهم الإبداعية إلى أعمال جديدة يتم عرضها ضمن فعاليات «فن أبوظبي»، وبالتالي إضافة المزيد من النجاحات والإنجازات إلى مسيرتهم الفنية.
من جانبها، تقول ديالا نسيبة مديرة معرض «فن أبوظبي»، «يحظى برنامجنا السنوي (آفاق: الفنانون الناشئون) بتمويل من المبادرة الداعمة للفن والثقافة التي تم إطلاقها مؤخراً تحت عنوان (أصدقاء فن أبوظبي)، لنستمر في تمكين الجيل الناشئ من الفنانين والمبدعين المقيمين بدولة الإمارات عبر منصة دولية منقطعة النظير. ونحن سعداء باستضافة كريستوفر جوشوا وميثاء عبد الله وهاشل اللمكي، وتقديم أعمالهم مرة أخرى، ولكن هذه المرة في البندقية».
يقدم الفنان كريستوفر بنتون في المعرض أعمالاً فنية بعنوان «العام كان حديقتي»، التي تنصهر في مكوناتها مفاهيم الأعمال التركيبية والنحتية، حيث تطل شجرة نخل تحمل العديد من الدلالات التي تدور حول موضوعات الهجرة واقتصادات العمل وتاريخ العبودية في المنطقة. وستكون القطعة الرئيسية في معرض الفنان بعنوان «هجرة النباتات»، وهي عبارة عن شجرة نخل يبلغ طولها 3 أمتار تقريباً معلقة في الهواء.
أما الفنانة ميثاء، فتقدم عرضاً فنياً بعنوان «على مسافة قريبة جداً من الشمس»، الذي تلتقي فيه أشكال العرض المصور مع اللمسات الفنية النحتية، معتمداً على القماش والصور الفوتوغرافية. وهي تحاول أن تستكشف آراءها ومفاهيمها حول ملامح الطبيعة البرية للمرأة التي لطالما حاول المجتمع في كثير من الأحيان ترويضها، متبعة في ذلك منهجية شاملة تمتزج فيها قصص وأبعاد مختلفة مثل الطبيعة البشرية البرية والصورة الأولية للطابع النفسي النسوي وصفات الحيوانات البرية التي يصعب ترويضها.
بينما يقدم الفنان هاشل اللمكي أعمالاً نحتية ولوحات قماشية بعنوان «نبتون»، التي تأخذ مشاهديها على متن رحلة لاستكشاف عوالم الطبيعة والواقع والخيال بهدف إظهار الفكرة المتمثلة في ندرة الموارد الطبيعية ومدى تأثير مثل هذه التحديات على النفس البشرية. ويحاول الفنان إبراز التحرر من المظاهر الدنيوية وتبني أسلوب حياة بسيط، كما هو الحال في الحياة البدوية.
تأتي استضافة معرض «آفاق: الفنانون الناشئون» للمرة الثانية خارج حدود الإمارات، بهدف تمكين الفنانين الناشئين المقيمين بدولة الإمارات وتعزيز حضورهم في المحافل والميادين الثقافية الدولية، استكمالاً لمسيرة النجاح التي بدأها «فن أبوظبي»، العام الماضي، حينما تعاون مع «كرومويل بليس» لاستضافة معرض «آفاق: الفنانون الناشئون» في المملكة المتحدة. ويُعد بينالي البندقية منصة مثالية لاستعراض أعمال الفنانين الواعدين وإتاحة الفرصة لهم للتواصل مع خبراء الفن والثقافة، بمن فيهم هواة الجمع وعشاق الفنون وزملاؤهم من مجالات الفن المختلفة.
وقال الفنان هاشل اللمكي، «إنني فخور بهذه الفرصة الرائعة التي أتاحت لي تقديم عملي الفني (نبتون) 2021 بمدينة البندقية، وذلك بالتزامن مع فعاليات التظاهرة الثقافية والفنية العالمية (بينالي البندقية). وقد سبق وأن شاركت بهذا العمل مؤخراً ضمن برنامج (آفاق: الفنانون الناشئون) في معرض (فن أبوظبي) 2021، تحت إِشراف القيمين الفنيين سام بردويل وتيل فيلراث. وتكمن فكرة هذا العمل الفني في محاولتي للاحتفاء بالتنوع وأوجه الاختلاف التي تنصهر في بوتقة مدينة أبوظبي. وإنني سعيد لأن رحلة هذا العمل لم تنته بعد، بل تستمر للوصول إلى شريحة جديدة من الجمهور الذي سيتفاعل ويتحاور معه بعين ناقدة وسيطرح أفكاراً وحوارات جديدة حول مفاهيمه».
من جانبها، قالت الفنانة ميثاء عبد الله، «سعدت بمشاركتي خلال العام الماضي في برنامج (آفاق: الفنانون الناشئون) ضمن فعاليات (فن أبوظبي)، الذي يُعد منصة ثقافية تكتسب زخماً دولياً، وحقيقة كانت مشاركتي بمثابة فرصة رائعة لإبراز إمكاناتي ومفاهيمي الفنية. وبالمثل، فإن مشاركتي بهذا العمل خلال فعاليات (بينالي البندقية) سيكون لها طابع خاص، وبالطبع إنني سعيدة جداً بهذه الفرصة العظيمة. تسرد العديد من أعمالي الفنية قصصاً شخصية، غير أن هناك جملة من الموضوعات العامة التي قد تلقى صدى كبيراً بين الجمهور هناك، انطلاقاً من ممارساتي الفنية. وإنني متحمسة للغاية لاستكشاف كيف ستتواصل أعمالي الفنية مع جمهور البندقية، وكيف سيتم تفسيرها داخل سياق جديد نابض بالحيوية».
وبدوره، قال الفنان كريستوفر جوشوا بنتون، «بدأت رحلة عملي الفني (العالم كان حديقتي) في أبوظبي، وها هو يواصل رحلته في مدينة البندقية. ولطالما لعبت الأسواق الأوروبية والطلب الاستهلاكي دوراً محورياً في قصة التمر ورحلته في جميع أنحاء العالم خلال القرن العشرين. ويتمثل هدفي في هذا المشروع الفني في إعادة تسليط الضوء على هذه الرحلة، إلى جانب الكشف عن أوجه الاستغلال وسوء المعاملة في اقتصادات العمل والمنظومات الاقتصادية الزراعية».