فيليم يانسن: امنحوا تن هاغ وقتاً

المدافع الهولندي المخضرم يتحدث عن قدرات مديره الفني السابق واحترافيته الشديدة

يانسن يرجع الفضل في تطور مستواه لمدربه لسابق تن هاغ (غيتي)
يانسن يرجع الفضل في تطور مستواه لمدربه لسابق تن هاغ (غيتي)
TT

فيليم يانسن: امنحوا تن هاغ وقتاً

يانسن يرجع الفضل في تطور مستواه لمدربه لسابق تن هاغ (غيتي)
يانسن يرجع الفضل في تطور مستواه لمدربه لسابق تن هاغ (غيتي)

في هذه المقالة يتحدث فيليم يانسن، مدافع نادي أوتريخت، عن مديره الفني السابق في الفريق الهولندي إريك تن هاغ، وكيف ساهم في تطوير مستواه، ويؤكد على المهارة التي يملكها المدرب الهولندي التي تمكنه من تحويل رؤيته إلى حقيقة:
يمتلك المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ القدرة على أن يغير ناديك، وفريقك؛ بل ويغيرك أنت شخصياً، ويغير رؤيتك لكرة القدم بالأساليب الجديدة التي يمتلكها، والاحترافية الشديدة التي يعمل بها. إنه يساعدك حتى على اكتشاف أشياء جديدة في شخصيتك. لقد كنت ألعب كلاعب خط وسط مهاجم لفترة طويلة؛ لكنني أصبحت ألعب تحت قيادته في مركز قلب الدفاع، على الرغم من أنني كنت قد وصلت آنذاك إلى الثامنة والعشرين من عمري. لقد أصبحت قائداً للفريق، واكتسبت الكثير من الخبرات في هذه اللعبة، وأصبحت أرى الأمور بشكل مختلف، بعد أن فتح تن هاغ عالماً جديداً بالكامل أمامي.
لقد تطلب الأمر بعض الوقت للتعود على حصصه التدريبية الأولى. لقد طالب تن هاغ على الفور بملعب تدريب إضافي، وهو الأمر الذي لم يكن يروق لفريق الشباب بالنادي. ووضع المدير الفني عديداً من الخطوط الإضافية داخل ملعب التدريب، لدرجة أن الملعب بالكامل كان مقسماً إلى أقسام مختلفة في واقع الأمر. لقد أصيب الجميع بالارتباك، وكانوا يتساءلون عما يتعين عليهم القيام به الآن! لكن بهذه الطريقة، كان يُمكن لإريك أن يوضح لنا بالضبط أين يجب أن نتمركز داخل الملعب في كل موقف من المواقف التي نتعرض لها خلال المباريات.
وكان يوقف التدريبات باستمرار، وهو الأمر الذي كان مزعجاً في البداية. فبينما كنا نستمتع بالمباريات التي نخوضها أثناء التدريبات، كان يطلق الصافرة مرة أخرى، ليخبرنا بأننا نتمركز بشكل خاطئ؛ لكنه كان يوضح لنا أيضاً أهمية التمركز في مكان آخر، وعندئذ كنا ندرك أنه كان محقاً في وجهة نظره. لدى إريك بعض الأفكار الأساسية حول كرة القدم؛ لكنه يتصرف أيضاً وفقاً لقدرات وإمكانيات اللاعبين المتاحين تحت تصرفه، والدليل على ذلك أنه كان يلعب معنا بطريقة مختلفة تماماً عما يفعله حالياً مع أياكس الذي يضم بين صفوفه عدداً أكبر من اللاعبين أصحاب القدرات الهجومية المميزة. إنه ليس من نوعية المديرين الفنيين الحالمين والرومانسيين الذين نحبهم في هولندا؛ لكنه يسعى دائماً لتحقيق الفوز.
في الموسم السابق لوصوله، كنا نحتل المركز الحادي عشر في جدول ترتيب الدوري؛ لكنه قاد أوتريخت للوصول إلى المراكز الخمسة الأولى في أول موسم له في قيادة الفريق. وتتمثل أبرز نقاط قوته في أنه يعرف جيداً ما يريد تحقيقه، وكيف يحققه. إنه يتحدث عن رؤيته باستفاضة وعلى نطاق واسع خلال الاجتماعات، ثم يطبق ذلك على أرض الواقع خلال التدريبات.
لقد لعبت تحت قيادة عديد من المديرين الفنيين الجيدين، بما في ذلك ستيف مكلارين وكو أدريانز؛ لكن تن هاغ هو الأفضل بكل بساطة. هذه ليست وجهة نظري وحدي؛ لكنها وجهة نظر الجميع في أوتريخت، وأعتقد أنها وجهة النظر نفسها في أياكس أيضاً. بصراحة، لم يكن انطباعنا الأول عن إريك رائعاً؛ بل كنا نشعر بعدم الراحة بعض الشيء في حقيقة الأمر. ويعود السبب في ذلك إلى أن طريقته في الكلام كانت متصلبة وحادة إلى حد ما، وكان اللاعبون يمزحون بشأن طريقته في الحديث؛ لكنني سرعان ما أعجبت بطريقة عمله؛ لأنه كان جيداً للغاية فيما يتعلق بالمحتوى والتفاصيل. يقدم بعض المديرين الفنيين فكرة أساسية ويتركون للاعبين مساحة للتحرك وفهمها بشكل مختلف؛ لكن إريك يهتم بأدق التفاصيل.
لكن إريك ليس ساحراً، وبالتالي فالأمر يستغرق بعض الوقت لتنفيذ الطريقة التي يريد أن يلعب بها؛ لكنه لا يشعر بالذعر عندما تكون النتائج الأولية سيئة، كما حدث في أوتريخت وأياكس. إنه يتمسك بما يريد أن يفعله، ومقتنع تماماً بأنه سيحقق النجاح في نهاية المطاف. ثم عندما يبدأ الفريق في تحقيق الفوز، يبدأ اللاعبون يشعرون بالثقة في خططه وفلسفته التدريبية. لقد كان من الرائع أن نرى المنافسين وهم غير قادرين على السيطرة علينا. لقد كنا أول فريق في هولندا يغير طرق اللعب بسهولة بالغة. وخلال المباراة الواحدة كان يمكننا تغيير طريقة اللعب من 4-4-2 إلى 5-2-3 أو 3-5-2.
وعلاوة على ذلك، لا يقتصر اهتمام إريك على الجوانب الرياضية فقط؛ لكنه يهتم أيضاً بالجوانب الشخصية للاعبين، ويستعين بمدرب يعتني بالجانب الذهني للاعبين، وهو جوست ليندرز؛ لكنه أيضاً يبحث عن الأسباب بنفسه إذا تراجع أداء أي لاعب. إنه يظهر الاهتمام والتعاطف عندما يلاحظ حدوث أي شيء في الحياة الخاصة لأي لاعب، لدرجة أنه يذهب إلى منازل بعض اللاعبين لمساعدتهم خلال الأوقات الصعبة.
لقد نجح في التعامل معي بشكل رائع من الناحية النفسية. أتذكر أننا في إحدى المباريات كنا متأخرين بهدفين دون رد بعد نهاية الشوط الأول، وكنت قد لعبت دوراً سلبياً في الهدفين، فجاء نحوي وقال: «الآن ستُظهر فيليم الحقيقي خلال الشوط الثاني».
لقد تغير نادي أوتريخت تماماً من حيث الرؤية، وقد بدأ كل هذا تحت قيادة إريك؛ لكن الإنجاز الأكبر بالنسبة له يتمثل في التحول الهائل الذي أحدثه أيضاً في نادي أياكس. لقد تعرض إريك لانتقادات لاذعة وحملة تشويه كبيرة من جانب كثير من وسائل الإعلام ولاعبي أياكس السابقين، ووصل الأمر لدرجة أن المشجعين الغاضبين هاجموا حافلة الفريق بعد الأشهر الستة الأولى من قيادته للفريق؛ لكن الأمور تغيرت تماماً بعد ذلك، بعدما نجح إريك في تطبيق أفكاره وخططه.
أما أفضل ذكرياتي عن إريك فتتمثل في رؤيته وهو في أشد حالاته عاطفية، وكان ذلك في عطلة نهاية الأسبوع الذي تأهلنا فيه إلى الدوري الأوروبي من خلال التصفيات. كنا قد خسرنا بثلاثية نظيفة أمام ألكمار في مباراة الذهاب، ولم يكن أحد يؤمن بقدرتنا على العودة. وقبل يوم واحد من المباراة، لم يأت إريك إلى التدريبات، وسمعنا أنه كان في المستشفى مع ابنه الذي تعرض لحادث مروري خطير للغاية. ولم نكن نعرف ما إذا كان إريك سيقود الفريق في تلك المباراة أم لا. وفي صباح يوم الأحد جاء إريك وعقد اجتماعاً مع اللاعبين وقال: «نجا ابني بأعجوبة من هذا الحادث، والآن الأمر متروك لكم لتصنعوا معجزة أخرى».
خرجنا من ذلك الاجتماع ونحن عازمون على الفوز من أجل إريك. وبالفعل، حققنا الفوز بثلاثية نظيفة، وفزنا بركلات الترجيح، وكان ذلك تتويجاً رائعاً للعمل الجماعي الذي قمنا به سوياً. وفي النهاية، أود أن أقول لكم: امنحوا هذا الرجل الوقت الكافي والصلاحيات اللازمة، ولا تلتفتوا إلى أي انطباعات أولية، وسوف يصنع شيئاً كبيراً في مانشستر يونايتد.


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.