قالت دبي إنها بصدد إنشاء بنك حيوي مدعوم بتقنيات الروبوت في استثمارات تصل إلى 17 مليون درهم (4.6 مليون دولار)، وذلك بهدف النهوض بالبحوث الطبية المحلية في مجالات الاضطرابات الوراثية والسرطان والأوبئة والأمراض المزمنة الأخرى.
وجاء الإعلان عن البنك من خلال مؤسسة الجليلة العضو في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتعاون مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية وهيئة الصحة في دبي، حيث يعد البنك أحد أكبر البنوك الحيوية على مستوى العالم بطاقة استيعابية ضخمة تمكنه من حفظ وإدارة 7 ملايين عيّنة، ومن المقرر افتتاحه في عام 2023.
وأكد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الجليلة، أهمية هذه الخطوة في دفع جهود الأبحاث والدراسات الطبية في الإمارات والمنطقة، ومن ثم تعزيز القدرة على تقديم علاجات فعالة تعين على زيادة معدلات الشفاء، وقال: «إن البنوك الحيوية لها دور مهم في تغيير العالم، إذ تعزز الوصول إلى البيانات الوراثية والصور الطبية من المنهجيات الرائدة للتحليل، وهو ما كان أمراً مستحيلاً قبل بضع سنوات فقط. ومع كونه الأول من نوعه على مستوى الدولة، سيسهم البنك الحيوي إسهاماً أساسياً في النهوض بأساليب الطب الحديث، وسيمكن من الوصول إلى اكتشافات علمية كفيلة بتحسين صحة الإنسان».
وبفضل الدور المهم الذي تسهم به البنوك الحيوية في النهوض بالبحوث وتطوير الاكتشافات الطبية، من شأن البنك الحيوي أن يصبح أحد أبرز مصادر مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان وغيره من مرافق الرعاية الصحية في دولة الإمارات في إجراء البحوث وتوفير العلاج المتخصص.
ويُعد البنك الحيوي أشبه بمستودع لتخزين مختلف أنواع العيّنات البيولوجية البشرية، مثل الدم والأنسجة والخلايا والحمض النووي؛ إضافة إلى تخزين البيانات المتعلقة بالعينات، ومصادر جزيئات حيوية أخرى يمكن استخدامها في البحوث الصحية. وتشكل البنوك الحيوية مصادر مهمة للبحوث الطبية كونها تدعم العديد من أنواع البحوث المعاصرة، مثل علم الجينوم والطب الشخصي وتطوير التشخيص الطبي والعلاجات.
من جانبها، قالت الدكتورة رجاء القرق، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة الجليلة وعضو في مجلس الأمناء: «تعد البنوك الحيوية نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية، وستُحدث ثورة في مجال البحوث الطبية، التي تؤدي إلى نتائج أفضل لعلاج المرضى، وستوفر فرصة للباحثين والعاملين في المجال للعمل والتعاون في بناء مستقبل أفضل وأكثر صحة للأجيال القادمة. ويسهم التقدم العلمي في دعم الاقتصاد من خلال زيادة معرفتنا بصحة الإنسان والأمراض والعلاجات والطب الشخصي وغيرها». ومن شأن النظام الآلي الروبوتي المعزّز بتقنيات الذكاء الاصطناعي أن يكفل تأمين العيّنات الحيوية في مستودع مبرّد (بدرجة حرارة أقل من 80 درجة مئوية)، ما سيحافظ على سلامة العيّنات ويطيل أمد إمكانية الاستفادة منها.
بدوره، قال الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الجليلة: «ستشكل سرية معلومات المرضى أولوية أساسية للبنك الحيوي التزاماً بالأنظمة واللوائح والقوانين المعمول بها في دولة الإمارات. وتعزيزاً لمستويات الصحة العامة، سيتمكن الباحثون من الحصول على البيانات الحيوية والطبية لتطوير اكتشافات علمية كفيلة بعلاج الأمراض الشائعة والأمراض المهددة للحياة مثل السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية». وتستخدم البنوك الحيوية كأماكن مخصصة لتخزين عيّنات المرضى والعمل كمركز للتعاون بين العلماء لإجراء دراسات صحية للسكان أو النظر إلى مجموعات من المرضى، الذين يعانون أمراضاً معينة ومحاولة إيجاد علاجات وتشخيصات أفضل لعلاج المرضى وإنقاذ الأرواح.
وقال البروفسور علوي الشيخ علي، نائب المدير العام لهيئة الصحة في دبي: «إن إنشاء البنك الحيوي المعزز بتقنيات الروبوت يترجم رؤية دبي الساعية إلى النهوض بقطاع الرعاية الصحية وتصدّر الاكتشافات، وسيضيف البنك الحيوي قيمة كبيرة إلى نظام الرعاية الصحية في دبي والمنطقة، وهو مثال حي على أنه بإمكان دمج الرعاية مع الاستكشافات والتقدم، أن يضع الأسس لنتائج أفضل لمرضانا الحاليين والمستقبليين».
دبي تعزز الأبحاث الطبية ببنك حيوي مزود بتقنيات الروبوت
باستثمارات تصل إلى 4.6 مليون دولار ويفتتح في 2023
دبي تعزز الأبحاث الطبية ببنك حيوي مزود بتقنيات الروبوت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة