أطفال إيطاليا لن يحملوا لقب آبائهم تلقائياً عند الولادة

بات الوالدان حرين في تقرير ما إذا كانا سيمنحان أطفالهما لقب الأب أو الأم (أرشيفية)
بات الوالدان حرين في تقرير ما إذا كانا سيمنحان أطفالهما لقب الأب أو الأم (أرشيفية)
TT

أطفال إيطاليا لن يحملوا لقب آبائهم تلقائياً عند الولادة

بات الوالدان حرين في تقرير ما إذا كانا سيمنحان أطفالهما لقب الأب أو الأم (أرشيفية)
بات الوالدان حرين في تقرير ما إذا كانا سيمنحان أطفالهما لقب الأب أو الأم (أرشيفية)

أصدرت المحكمة الدستورية في روما قراراً، اليوم (الأربعاء)، يتم بموجبه عدم منح الأطفال الإيطاليين لقب آبائهم تلقائياً عند الولادة.
وإلى الآن يعتبر حصول الأطفال على لقب الأب أمراً ملزماً في حالة اعترافه بالطفل عند الولادة. وبناء على طلب مشترك، فإن لقب الأم سيكون موضوعاً كجزء من لقب مزدوج، ولكن سيُدرج بعد لقب الأب. وفي إيطاليا، تحتفظ النساء بألقابها حتى بعد الزواج، وهو ما يعني أن الأمهات الإيطاليات لديهن ألقاب مختلفة عن تلك التي لدى أطفالهن في معظم الحالات حتى الآن. ومع ذلك، فقد قضت المحكمة أن هذا المعيار القانوني ينتهك الدستور الإيطالي، وكذلك الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
وأصدر القضاة حكماً بأنه في المستقبل، يجب أن يكون الوالدان حرَّيْن في تقرير ما إذا كانا سيمنحان أطفالهما لقب الأب أو الأم أو اللقب المزدوج، ودعوا السياسيين إلى التحرك. وهناك مشروع قانون بهذا المعنى معروض بالفعل على مجلس النواب.
كما أنه من المقرر أيضاً مستقبلاً أنه إذا لم يتخذ الوالدان قراراً صريحاً بشأن اللقب، فسيتم تلقائياً منح الطفل لقباً مزدوجاً، وليس لقب الأب، كما كان الحال حتى الآن.
وتحدث مؤيدو تغيير القانون عن «حكم تاريخي» و«ثورة صغيرة» وخطوة أخرى نحو المساواة بين الرجل والمرأة.



«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».