«البنتاغون» يرسل معدات عسكرية تناسب «تضاريس» الحرب في دونباس

جون كيربي خلال إحاطة صحافية في «البنتاغون» الخميس (أ.ب)
جون كيربي خلال إحاطة صحافية في «البنتاغون» الخميس (أ.ب)
TT

«البنتاغون» يرسل معدات عسكرية تناسب «تضاريس» الحرب في دونباس

جون كيربي خلال إحاطة صحافية في «البنتاغون» الخميس (أ.ب)
جون كيربي خلال إحاطة صحافية في «البنتاغون» الخميس (أ.ب)

أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، أن وزير الدفاع لويد أوستن سيستضيف في اجتماع رفيع الأسبوع المقبل في ألمانيا «المجموعة الاستشارية الدفاعية الأوكرانية»، لحشد الدعم لاحتياجات أوكرانيا الدفاعية والأمنية. من جهة أخرى أعلن كيربي ان برنامج الطائرات دون طيار، من طراز «فينيكس غوست»، التي قررت الولايات المتحدة تسليمها إلى أوكرانيا، والذي كان قيد التطوير قبل انطلاق الحرب في 24 فبراير (شباط) يتوافق مع طلباتها للدفاع عن نفسها.
وقال كيربي إن أوستن سيجتمع في قاعدة «رامشتاين» الجوية في ألمانيا مع «المجموعة الاستشارية»، ليس فقط من أجل حشد الدعم العسكري على المدى القصير لأوكرانيا وآخر تقييمات ساحة المعركة، بل وأيضا «وضع تصور أطول وأوسع للاحتياجات الدفاعية لأوكرانيا، والمضي قدما إلى ما بعد الحرب التي يواجهونها الآن». وأضاف: «نعتقد أن الوقت قد حان لإجراء تلك المناقشة». ولم يتضح بعد من هي الدول التي تمت دعوتها للمشاركة في المناقشة أو التي قبلت الدعوة. وقال كيربي إن قائمة المدعوين تشمل حلفاء الناتو ودولاً أخرى من خارج الحلف.
وقال كيربي إن وزارة الدفاع ستقوم بإرسال 121 طائرة من نوع «فينيكس غوست»، الذي تطابق قدراتها قدرات طائرة «سويتشبليد» الموجودة بالفعل في أوكرانيا. وأضاف كيربي أن هذا النوع من الطائرات «يتيح بشكل أساسي التركيز على الهجوم»، وأنه «ينسجم جيدا مع نوع التضاريس في منطقة الدونباس»، التي تعد اليوم النقطة المحورية للعمليات العسكرية الروسية. يأتي ذلك بعدما وافق الرئيس الأميركي جو بايدن على حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 800 مليون دولار، أعلن عنها أول من أمس الخميس. وقال كيربي إن الحزمة الجديدة تشمل أيضا تسليم أوكرانيا 72 مدفع «هاوتزر» و144 ألف طلقة مدفعية، وهو «نوع القوة النارية التي تحتاج إليها أوكرانيا بشدة».
وعن طائرة «فينيكس غوست» «الغامضة»، فقد ذكرت صحيفة «بوليتيكو» أن من تطوير شركة «أيفكس أيروسبيس»، ومقرها كاليفورنيا. تأسست الشركة عام 2017، ويعمل بها 500 شخص، ولديها مكاتب في ولايات كاليفورنيا ونورث كارولينا وفيرجينيا. ولم تعرض الشركة تلك الطائرة على موقعها الإلكتروني، ضمن مجموعتها المتنوعة من الطائرات التي تنتجها، علما أنها تملك مجموعة تدريب في مدينة روزويل بولاية نيومكسيكو، حيث من المحتمل أن تكون اختبرت الشركة طائرة «فينيكس غوست». ونقلت الصحيفة عن عميد معهد ميتشل لدراسات الفضاء وعضو مجلس إدارة الشركة المنتجة للطائرة، الجنرال المتقاعد ديفيد ديبتولا، قوله إن «فينيكس غوست» هي «نوع مختلف من الطائرات. إنها طائرة ذات اتجاه واحد فعالة ضد الأهداف الأرضية المتوسطة». وقد يكون إرسال هذا النوع من الطائرات المسيرة، جاء نتيجة تقييمات عسكرية في البنتاغون، مع دخول الحرب الأوكرانية مرحلة جديدة، حيث يتوقع أن تواجه محاولات روسيا السيطرة على إقليم الدونباس تعقيدات ميدانية ولوجستية قد تكون مديدة.
وقال كيربي إنه «تم تطوير هذه الطائرة وفقا لمجموعة من المتطلبات التي تتطابق بشكل كبير مع ما يحتاج إليه الأوكرانيون الآن في الدونباس». وأضاف ديبتولا أن هذه الطائرة يمكن أن تقلع عموديا، وتطير لمدة تزيد على ست ساعات بحثا عن هدف أو تتبعه، كما أنها تعمل ليلا باستخدام مستشعرات الأشعة تحت الحمراء، مما يعني أن قدرتها على التحليق تفوق «سويتشبليد» التي تحلق لمدة تتراوح بين 30 و40 دقيقة. وجاء تطوير الطائرة كجزء من جهود البنتاغون للتعاون مع الشركات الصغيرة «لتطوير وشراء تقنيات جديدة خارج التسلسل الهرمي التقليدي المرهق للاستحواذ». وشركة «أيفكس» هي تحالف يضم ثلاث شركات في قطاع الدفاع، هي «مارلين غلوبال سيرفيسس»، و«سي إس جي سوليوشنز»، و«سبيشيال أوبريشنز سوليوشنز».


مقالات ذات صلة

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».