تزخر المدينة المنورة بكم كبير من المعالم التاريخية والتراثية المميزة، التي تأتي امتدادًا لتاريخها العريق الذي يمتد إلى عصر صدر الإسلام، حيث تصطبغ أركان المدينة بأحداث السيرة النبوية وعهود الخلافة الراشدة في كل جزء منها.
والحي التراثي المديني أحد تلك الأماكن المميزة، فهو موقع مصمم ليجسد تراث المدينة المعماري في المسكن والسوق والمكتبة والمقهى، والتجربة الاجتماعية المدينية التراثية في قالب ترويجي يحقق الاستدامة، ويخلق فرص العمل لأبناء المنطقة في الوقت ذاته، كما يجسّد الهوية الحضارية التراثية والثقافية والاجتماعية لمدينة المصطفى، صلى الله عليه وسلم.
وتحتوي تفاصيل الحي على عناصر مختارة من النسيج العمراني للمدينة، حيث يعبر عن الالتزام بمضمون المفاهيم التراثية العمرانية العريقة للمدينة، ويشكل مرجعا للمختصين والمهتمين بالعمارة الثقافية الاجتماعية المدينية، ليقدموا إبداعات تنبثق من أصالة الماضي وعراقته.
وجاءت فكرة إنشاء الحي التراثي انطلاقًا من توجيهات الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، برؤية فكرية أصيلة ومبنية على إنشاء للحي التراثي للمدينة المنورة، الذي يستلهم هويته من التاريخ العمراني والمعماري العريق للمدينة المنورة من خلال نموذج لحي تراثي، عناصره ومفرداته ملتزمة بالسمات القديمة والملامح العمرانية التقليدية والتفاصيل التراثية بكل مفرداتها الدقيقة، التي لا تزال راسخة في أذهان القدماء وكبار السن ممن عاشوا وتفاعلوا في هذه المنظومة قبل نصف قرن، ليكون مرجعًا للمختصين والمهتمين بالعمارة التقليدية والثقافة الاجتماعية المدنية، ليقدموا أفكارا تنبثق عن أصالة الماضي بما يناسب المعطيات التنموية في الوقت الراهن، التي تنطلق بنفس المفاهيم والثوابت نحو المستقبل.
واشتمل التخطيط الفني لتفاصيل الحي المديني على نظام تشغيل الحي التراثي، وهو نظام خاص لتنظيم نقاط بيع رئيسية للحرفيين والأسر المنتجة، حيث تصطف «الدكاكين» على جنبات القصبة الرئيسية في الحي، وهي عبارة عن محال تجارية لبيع الأدوات الفلكلورية، والأطعمة الشعبية.
ويجمع الباحثون على أنّ مشروع الحي التراثي في المدينة المنورة يأتي تجسيدًا للهوية الدينية الحضارية والتراثية والثقافية والاجتماعية للمدينة المنورة، وذلك من خلال تطوير حي نموذجي يحاكي ما كان عليه الحال في المدينة المنورة، إضافة إلى إيجاد نموذج محاكاة ثلاثي الأبعاد لنماذج مختارة من النسيج العمراني للمدينة المنورة، التي تضم قبل تطويرها النسيج العمراني القديم للمدينة المنورة، بما في ذلك أحياؤها القديمة وأحواشها، وبيوتها، ورواشينها، وهندسة بنائها التقليدي، بما يسهم في تعزيز مفهوم الانتماء الثقافي للهوية العمرانية التي تميزت بها المدينة المنورة.
ويجمع الحي التراثي في تفاصيله عبق الماضي، وأصالته وأسسه المرجعية، فيما يهدف مشروع الحي التراثي المديني إلى إحياء روح المدينة المنورة التاريخية. وتحتضن حديقة الملك فهد المركزية بالمدينة المنورة الحي التراثي الذي يشغل مساحة تزيد على 120 ألف متر مربع، قابلة للتمدد حسب الاحتياج، ويرتكز مخطط المشروع على عناصر عدة مقترحة، أهمها القصبة الأساسية (شارع العينية)، وفراغات الأحوشة المختلفة، والممرات الضيقة متعددة العروض، والمسطحات النخلية (البساتين والحدائق)، والبرك وسواقي المياه، وتشمل السواقي والآبار ومضخات المياه ذات الصوت المعروف.
ويبقى للحي التراثي للمدينة المنورة مكانته الفريدة في كونه مصدرا يستلهم منه الزائر تفاصيل التاريخ العمراني والمعماري العريق للمدينة المنورة من خلال نموذج عناصره ومفرداته ملتزمة بالنسب الجمالية والفراغات العمرانية والتفاصيل والمفردات الدقيقة والمشهورة في أذهان من عاشوا وتفاعلوا في هذه المنظومة التراثية والعمرانية قبل نصف قرن، وليكون مرجعًا للمختصين والمهتمين بالعمارة والثقافة الاجتماعية المدنية ليقدموا أفكارا تنبثق عن أصالة الماضي بما يناسب المعطيات التنموية الراهنة.
«الحي التراثي المديني».. تفاصيل نابضة بعراقة التاريخ
الفكرة جاءت من توجيهات أمير منطقة المدينة المنورة برؤية أصيلة
«الحي التراثي المديني».. تفاصيل نابضة بعراقة التاريخ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة