كشف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن غروندبيرغ أنه يعمل مع الأطراف المتحاربة من أجل اتخاذ «تدابير فورية» لتخفيف أعمال العنف على أعتاب شهر رمضان المبارك، بموازاة العمل لتحديد أولويات جدول الأعمال الخاص بالعملية السياسية المتعددة المسارات، أملاً في أن تكون هذه المشاورات «بداية جادة ومنظمة» للمحادثات بين اليمنيين من أجل إنهاء الحرب.
وكان غروندبيرغ يقدم إحاطة لأعضاء مجلس الأمن في شأن الجهود الحثيثة التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم حل سلمي للنزاع اليمني، معتبراً أن هناك «حاجة إلى جهد منسق ومشترك من اليمنيين والمجتمع الدولي لكسر دورة العنف وإرساء الأساس لسلام مستدام»، وعرض التطورات الميدانية في تعز حيث «أدى القصف المدفعي مرة أخرى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالمباني السكنية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أعمال قتالية في محافظتي صعدة والضالع وغارات «على الخطوط الأمامية في مأرب وحجة». وأوضح أن جماعة الحوثي واصلت هجومها في مأرب ما «تسبب على مدى أكثر من عامين في إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين»، بالإضافة إلى «استمرار الأعمال العدائية في النواحي الجنوبية للحديدة، حيث وردت تقارير عن وقوع ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال». وأكد أن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة «أونمها» تعمل على «إنشاء سبل خفض التصعيد، وتعزيز مراقبة البعثة للموانئ مع توسيع نطاق دورياتها»، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على الطابع المدني للموانئ التي تعتبر شريان حياة لملايين المواطنين اليمنيين». وأشار إلى أنه في 21 فبراير (شباط)، جرى اعتراض طائرة مسيرة فوق مطار الملك عبد الله بجيزان في المملكة العربية السعودية، شظاياها أدت إلى إصابة 16 مدنياً.
وتحدث المبعوث الدولي عما سماه عمليات «مد وجزر» في النزاع الذي ما أن تخف وطأته في مكان حتى تحتدم في مكان آخر، مذكراً بأن «النهج العسكري لن ينتج عنه حل مستدام». ولفت إلى «تعمق» الأزمة الاقتصادية، مضيفاً أنه «يحتمل أن يزداد الأمر سوءاً»، ولا سيما مع انخفاض الريال اليمني بنسبة 20 في المائة مقابل الدولار منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، ما «أثار مخاوف من حدوث تراجع حاد آخر في العملة، وزيادة الأسعار وتفاقمها». وأكد أنه في كل أنحاء اليمن، أصبح الحصول على الوقود أمراً صعباً بشكل متزايد، بل «بشكل حاد» في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، موضحاً أن انخفاض قيمة العملة ونقص الوقود أثرا على حاجات اليمنيين اليومية، مثل المياه النظيفة والغذاء والمواصلات والكهرباء والرعاية الصحية، علماً بأن «الأسر اليمنية تستعد لشهر رمضان المبارك».
وأفاد غروندبيرغ بأنه بموازاة عمله على الإطار التفاوضي، يستكشف مع الأطراف «خيارات في شأن تدابير التهدئة الفورية التي يمكن أن تقلل العنف»، آملاً في أن تتعاون الأطراف «بشكل سريع وبنَّاء» مع مقترحاته لجلب ما سماه «بعض الأمل والراحة» لليمنيين، مضيفاً أنه «يتطلع إلى فرصة المشاركة مع قيادة الحوثيين في صنعاء حول هذا الموضوع» بالإضافة إلى الجانب المتعلق بـ«التحرك السياسي إلى الأمام». ورأى أن «أي تدابير محتملة لخفض التصعيد لن تصمد ما لم تدعمها عملية سياسية»، موضحاً أن «التوصل إلى تسوية سياسية شاملة يعتبر أمراً حيوياً». وتكلم عن سلسلة من المشاورات بهدف «تطوير إطار العمل الخاص» الذي أعده، مشيداً بـ«المناقشة البناءة للغاية التي أجريتها في وقت سابق من هذا الشهر مع الرئيس (عبد ربه منصور هادي) حول العملية، مشيراً إلى اتصالاته الثنائية أيضاً مع قادة من حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري الشعبي والمجلس الانتقالي الجنوبي». وأعلن أنه يركز على تحديد المديين القصير والطويل لأولويات جدول أعمال العملية المتعددة المسارات، بموازاة استكشاف المبادئ التوجيهية للعملية، آملاً في أن تكون هذه المشاورات بداية جادة ومنظمة للمحادثات بين اليمنيين من أجل إنهاء الحرب.
غروندبيرغ يدعو إلى «تدابير فورية» لخفض العنف قبل رمضان
يجري مشاورات لتحديد أولويات العملية السياسية المتعددة المسارات
غروندبيرغ يدعو إلى «تدابير فورية» لخفض العنف قبل رمضان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة