«أحكام السبت» تستعيد حادثة الدالوة وقصة داعشيين قتلا أمهما طعناً

«أحكام السبت» تستعيد حادثة الدالوة وقصة داعشيين قتلا أمهما طعناً
TT

«أحكام السبت» تستعيد حادثة الدالوة وقصة داعشيين قتلا أمهما طعناً

«أحكام السبت» تستعيد حادثة الدالوة وقصة داعشيين قتلا أمهما طعناً

الأحكام الصادرة السبت، بحق 81 مداناً بقضايا الإرهاب داخل السعودية، أعادت إلى الذاكرة، القصص المؤلمة، التي عاشها المجتمع السعودي، في الفترة التي حاولت فيها العناصر الخاملة والفاعلة المنضوية في تنظيم داعش أن تقض مضاجع السعوديين وتؤرق السلم الاجتماعي وتفت في عضد اللحمة الوطنية التي يتمتعون بها.
- دماء «الحمراء»
قصة حي الحمراء في الرياض، التي راح ضحيتها، والدة اثنين من المنضوين في تنظيم داعش، بعد أن أقدما على طعن والديهما وشقيقهما في العاصمة السعودية الرياض.
هزت القصة المجتمع السعودي، وأوقعته في حيرة ودهشة وهو يتابع تفاصيلها، في ظل بشاعة الجرم، وعظم الجناية، وتوقيتها، خلال إحدى ليالي شهر رمضان عام 2016 حيث تلتئم الأسر ويجتمع أفرادها وتشيع الرحمة بين الناس.
تعود القصة المفجعة التي عكست ما يمكن أن ينتهي إليه، الفكر المتطرف، تحت راية تنظيم داعش، أكثر تجلياته عنفاً، إلى تلقي الجهات الأمنية بلاغاً في ساعة متأخرة من إحدى ليالي شهر رمضان، عن إقدام الشقيقين التوأمين خالد وصالح أبناء إبراهيم بن علي العريني من مواليد 1417 هجرية، وفي عمل إرهابي تقشعر منه الأبدان، على طعن والدتهما البالغة من العمر67 عاماً، ووالدهما البالغ من العمر 73 عاماً، وشقيقهما سليمان البالغ من العمر 22 عاماً، بمنزلهم بحي الحمراء بمدينة الرياض، ما نتج عنه مقتل الأم، وإصابة الأب وشقيقهما بإصابات خطيرة، نقلا على إثرها في حالة حرجة للمستشفى.
وفي التفاصيل التي وسعت من دائرة الفجيعة المجتمعية للحدث، قام الجانيان باستدراج والدتهما إلى غرفة المخزن، ووجها لها عدة طعنات غادرة، أدت إلى وفاتها، ليتوجها بعد ذلك إلى والدهما ومباغتته بعدة طعنات، ثم اللحاق بشقيقهما سليمان وطعنه عدة طعنات، مستخدمين في تنفيذ جريمتهما ساطوراً وسكاكين حادة جلبوها من خارج المنزل، وضبطت بمسرح الجريمة، ثم غادرا المنزل عبر الاستيلاء على سيارة من أحد المقيمين بالقوة والهرب بها، قبل أن تتمكن الجهات الأمنية في وقت قصير من إلقاء القبض عليهما في مركز الدلم بمحافظة الخرج، وبدأت التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة التي تجرد فيها الجانيان من كل معاني الإنسانية.
وشهدت الفترة التي توسع خلالها تنظيم داعش، في أعمال التجنيد والتحريض، عمليات إجرامية من هذا النوع، إذ تسببت الأطروحات الفكرية المشحونة بالتطرف والتبريرات الآيديولوجية في إحداث شقوق اجتماعية، لم تسلم منها الكثير من المجتمعات التي اكتوت بنار الفكر المتطرف، ومن ذلك الحادثة التي وقعت في سبتمبر (أيلول) عام 2015 عندما أعلنت وزارة الداخلية السعودية اعتقال سـعد العنزي وقتل شقيقه عبد العزيز، المنتمين لتنظيم «داعش»، بعد قتلهما ابن عمهما مدوس العنزي، أحد منتسبي القوات المسلحة، و3 أشخاص آخرين.
وأمس السبت، تمت إدانة كل من صالح بن إبراهيم بن علي العريني وخالد بن إبراهيم بن علي العريني - سعوديي الجنسية - بارتكاب عدة جرائم، ومنها اشتراكهما في قتل والدتهما على وجه الحيلة والخداع، والشروع في قتل والدهما وأخيهما، وانتهاجهما لمنهج التكفير.
وبعد إحالتهما إلى المحكمة المختصة، وتمكينهما من الضمانات والحقوق كافة التي كفلتها الأنظمة في المملكة، صدر بحقهما صك يقضي بثبوت الإدانة، والحكم عليهما بالقتل، وطويت واحدة من أكثر القصص ألماً، ودليلاً على الأذى الاجتماعي والأخلاقي للفكر المتطرف.
- متورطو «الدالوة»
ومن بين ما كشفته قائمة المنفذ بحقهم أحكام القتل، على خلفية ارتكاب جرائم صنفت إرهابية، إدانة 8 عناصر بارتكاب عدة جرائم، ومنها إطلاق النار على مواطنين في قرية (الدالوة) بمحافظة الأحساء شرق السعودية، نتج عنه قتل عدد من المواطنين منهم أطفال، وإصابة آخرين، وقتل رجلي أمن وإصابة آخرين، وتأمين السلاح والذخيرة لهم.
والحادثة تعود إلى عام 2014 عندما أطلق ثلاثة مسلحين ملثمين النار على مجموعة من الأشخاص، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة تسعة آخرين، وقاد الهجوم أحد المتطرفين المتسللين إلى السعودية، بعد مشاركته في مناطق الصراع في كل من العراق وسوريا، قبل تنفيذ عمليته الغادرة، رفقة ثلة من المنضمين لتنظيم داعش، وقد تمكنت الجهات الأمنية السعودية من إلقاء القبض على كافة المشاركين في الحادثة، من خلال عمليات أمنية واسعة شملت عدداً من مناطق المملكة، وانتهت بالقبض على مجموعة من المنتسبين للتنظيم.
جاءت حادثة الدالوة، في سياق الأجندة التي تبنتها الجماعات المتطرفة، لشق صف الوحدة المجتمعية، وتأليبه ضد بعضه البعض، والاستثمار السلبي في التنوع الطبيعي، وشحنه بهوس الاختلاف والاستعداء، وتفخيخه بالأفكار المغرضة، وعبأت لتحقيق تلك الأغراض الفاسدة عدداً من العناصر الموتورة، ورفع درجة الهوس بالآخر، وتجريده من صورته الإنسانية، لجعله هدفاً مشروعاً ومستباحاً، والإغماض كلياً عن الموانع الشرعية والأخلاقية، التي قد ترد المتطرف عن ارتكاب جريمته والإيغال في دماء من يظنهم أعداء له.
وقد عكست المواقف الاجتماعية في السعودية جراء حادثة الدالوة، من النخبة والأهالي على حد سواء، التنديد بهذا الخطاب الدخيل على المجتمع، وجرت مراسم تشييع القتلى الثمانية من ضحايا الحادثة من مسجد المرتضى بالدالوة، وقد لفوا بعلم السعودية، تثبيتاً لمعنى الوحدة الوطنية في وجه الخطابات غير المألوفة في مجتمعات الاستقرار والسلم الأهلي.


مقالات ذات صلة

صحيفة: إسرائيل ستسحب تراخيص 37 منظمة إنسانية بدعوى «صلتها بالإرهاب»

شؤون إقليمية موظف يرتدي سترة منظمة «أطباء بلا حدود» (رويترز)

صحيفة: إسرائيل ستسحب تراخيص 37 منظمة إنسانية بدعوى «صلتها بالإرهاب»

نقلت صحيفة «هآرتس» عن الحكومة الإسرائيلية قولها، الثلاثاء، إنها تعتزم سحب تراخيص 37 منظمة إنسانية منها «أطباء بلا حدود» و«أكشن إيد» و«أوكسفام».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (من حسابه في إكس)

توقيف 357 شخصاً في تركيا في إطار عملية ضد تنظيم «داعش»

أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا الثلاثاء أن الشرطة التركية أوقفت 357 شخصاً في إطار عملية واسعة النطاق نفذتها في 21 مقاطعة عبر البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية أقيمت أمام مديرية أمن يالوفا الثلاثاء مراسم رسمية لوداع 3 رجال شرطة قُتلوا في عملية ضد «داعش» (من البث المباشر)

تركيا تفرض تدابير أمنية مشددة مدة 4 أيام لتأمين البلاد في رأس السنة

أعلنت السلطات التركية تطبيق تدابير أمنية مشددة تستمر حتى 2 يناير المقبل، كما نفَّذت حملة أمنية واسعة في 21 ولاية، ألقت خلالها القبض على مئات من عناصر «داعش».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
تحليل إخباري دمار خلّفته الضربة الأميركية في قرية أوفا بولاية كوارا النيجيرية يوم 27 ديسمبر (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هل تشكِّل أفريقيا «بنك أهداف إرهابية» للولايات المتحدة؟

شنت الولايات المتحدة ضربات جوية على مواقع تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في شمال غربي نيجيريا، بالتنسيق مع حكومة أبوجا، مما أثار جدلاً محلياً وتساؤلات.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
آسيا الشرطة الباكستانية تحتجز فتاة مراهقة جندتها عبر الإنترنت جماعة انفصالية محظورة (أ.ف.ب)

الشرطة الباكستانية تحتجز فتاة مراهقة جُنِّدت عبر الإنترنت لتنفيذ تفجير انتحاري

قالت السلطات اليوم (الاثنين) إن الشرطة الباكستانية احتجزت فتاة مراهقة جندتها عبر الإنترنت جماعة انفصالية محظورة، لتنفيذ «هجوم انتحاري كبير».

«الشرق الأوسط» (كراتشي (باكستان))

الكويت تؤكد دعمها الكامل للحكومة الشرعية اليمنية وتدعو للحلول الدبلوماسية

الكويت العاصمة (كونا)
الكويت العاصمة (كونا)
TT

الكويت تؤكد دعمها الكامل للحكومة الشرعية اليمنية وتدعو للحلول الدبلوماسية

الكويت العاصمة (كونا)
الكويت العاصمة (كونا)

أكدت دولة الكويت متابعة التطورات والأحداث الجارية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، مُعربة عن دعمها الثابت للحكومة اليمنية الشرعية، ومشددة على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وحماية مصالح الشعب اليمني الشقيق، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.

وأكدت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان رسمي صادر الثلاثاء، أن أمن السعودية الشقيقة وأمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يُعدّان ركيزة أساسية من ركائز الأمن الوطني الخليجي، منطلقة في ذلك من أواصر الأخوّة وروابط المصير المشترك التي تجمع دول المجلس.

في هذا السياق، أشادت دولة الكويت بالنهج المسؤول الذي تنتهجه السعودية والإمارات، وحرصهما على تحقيق الاستقرار بالمنطقة، وتعزيز مبادئ حسن الجوار والالتزام بقيم ومبادئ مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تمثل الأساس في تفعيل العمل الخليجي المشترك.

وأضافت الوزارة أن دولة الكويت تؤكد استمرارها في دعم كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى ترسيخ الحوار والسلام، والاعتماد على الحلول الدبلوماسية، بوصفها السبيل المثلى لتحقيق الأمن والاستقرار، وتعزيز فرص السلام بالمنطقة.

وختم البيان بتأكيد أن الكويت ستظل ملتزمة بدورها الفاعل والداعم للجهود التي تصب في مصلحة الأمن والتنمية في منطقة الخليج العربي، بما يخدم مصالح شعوبها الشقيقة ويرسخ مبادئ التعاون الخليجي المشترك.


قطر تؤكد دعمها لوحدة اليمن وتشدد على أولوية الحوار لحماية أمن المنطقة

علم قطر في العاصمة الدوحة (أرشيفية)
علم قطر في العاصمة الدوحة (أرشيفية)
TT

قطر تؤكد دعمها لوحدة اليمن وتشدد على أولوية الحوار لحماية أمن المنطقة

علم قطر في العاصمة الدوحة (أرشيفية)
علم قطر في العاصمة الدوحة (أرشيفية)

أكدت دولة قطر متابعتها باهتمام بالغ للتطورات والأحداث الجارية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، مجددة موقفها الداعم للحكومة اليمنية الشرعية، وتشديدها على أهمية الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وصون مصالح الشعب اليمني، بما يحقق تطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية.

وأوضحت وزارة الخارجية القطرية، في بيان صادر الثلاثاء، أن هذا الموقف ينسجم مع حرص دولة قطر على دعم الشرعية في اليمن، وتعزيز الجهود الرامية إلى إنهاء حالة عدم الاستقرار، بما يحفظ المركز القانوني للدولة اليمنية، ويحول دون أي مساس بوحدتها أو سيادتها.

وفي السياق ذاته، أكدت الوزارة أن أمن السعودية الشقيقة وأمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يُعدّ جزءاً لا يتجزأ من أمن دولة قطر، انطلاقاً من الروابط الأخوية الوثيقة والمصير المشترك الذي يجمع دول المجلس.

وثمّنت وزارة الخارجية القطرية، في هذا الإطار، البيانات الصادرة عن السعودية الشقيقة والإمارات الشقيقة، معتبرة أنها تعكس حرصاً مشتركاً على تغليب مصلحة المنطقة، وتعزيز مبادئ حسن الجوار، والاحتكام إلى الأسس والمبادئ التي يقوم عليها مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأكد البيان أن دولة قطر ستظل، بوصفها دولة داعمة لكل الجهود الرامية إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، ملتزمة بدعم مسارات الحوار والجهود الدبلوماسية، باعتبارها السبيل الأمثل لتحقيق الخير والأمن والسلام للمنطقة وشعوبها، وبما يعزز فرص الاستقرار والتنمية المستدامة.


وزيرا خارجية السعودية وأميركا يبحثان التطورات في اليمن

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
TT

وزيرا خارجية السعودية وأميركا يبحثان التطورات في اليمن

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

بحث الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة بشأنها.

جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه الأمير فيصل بن فرحان مع الوزير روبيو، في الوقت الذي ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزيرين بحثا التوترات المستمرة في اليمن والأمن بالمنطقة.

وأعلنت ‌الإمارات، في وقت سابق، الثلاثاء، سحب قواتها المتبقية ‍من اليمن، وذلك بعد أن أيدت ​السعودية دعوة موجهة من رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي إلى القوات الإماراتية ⁠للانسحاب خلال 24 ساعة.

في حين تلقّى الأمير فيصل بن فرحان اتصالاً هاتفياً، في وقت سابق، من محمد إسحاق دار نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني، جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة آخِر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وشهدت الساحة اليمنية، الثلاثاء، تطورات محورية أعادت خلالها السعودية رسم معادلات الأمن وتحديد الخطوط الحمر وحدود التحالفات، وسط تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة؛ إذ أعلنت الرياض أسفها إزاء ما وصفته بخطوات إماراتية «بالغة الخطورة» دفعت قوات تابعة لـ«الانتقالي» إلى تحركات عسكرية قرب حدودها الجنوبية، وعَدَّت ذلك تهديداً مباشراً لأمنها الوطني وأمن اليمن والمنطقة.

وشددت السعودية على أن أمنها «خط أحمر»، مؤكدة التزامها بوحدة اليمن وسيادته، ودعمها الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، مع تجديد موقفها من عدالة «القضية الجنوبية»، ورفض معالجتها خارج إطار الحوار السياسي الشامل.