باريس تتحسّب لـ «صدمة الغاز» وبرلين تحذّر من 3 سنوات صعبة

ناقلة للغاز الطبيعي المسال في مرفأ سان نازير الفرنسي (رويترز)
ناقلة للغاز الطبيعي المسال في مرفأ سان نازير الفرنسي (رويترز)
TT

باريس تتحسّب لـ «صدمة الغاز» وبرلين تحذّر من 3 سنوات صعبة

ناقلة للغاز الطبيعي المسال في مرفأ سان نازير الفرنسي (رويترز)
ناقلة للغاز الطبيعي المسال في مرفأ سان نازير الفرنسي (رويترز)

أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، اليوم الثلاثاء، أن أوروبا لديها «حلول لتصبح مستقلة عن الغاز الروسي»، مضيفا أنه يريد «تسريع العمل بموجبها» لتكون قادرة على «مواجهة تحدي شتاء 2022-2023». وأكد أن أسعار الغاز سيتم «تجميدها» حتى نهاية العام 2022 للمستهلكين في فرنسا، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتحدث الوزير خلال رحلة إلى مقاطعة نورماندي عن سلسلة من الحلول الأوروبية للتعامل مع «صدمة الغاز» المرتبطة بالصراع الروسي وعواقبها على اقتصاد القارة. وقال على هامش زيارة لموقع إنتاج الهيدروجين تابع لشركة «إير ليكيد»، إن «الاعتماد (على الغاز الروسي) ليس نفسه في كل الدول الأوروبية. ففرنسا تعتمد بنسبة 20 في المائةمن إمداداتها على الغاز الروسي فيما يبلغ المتوسط الأوروبي 40 في المائة(...) وبعض الدول تعتمد كليا عليه (...) مثل فنلندا التي تحصل على إمداداتها من الغاز بنسبة 100 في المائةمن روسيا».
وأشار لومير إلى الحاجة لـ«حل أوروبي جماعي» بشأن هذا الموضوع.
ومن الحلول التي ذكرها، قدّر لومير أنه من الضروري «تسريع تخزين الغاز اعتبارا من الصيف الحالي لتعبئة وتخزين 90 في المائةمن الحاجات اللازمة لمواجهة شتاء 2022». ورأى أن «التحدي ليس الآن. التحدي هو شتاء 2022-2023».
ولفت إلى أن «الاحتمال الثاني: مشتريات جماعية بهدف الحصول على أسعار مخفّضة. والثالث محاولة تنويع الإمدادات من منتجين آخرين».
وعن الاحتمال الرابع ذكر الوزير الفرنسي تحسين أداء محطات الغاز الطبيعي المسال، «فهناك سبع في إسبانيا وأربع في فرنسا لكن للأسف لا يوجد أي منها في ألمانيا».
وفي مواجهة «صدمة الغاز»، ذكر لومير الاحتمال الأخير وهو الكتلة الحيوية والغاز الحيوي وهما «حلّان بديلان يتم إنتاجهما في فرنسا من شأنهما أن يساعدا على الاستقلال عن الغاز الروسي».

في برلين، حذر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك من انهيار اقتصادي حاد في حال فرض حظر على واردات النفط والغاز من روسيا، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقال في تصريح تلفزيوني اليوم: «سنتحدث بعد ذلك (عقب تطبيق الحظر) عن أزمة اقتصادية خطيرة في ألمانيا وبالتالي في أوروبا».
وذكر هابيك أن إعلان الولايات المتحدة عن وقف محتمل لواردات النفط الروسي وحده أدى إلى ارتفاع سعر النفط بنسبة 50 في المائة أمس الاثنين.
ورأى أن كل من يطالب بالاستغناء عن النفط والغاز الروسي يجب أن يكون واضحا له الآتي: «لن نتحدث حينها عن قفزات في الأسعار، بل عن ارتفاع دائم لأسعار الوقود الأحفوري».
وقال إن الأمر حينها «لن يتعلق بإطفاء الأنوار في وقت مبكر من الليل، الأمر حينها سيدور حول انهيارات في الشركات وبطالة... بعد ذلك عليك المثابرة. نحن لا نتحدث عن ثلاثة أيام ولا نتحدث عن ثلاثة أسابيع، بل عن ثلاث سنوات».
وأشار هابيك إلى أن الولايات المتحدة دولة مصدرة للنفط، وتشكل حصة وارداتها من النفط الروسي 7.5 في المائة فقط، بينما تبلغ حصة واردات ألمانيا 35 في المائة،
«هذا يعني أن الوضع غير قابل للمقارنة. الأميركيون يعرفون ذلك ».


مقالات ذات صلة

منطقة انفصالية في مولدوفا تقطع التدفئة عن المنازل بعد وقف الغاز الروسي

الاقتصاد شعار شركة «مولدوفاغاز» على سطح مبنى في كيشيناو بمولدوفا (رويترز)

منطقة انفصالية في مولدوفا تقطع التدفئة عن المنازل بعد وقف الغاز الروسي

قطعت منطقة ترانسنستريا الانفصالية بمولدوفا إمدادات التدفئة والمياه الساخنة عن المنازل، الأربعاء، بعد وقف روسيا تصدير الغاز عبر أوكرانيا إلى وسط وشرق أوروبا.

«الشرق الأوسط» (كيشيناو (مولدوفا))
الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث مع المسؤولين التنفيذيين والمديرين خلال زيارة لمنشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال كاميرون في هاكبيري (رويترز)

توقف ضخ الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا يستحضر «تهديدات ترمب» للقارة العجوز

انتهت اتفاقية ضخ الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا، الأربعاء، رغم استمرارها في أوج الحرب الروسية - الأوكرانية التي بدأت في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد نموذج لخط أنابيب الغاز الطبيعي أمام شعار «الاتحاد الأوروبي» وألوان العَلم الروسي (رويترز)

رئيس الوزراء السلوفاكي: توقف الغاز عبر أوكرانيا سيؤثر «جذرياً» على الاتحاد الأوروبي

قال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، يوم الأربعاء، إن توقف نقل الغاز عبر أوكرانيا سيكون له تأثير «جذري» على دول الاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (براتيسلافا )
الاقتصاد أبراج تجفيف الغاز في «غاز كونيكت النمسا» في باومغارتن شرق فيينا (رويترز)

النمسا تؤكد استعدادها لتوقف الغاز الروسي... مصادر بديلة مضمونة

قالت الحكومة النمساوية، الأربعاء، إن بلادها مستعدة لإنهاء اتفاق نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا، وإن الإمدادات إلى البلاد مستمرة من خلال مصادر أخرى.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ )
أوروبا يجلس عامل على شاحنة خزان المياه الخاصة به بجوار المقر الرئيسي لشركة الغاز الروسية الاحتكارية «غازبروم» في سانت بطرسبرغ (أ.ب) play-circle 01:43

«غازبروم»: توقف صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا عبر أوكرانيا

أعلنت شركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم» اليوم الأربعاء توقف صادرات الغاز عبر أوكرانيا إلى أوروبا اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت موسكو.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.