العطس ينقل القطرات الحاملة لـ«كورونا» 7 أمتار

التزام بارتداء الكمامات في هونغ كونغ أول من أمس (أ.ب)
التزام بارتداء الكمامات في هونغ كونغ أول من أمس (أ.ب)
TT

العطس ينقل القطرات الحاملة لـ«كورونا» 7 أمتار

التزام بارتداء الكمامات في هونغ كونغ أول من أمس (أ.ب)
التزام بارتداء الكمامات في هونغ كونغ أول من أمس (أ.ب)

قام فريق بحثي دولي من جامعات «تشالمرز للتكنولوجيا» بالسويد وجامعتي «بادوفا» و«أوديني» في إيطاليا وجامعة «فيينا» بالنمسا، بتطوير نموذج نظري جديد لتقييم مخاطر انتشار الفيروسات بشكل أفضل، مثل «كورونا المستجد»، مع استخدام «الكمامة» ومن دونها. وتُظهر النتائج كيف أن المسافة القياسية «الآمنة» والتي تُقدّر بمترين لا تنطبق دائماً ولكنها تختلف اختلافاً كبيراً اعتماداً على مجموعة من العوامل البيئية، وأن الكمامة يمكن أن تلعب دوراً مهماً بالفعل. وغالباً ما تستند التوصيات الحالية والفهم حول انتقال الأمراض المعدية التنفسية إلى رسم بياني وضعه العالم الأميركي ويليام فيرث ويلز في عام 1934، لكن هذا النموذج مبسّط للغاية ولا يفسر التعقيد الحقيقي لانتقال العدوى. الآن، في الدراسة الجديدة «نمذجة مخاطر التعرض المباشر للفيروس المرتبط بأحداث الجهاز التنفسي»، المنشورة في الأول من مارس (آذار) الجاري في دورية «رويال سوسيتي إنترفيس»، طوّر الباحثون نموذجاً أكثر تقدماً لإظهار أنه من الممكن بشكل أكثر كفاءة حساب الخطر المباشر لنشر عدوى «كوفيد - 19» من خلال تضمين عدد من العوامل، مثل المسافة الشخصية ودرجة الحرارة ومستويات الرطوبة والحمل الفيروسي ونوع الزفير، كما تمكنوا من توضيح كيف تتغير هذه المخاطر مع قناع للوجه ومن دونه.
وكشفت الدراسة، على سبيل المثال، أن «الشخص الذي يتحدث من دون كمامة يمكن أن ينشر القطرات المصابة على بُعد متر واحد، وإذا سعل نفس الشخص، يمكن أن تنتشر القطرات حتى ثلاثة أمتار، وإذا عطس الشخص، يمكن أن تصل مسافة الانتشار إلى سبعة أمتار، لكن باستخدام الكمامة، تقل مخاطر انتشار العدوى بشكل كبير». ويوضح جايتانو سردينيا، المتخصص في آليات الموائع في قسم الميكانيكا والعلوم البحرية في جامعة «تشالمرز للتكنولوجيا»، أحد الباحثين المشاركين بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «إذا كنت ترتدي كمامة جراحية أو كمامة من نوع (إف إف بي2)، فإن خطر الإصابة بالعدوى يقل إلى درجة أنه يكاد يكون ضئيلاً عملياً، حتى لو كنت تقف على بُعد متر واحد فقط من شخص مصاب». واختبر الباحثون النموذج الجديد باستخدام بيانات من التجارب العددية الحديثة على انبعاثات القطيرات، وسمح لهم ذلك بأخذ عدة عوامل في الحسبان وتحديد مخاطر العدوى، سواء باستخدام كمامة أو لا. وتنتشر الفيروسات، مثل «كورونا المستجد»، من شخص مصاب إلى أفراد آخرين معرضين للإصابة من خلال الرذاذ المليء بالفيروسات الذي يتم إطلاقه عند التحدث أو السعال أو العطس، ويتم رش القطرات المنبعثة من الغدد اللعابية من خلال هواء الزفير، وبمجرد الخروج من الفم يمكن أن تتبخر هذه القطرات أو تستقر أو تظل طافية، وتميل القطرات الأكبر والأثقل إلى السقوط في حركة باليستية قبل أن تتبخر، بينما تتصرف القطرات الأصغر مثل الهباء الجوي الذي يتناثر ويبقى في الهواء.
وتُظهر النتائج أن الكمامة الجراحية، وإلى حد أكبر كمامة (إف إف بي2)، توفران حماية ممتازة تقلل بشكل كبير من خطر العدوى، شريطة أن يتم الارتداء بشكل صحيح، حيث يجعل ذلك خطر الإصابة بالعدوى ضئيلاً حتى على مسافات تصل إلى متر واحد، بغضّ النظر عن الظروف البيئية، وما إذا كان الشخص يتحدث أو يسعل أو يعطس.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».