نفى النظام السوري تعرض مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك لأي عارض صحي، مؤكدًا «وجوده على رأس عمله وممارسته مهامه بشكل اعتيادي». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر إعلامي رسمي يوم أمس السبت نفيه ما تناقلته بعض القنوات الفضائية ومواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي عن مملوك وصحته وعمله. وحسب المصدر لم يتعرض مملوك لأي عارض صحي «وهو بصحة جيدة وعلى رأس عمله ويمارس مهامه بشكل اعتيادي»، واصفا التقارير التي تناولت مصيره بـ«الإشاعات التي تأتي في إطار الحملة الإعلامية الكاذبة المفبركة»، وفق «سانا».
جاء نفي الوكالة الرسمية يوم أمس بعد ساعات من تأكيد المحلل والخبير السياسي الإيراني أمير موسوي، القريب من السلطة في طهران، تعرّض مملوك لعارض صحي بسبب تناوله وجبة عشاء دسمة أدت إلى ارتفاع نسبة الكولسترول مما استدعى نقله إلى المشفى. ووجه موسوي انتقادا لوسائل الإعلام السورية الرسمية لعدم ردها على الشائعات، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن مملوك كان في عشاء عمل مع عدد من كبار الضباط والقادة وأصيب بعارض صحي نتيجة تناوله وجبة دسمة.
ويذكر أن وسائل إعلامية ومواقع إخبارية كانت تداولت خبر تدهور صحة مملوك، الذي يعد من أعمدة النظام الأمني في سوريا، وأنه نقل إلى مشفى الشامي بحي المالكي والقريب من القصر الجمهوري. وهو المشفى الذي ينقل إليه عادة المرضى والمصابون من كبار المسؤولين في دمشق، والذي شهد وفاة اللواء رستم غزالي رئيس شعبة الأمن السياسي الشهر الماضي، بعد شائعات عن رقوده في هذا المشفى لأكثر من شهر. وثمة من أكد أن غزالي كان تلك الفترة ميتًا سريريًا. وربطت التقارير المتداولة في دمشق مصير مملوك بما تعرّض له زميله غزالي، إذ قالت مصادر إعلامية إن «مملوك خاضع للإقامة الجبرية التي فرضها عليه النظام السوري، إثر رصد مكالمة بينه وبين الاستخبارات التركية، قبيل وفاة غزالي».
للعلم، مملوك المولود في دمشق عام 1946، كان يشغل منصب رئيس فرع أمن الدولة قبل تبوّئه قيادة الأمن الوطني، خلفًا لهشام بختيار الذي قضى في عملية تفجير «خلية الأزمة» بدمشق، وهو من الطائفة العلوية وينحدر من منطقة لواء الإسكندرون. وبعد إعلان وفاة غزالي سرت توقعات باحتمال تصفية مملوك والمسؤول الأمني والسفير السوري السابق في الأردن بهجت سليمان، لارتباط اسميهما بملف قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، بعد موت غازي كنعان وجامع جامع ورستم غزالي وهم جميعا من المشتبه بهم في قضية اغتيال الحريري، فضلا عن آصف شوكت الذي قتل هو الآخر في تفجير «خلية الأزمة» عام 2012.
وفي حين التزمت وسائل الإعلام الحكومية السورية الصمت حيال الشائعات التي تناولت أسباب موت غزالي، سارعت وكالة «سانا» لنفي شائعات مرض مملوك لا سيما بعد ما كتبه أمير موسوي الملحق الثقافي بسفارة طهران في الجزائر، الذي سبق له أن دعا نظام الأسد إلى نقل العاصمة السورية مؤقتا من دمشق إلى مدن الساحل السوري، كطرطوس أو اللاذقية، حيث تتمركز الغالبية العلوية المؤيدة للأسد. وأوضح موسوي، أن مقصده من نقل العاصمة إلى مدينة تخضع لسيطرة النظام بالكامل وتقع وسط أكبر تجمع لمؤيديه هو «الرد على اعتداءات الكيان الصهيوني».
ولمح موسوي المعروف بقربه من دوائر الأمن و«الحرس الثوري» بطهران في منشور له عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى إمكانية تولي الميليشيات الشيعية إدارة العاصمة دمشق، ومنطقة الجولان عوضًا عن نظام الأسد. وأضاف: «الهدف من استلام الكتائب الإسلامية المنطقة الواقعة بين دمشق والجولان يأتي لكونها منطقة عسكرية مفتوحة مع العدو الصهيوني». وأتى كلام موسوي في وقت بدأت صحف محسوبة على النظام السوري وإعلام «المقاومة» بمعاتبة طهران لعدم مساندتها قوات النظام في معارك محافظة إدلب التي تكاد تخرج عن سيطرته بالكامل.
في الأوساط الدمشقية يوصف علي مملوك بأنه «رجل إيران» في سوريا، ولم يستبعد ناشطون أن يلوح النظام السوري بمصير مملوك للضغط على إيران بعد تقاربها مع تركيا، بينما تذهب غالبية التوقعات إلى احتمال تصفية مملوك لطي صفحة اغتيال الحريري، في سياق تصفية كل المشتبه بهم من المسؤولين السوريين، خصوصا أن الملابسات التي أحاطت نهاية غزالي هيأت الرأي العام لتوقع نهاية مماثلة لمملوك. إذ أكدت عدة تقارير إعلامية ضلوع الأخير بالتخلص من غزالي الذي كان قد تعرض للضرب المبرح على يد مرافق المسؤول الأمني رفيق شحادة، مما أدى إلى إدخاله المستشفى، وعندما بدأ بالتعافي أخرج من المشفى ليعود إليه بحالة صحية متردية ومجهولة الأسباب. ورجحت مصادر إعلامية أن يكون قد تلقى حقنة «السيانيد» السامة مما أدى إلى وفاته. وجرى تشييعه بدمشق في جنازة أقل من عادية لم يأت الإعلام الرسمي على ذكرها، كما منع ذووه من فتح النعش قبل دفنه.
تجدد الشائعات عن محاولة النظام السوري التخلص من مملوك بعد غزالة
محلل إيراني يؤكد وإعلام النظام ينفي تعرضه لأي عارض صحي
تجدد الشائعات عن محاولة النظام السوري التخلص من مملوك بعد غزالة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة