الغردقة تحتفي بـأمنحتب بن حابو «أشهر مهندسي مصر القديمة»

تعرض تمثالاً له في الذكرى الثانية لافتتاح متحف المدينة

جانب من متحف الغردقة
جانب من متحف الغردقة
TT

الغردقة تحتفي بـأمنحتب بن حابو «أشهر مهندسي مصر القديمة»

جانب من متحف الغردقة
جانب من متحف الغردقة

يحتفي متحف الغردقة، بمحافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة) بأمنحتب بن حابو، أشهر مهندسي مصر القديمة، بمناسبة مرور عامين على افتتاح المتحف، عبر عرضه تمثالاً للمهندس المصري الذي عاش في الفترة من (1430: 1350 قبل الميلاد)، بشكل مؤقت لمدة شهرين، بداية من شهر مارس (آذار) الحالي.
التمثال الذي تم نقله من المتحف المصري بالتحرير، يلقي الضوء على شخصية بارزة في تاريخ الحضارة المصرية، ويعرف جمهور متحف الغردقة بإحدى الشخصيات العظيمة في الحضارة المصرية، بحسب مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، والذي أضاف في بيان صحافي قائلاً: «يريد المتحف من جراء هذا العرض الاستثنائي، توجيه رسالة تقدير للعلماء والمبدعين الذين خلفوا كل هذا الجمال الحضاري على أرض الوطن»
ويعتبر المهندس أمنحتب بن حابو، المولود في نهاية عصر الملك تحتمس الثالث، بمدينة أتريبس الفرعونية (بنها) شمال القاهرة، أشهر مهندس معماري مصري، حيث كان المهندس المعماري الخاص بالملك أمنحتب الثالث، وقام ببناء والإشراف على الكثير من منشآته، على غرار المعبد الجنائزي، الذي بناه في غرب طيبة (الأقصر)، الذي يوجد أمامه تمثالا ممنون.
وتولى بن حابو عدداً من المناصب الرسمية، وعمل كاهناً وكاتباً بجانب عمله مهندساً معمارياً، في عهد الملك أمنحتب الثالث.
وبدأ بن حابو رحلته المهنية، مساعد كاتب الملك، ثم أصبح كاتب المجندين، الذي كان يقوم بإحصاء وتنظيم وتوفير المجندين لإتمام مشروعات الملك سواء المدنية أو الحربية، وحمل العديد من الألقاب، منها (المشرف على الكهنة، كاتب المجندين، الكاتب الملكي، مدير كل المباني الملكية، نائب الملك).
وكافأه أمنحتب الثالث على أعماله، بالسماح له بإقامة تمثال له في معبد آمون، وهو التمثال الذي يتم عرضه حالياً بمتحف الغردقة، كما سمح له بإقامة مقبرة ومعبداً جنائزياً له، في طيبة الغربية، ويعتبر علماء الآثار هذا الأمر تشريفاً عظيماً لابن حابو، لأنه يساويه بالفراعنة الملوك.
وافتتح متحف الغردقة يوم 29 فبراير (شباط) عام 2020م، ويعد أول متحف للآثار في محافظة البحر الأحمر يتم إنشاؤه بالشراكة مع القطاع الخاص. وهو يقع بالقرب من الممشى السياحي ومطار الغردقة الدولي، وتم بناؤه على مساحة 10 آلاف متر مربع، خصصت من تلك المساحة نحو 3 آلاف م2 لمبنى المتحف.
‏وتبلغ عدد معروضات المتحف نحو 1200 قطعة، تسلط الضوء على جوانب الجمال والرفاهية في حياة المصري القديم في مختلف العصور، بدءاً من عصور ما قبل الأسرات وحتى الأسرة العلوية، مروراً بفترات التاريخ المصري القديم، والعصرين اليوناني والروماني والعصور القبطية والإسلامية.
ومن أبرز القطع الأثرية المعروضة بالمتحف تمثال «ميريت أمون» ابنة الملك رمسيس الثاني، وتمثال من الجرانيت الأسود للإله حورس عثر عليه بجوار تمثالي ممنون عام 2019م. ومومياوات من وادي المومياوات الذهبية.
ويضم المتحف أيضاً 10 قطع أثرية في عرض مؤقت من مقتنيات الملك توت عنخ أمون، والتي من المقرر نقلها إلى المقر النهائي بالمتحف المصري الكبير قرب افتتاحه.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأثر ثلاثي الأصبع (جامعة برمنغهام)

من هنا مرَّت الديناصورات...

اكتشف عامل محاجر بريطاني أكبر موقع لآثار الديناصورات في البلاد، وذلك في محجر بمقاطعة أكسفوردشاير، جنوب شرقي إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون ثلاث قطع أثرية من موقع الدُّور في أم القيوين

قطع أثرية يونانية من موقع الدُّور

يحتل موقع الدُّور مكانة بارزة في سلسلة المواقع الأثرية التي كشفت عنها أعمال التنقيب المتواصلة في دولة الإمارات العربية

محمود الزيباوي

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.