في ظرف ساعات قليلة تدهورت الحالة الصحية للفنان الراحل سامي كلارك الذي كان يرقد في مركز العناية الفائقة، في أحد مستشفيات بيروت؛ فهو دخلها على أمل الخروج بعد أيام قليلة، إلا أن التقاطه بكتيريا أصابت صمام قلبه سرعت برحيله.
تعلق شايلا زوجة الفنان الراحل لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «إنه يعاني من إصابته في القلب منذ نحو الشهر. ولكن الأطباء طمأنونا أن حالته مستقرة وأنه سيخرج من المستشفى بعد أيام قليلة. وبقي تحت المراقبة إلى حين وفاته في الخامسة والنصف من صباح أول من أمس (الأحد). لقد شعرت بأنه ليس مرتاحاً ولكني لم أتوقع أن يغادرنا فجأة».
فسامي كلارك الذي كان قد أحيا مؤخراً حفلتين في العراق ولاقتا نجاحاً كبيراً، دخل المستشفى لإجراء فحوصات خاصة في القلب كونه قد أجرى عملية جراحية في صمام القلب منذ أكثر من سنة. وإثر التقاطه بكتيريا في القلب وعدم تحمله لمضاعفاتها، انتكست صحته بعد تجمع المياه في رئتيه، فأصيب بفشل القلب الاحتقاني وتوفي على أثرها.
لم تستوعب عائلة سامي كلارك خبر رحيله فاستقبلته بصدمة كبيرة تماماً كأصدقائه وأحبائه وجمهوره، فهو كان يستعد لإحياء حفلات غنائية عديدة وبينها واحدة في موسم الرياض بالسعودية.
وعندما تسمع ابنته ساندرا تتحدث عن فراقه بلوعة وحزن كونها خسرت أباً لا يشبه غيره كما تقول، تدرك أن سامي كلارك لم يكن فقط شخصاً ناجحاً على الصعيد المهني بل أيضا والداً ترك بأثره الكبير على عائلة متلاحمة. «لقد كان أباً حنوناً جداً وصاحب أخلاق دمثة وأعطانا أفضل مثال لأخي سامي جونيور وأنا عن الأب الفضيل. لا يحب الغدر ولا الثرثرة، إذ كان يقابل الشر بالخير والكره بالحب. تعلمت منه دروساً كثيرة، إذ كنت أساعده في تنظيم أعماله. وأكثر ما أتذكره اليوم هو الدور الذي لعبه في حياتي، كي أتسلح دائماً بالتفاؤل وبالابتسامة مهما واجهت من أمور صعبة في الحياة».
ساندرا ممتنة لأنها حققت حلم والدها بحمله لحفيدته سيانا بين يديه، التي كانت ولادتها بالنسبة له فرحة لا توصف. «كنت في الفترة الأخيرة أخاف عليه من التقاط عدوى «كورونا». ولذلك كنت أتحاشى لقاءه بشكل كثيف أو تقبيله والارتماء في أحضانه. ولكن ما يعزيني أن ابنتي عندما تكبر ستتعرف إليه عن كثب، من خلال فيديوهات قصيرة تجمعها به وهو يغني لها ويدللها».
أصدقاء كلارك وصفوا رحيله بالفاجعة، وأقربهم إليه هما المايسترو عبدو منذر، والفنان الأمير الصغير. أسسا معه فرقة غنائية تحمل اسم «غولدن إيدج» أحيت حفلات فنية في لبنان وخارجه. فكانوا يؤدون أغانيهم من زمن الفن الجميل الذي ينتمون له، فيستعيد معهم الجمهور الذكريات.
«كان فناناً بكل ما للكلمة من معنى ومن عمالقة زمن الفن الجميل. كما كان فناناً شهماً و«آدمياً» وما أقلهم في هذه الأيام». يقول صديقه منذ أكثر من 50 عاماً، جوزيف إبراهيم المعروف فنياً باسم «الأمير الصغير». ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لم نتجادل أو نتشاجر يوماً أثناء العمل. كان صديقاً وفياً، ومن أحلامه الكبيرة أن يحمل أحفاده بين يديه». ويختم: «كنا نستعد لإقامة حفل ضخم في كازينو لبنان مع عدد من الفنانين المخضرمين، أمثال طوني حنا وجوزيف عازار ونحن الثلاثة فريق «غولدن إيدج»، ولكنه فاجأنا برحيله المبكر».
أما المايسترو عبدو منذر العنصر الثالث في فريق «غولدن إيدج»، فقد نعاه قائلاً: «خسرنا أحد أعمدة الفن اللبناني الأصيل وأنا شخصياً خسرت صديقاً وفياً ومتواضعاً كبيراً. إنه صاحب صوت لن يتكرر، رخيم وعريض وكبير، كأي صوت مغنٍّ عالمي».
ومن المقرر أن يوارى سامي كلارك الثرى في الثالثة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء في كنيسة «مار جرجس» في بلدته الأم ضهور الشوير.
عائلة سامي كلارك مصدومة برحيله المفاجئ
عائلة سامي كلارك مصدومة برحيله المفاجئ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة