أجرت منظمة العفو الدولية تحقيقاً بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان، خصوصاً الجنسية منها، وقالت في تقريرها أمس، إن مقاتلي جبهة تحرير تيغراي قتلوا عمداً واغتصبوا جماعياً عشرات النساء والقاصرات في بلدتين في منطقة أمهرة الإثيوبية العام الماضي، في آخر مثال على التداعيات المروعة للحرب التي بدأت قبل 15 شهراً. وتخللت الحرب في شمال إثيوبيا شهادات عن مجازر وعمليات اغتصاب جماعي، وقتل الآلاف في حين يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة. وسبق لمنظمة العفو أن وثّقت عمليات اغتصاب ارتكبها جنود إريتريون وإثيوبيون في حق مئات النساء والفتيات.
وأكدت المنظمة الحقوقية، أن نحو نصف ضحايا العنف الجنسي تعرّضن للاغتصاب الجماعي، في حين أفاد أطباء المنظمة الحقوقية، بأن بعض الناجيات عانين من تمزّقات ناجمة على الأرجح عن إدخال حراب البنادق في أعضائهن التناسلية.
ويعقب التحقيق تقرير لمنظمة العفو يعود إلى نوفمبر (تشرين الثاني) وثّق اعتداءات جنسية قام بها متمرّدو تيغراي في بلدة نيفاس ميوشا في أمهرة.
وقالت نائبة مدير مكتب منظمة العفو لمنطقة شرق أفريقيا، سارة جاكسن، إن «الأدلة تتزايد على نمط يشير إلى ارتكاب قوات تيغراي جرائم حرب وجرائم محتملة ضد الإنسانية في مناطق خاضعة لسيطرتها في منطقة أمهرة منذ يوليو (تموز) 2021».
وأضافت «يشمل ذلك حوادث متكررة لاغتصاب واسع النطاق وعمليات قتل خارج نطاق القانون ونهب، بما في ذلك من مستشفيات». واجرت المنظمة مقابلات مع 30 فتاة وامرأة تعرضن للاغتصاب، لا تتجاوز أعمار بعضهن 14 عاماً، وضحايا آخرين للعنف لرسم صورة عن الفظاعات التي ارتُكبت في شينا وكوبو في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) بعدما سيطر عناصر «جبهة تحرير شعب تيغراي» على البلدتين.
وقالت طالبة تبلغ من العمر 14 عاماً للمنظمة الحقوقية، إنها ووالدتها تعرّضتا للاغتصاب على أيدي عناصر جبهة تحرير شعب تيغراي، الذين ذكروا، أن الهجمات كانت انتقاماً للفظائع التي ارتُكبت في حق أفراد عائلتهم. وأفادت، كما نقلت عن التقرير الصحافة الفرنسية «اغتصبني أحدهم في باحة المنزل الخارجية في حين اغتصب الآخر والدتي داخل المنزل». وتابعت «والدتي مريضة جداً الآن وتعاني من الاكتئاب الشديد واليأس. لا نتحدث عمّا حصل». وذكر سكان كوبو، أن مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي قتلوا مدنيين عزلاً، في إطار سلسلة عمليات قتل انتقامية بعدما واجهوا مقاومة لتقدّمهم من قبل ميليشيات في أمهرة. وأفاد أحد السكان «كانت أولى الجثث التي رأيناها قرب سور المدرسة. كانت هناك 20 جثة على الأرض لأشخاص بملابسهم الداخلية، ومقابل السور كانت هناك ثلاث جثث أخرى في مجمّع المدرسة. تعرّض معظمهم لإطلاق نار في الرأس والبعض في الظهر. لم يكن من الممكن التعرّف على هويات أولئك الذين أطلقت النار عليهم من خلف رؤوسهم؛ نظراً إلى أن وجوههم كانت منفجرة بشكل جزئي». وذكرت المنظمة، أن تحليل الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية كشف عن وجود مواقع دفن جديدة أشار إليها القرويون. ولم تردّ جبهة تحرير شعب تيغراي على الاتهامات الأخيرة، بحسب منظمة العفو. لكن سبق للجماعة المتمرّدة أن انتقدت المنظمة على تقرير سابق بشأن فظائع ارتكبت في نيفاس ميوشا، قائلة، إنها ستجري تحقيقها الخاص بها وتجلب مرتبكي هذه الأعمال إلى العدالة.
«العفو الدولية» تتهم «تحرير تيغراي» باغتصابات جماعية في إثيوبيا
«العفو الدولية» تتهم «تحرير تيغراي» باغتصابات جماعية في إثيوبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة