كيف يصرخ جسدك: هذا العمل يرهقني عصبياً؟ وما العلاج؟

الإجهاد من العمل ظاهرة تتنامى وفقاً لـ«الصحة العالمية»

كيف يصرخ جسدك: هذا العمل يرهقني عصبياً؟ وما العلاج؟
TT

كيف يصرخ جسدك: هذا العمل يرهقني عصبياً؟ وما العلاج؟

كيف يصرخ جسدك: هذا العمل يرهقني عصبياً؟ وما العلاج؟

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الشعور بالإجهاد نتيجة العمل أصبح منتشراً في كل مكان فيما تصفه منظمة الصحة العالمية بأنه ظاهرة تثير مشاعر الإرهاق والتشاؤم وتؤدي إلى انخفاض الفعالية.
ووجدت دراسة استقصائية أجريت عام 2021 على 1500 عامل أميركي أن أكثر من نصفهم قالوا إنهم يشعرون بالإرهاق نتيجة لمتطلبات وظائفهم، فيما استقال 4.3 مليون أميركي من وظائفهم في ديسمبر (كانون الأول) فيما عرف باسم موجة «الاستقالة الكثيرة».
وسألت الصحيفة خبراء عن الأعراض الجسدية المرتبطة بالإجهاد في العمل وماذا يمكن أن نتعامل معها، وقالت الدكتورة لوت ديربي إنه هذا النوع من الإجهاد لا يُعرف كحالة طبية بل إنه «مظهر من مظاهر الإجهاد المزمن».
وقالت جانيت بينيت، الباحثة التي تدرس آثار الإجهاد على الصحة في جامعة نورث كارولينا: «عندما تشعر بالإجهاد ستبدأ في عدم العمل بشكل جيد، وتفوتك مواعيد تسليم الأعمال، وتشعر بالإحباط، وربما تكون عصبياً مع زملائك».
وذكرت بينيت أن الإجهاد في العمل يمكن أن يكون له آثار على الجسم خاصة عندما لا يخف بعد فترة، وأوضحت أنه عندما يتعرض الأشخاص للإجهاد تخضع أجسامهم لتغييرات تشمل زيادة مستويات هرمونات التوتر عن المعدل الطبيعي مثل الكورتيزول والأدرينالين، ورغم أن هذه التغييرات مفيدة على المدى القصير فهي تمد الجسم بالطاقة في المواقف الصعبة ولكن بمرور الوقت، تبدأ في إلحاق الضرر بالجسم.
ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن باحثين في إيطاليا أجروا مسحاً للعاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية والذين يعانون من الإرهاق خلال الذروة الأولى للوباء، وجدوا أن 55 في المائة منهم أفادوا بأنهم يواجهون صعوبة في النوم، في حين أن ما يقرب من 40 في المائة عانوا من كوابيس.
وتشير الأبحاث إلى أن الإجهاد المزمن يتداخل مع النظام العصبي والهرموني المعقد الذي ينظم النوم، ووصفتها بأنها حلقة مفرغة، لأن عدم النوم يزيد من صعوبة هذا النظام.
وقالت الدكتورة ديربي إذا لاحظت أنك غير قادر على النوم ليلاً، فقد يكون ذلك علامة على أنك تعاني من الإرهاق وقد يؤدي الأرق إلى تفاقم المشكلة.
وقالت الدكتورة جيسي جولد، وهي طبيبة نفسية في جامعة واشنطن إن للإجهاد علامة شائعة أخرى مثل التغييرات في عادات الأكل سواء أكانت أكثر أو أقل من المعتاد.
وقالت بينيت إن الناس قد يأكلون أقل لأنهم مشغولون جداً أو مشتتون، أو قد يجدون أنفسهم يتوقون إلى تلك «الأطعمة المريحة التي نحب جميعاً تناولها عندما نحتاج إلى شيء ما يجعلنا نشعر بتحسن».
وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن هرمونات التوتر يمكن أن تؤثر على الشهية، مما يجعل الناس يشعرون بجوع أقل من المعتاد عندما يكونون تحت ضغط شديد، وجوع أكثر من المعتاد عندما يخف هذا التوتر.
وقالت الدكتورة جولد إن الشعور بالصداع وآلام المعدة يمكن أن يكون بسبب الإرهاق.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنه من المهم أيضاً ملاحظة أن الإرهاق يمكن أن يتطور جنباً إلى جنب مع الاكتئاب أو القلق، وكلاهما يمكن أن يسبب أعراضاً جسدية، فيمكن أن يسبب الاكتئاب آلاماً في العضلات والمعدة ومشاكل في النوم وتغيرات في الشهية، ويرتبط القلق بالصداع والغثيان وضيق التنفس.
ونصحت «نيويورك تايمز» إذا كنت تعاني من أعراض جسدية يمكن أن تدل على الإرهاق، ففكر في زيارة طبيب لتحديد ما إذا كان التوتر نتيجة الإجهاد.
وذكرت أنه من الممكن أن يكون للإجهاد المزمن مجموعة متنوعة من الأسباب منها المشاكل المالية والاجتماعية.
وقالت غولد إن الدعم الاجتماعي على سبيل المثال يمكن أن يساعد، ويمكن أن يشمل ذلك التحدث إلى طبيب أو مقابلة الأصدقاء.
وذكرت بينيت أن النوم لفترات أطول يمكن أن يساعد أيضاً لذا إذا كنت تعاني من الأرق، فتحدث إلى الطبيب بشأن العلاجات المتاحة أما عندما ينبع الإجهاد من مشاكل متعلقة بالوظيفة، فقد يساعد في طلب ظروف عمل أفضل.
واقترحت كريستينا ماسلاش اختصاصية علم النفس الاجتماعي في جامعة كاليفورنيا أن تبادل الأفكار مع الزملاء في العمل وتقديم أفكار من شأنها أن تساعد صاحب العمل مثل توفير مناطق هادئة للاستراحات والمكالمات الهاتفية الشخصية ووجود أيام من دون اجتماعات حتى يتسنى للموظفين الحصول على مزيد من الوقت للتركيز.
وقالت إن تلك التغييرات الصغيرة يمكن أن تقلل من خطر الإرهاق إذا أصلحت مشكلة يواجهها الأشخاص في العمل كل يوم، وذكرت أن ضغوط العمل المزمنة قد تدفع الناس إلى الجنون بعد فترة.
وذكرت جولد أن أخذ إجازة من العمل يمكن أن يساعد مؤقتاً، ولكن من المحتمل أن يكون مجرد إسعاف أولي وقارنته باستخدام دلو لتفريغ المياه من سفينة غارقة ولكن ديربي قالت إنه من المهم أخذ إجازة بانتظام، ونصحت بوجود شيء خارج العمل يساعد على التخلص من التوتر، ويشجع على الاسترخاء.


مقالات ذات صلة

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

صحتك دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب (رويترز)

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين لديهم جيوب خفية من الدهون في عضلاتهم معرضون لخطر أكبر للوفاة، بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب، بغض النظر عن وزن الجسم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)

غرسة دماغية يمكنها تحسين المزاج

ستخضع غرسة دماغية، يمكنها تحسين الحالة المزاجية باستخدام الموجات فوق الصوتية، للتجربة من قِبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا الساعات الذكية تزيد من قلق الأشخاص بشأن صحتهم (رويترز)

الساعات الذكية تزيد من قلق الأشخاص بشأن صحتهم

أظهر تقرير جديد أن أكثر من نصف مالكي الساعات الذكية يقولون إن هذه الأجهزة تجعلهم يشعرون بمزيد من التوتر والقلق بشأن صحتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

انطلاق «مسابقة المهارات الثقافية» لصقل المواهب السعودية

تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
TT

انطلاق «مسابقة المهارات الثقافية» لصقل المواهب السعودية

تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)

أطلقت وزارتا «الثقافة» و«التعليم» في السعودية، الاثنين، «مسابقة المهارات الثقافية» الثالثة، التي تهدف إلى اكتشاف المواهب من الطلبة، وصقل مهاراتهم؛ لتمكينهم من استثمار شغفهم وأوقاتهم، وبناء جيلٍ قادر على إثراء القطاع الثقافي والفني بإبداعاته وتميّزه.

وتستهدف المسابقة طلاب وطالبات التعليم العام، وتشمل في نسختها الحالية 9 مسارات رئيسية، هي: «المسرح، والفن الرقمي، وصناعة الأفلام، والتصوير الفوتوغرافي، والحِرف اليدوية، والقصص القصيرة، والمانجا، والغناء، والعزف».

وتمرّ بثماني محطات رئيسية، تبدأ من فتح باب التسجيل، وتليها المسابقات الإبداعية، فمرحلة الفرز والتحكيم الأوليّ، وحفل الإدارات التعليمية الافتراضي، وتنظيم المقابلات الشخصية، قبل أن تنتقل إلى تطوير المواهب في معسكر تدريبي، ثم التحكيم النهائي، وانتهاءً بتكريم الفائزين.

وتسعى وزارة الثقافة عبر المسابقة لاكتشاف وتطوير مهارات الطلاب والطالبات من جميع أنحاء السعودية في القطاعات الثقافية، وتوجيه أعمالهم تجاه المحافظة على الإرث الثقافي السعودي، ورفع مستوى وعيهم به، وما يُمثّله من قيمة تاريخية وحضارية.

كما تواصل وزارة الثقافة من خلالها تحفيز الطلبة على توجيه شغفهم نحو ممارسة مختلف المجالات الثقافية والفنيّة، والاستثمار الأمثل لطاقاتهم، وتمكينهم من الأدوات الملائمة التي تُسهم في رفع جودة إنتاجهم الثقافي.

وتُعدُّ هذه المسابقة الأولى من نوعها في السعودية، وقد أطلقتها الوزارتان في تعاونٍ مشترك خلال عام 2022، ضمن استراتيجية تنمية القدرات الثقافية؛ لرفع مستوى ارتباط الطلبة بالثقافة والفنون، واستكشاف مهاراتهم وتنميتها، وخلق طاقاتٍ إبداعية جديدة تشارك بفاعلية في إثراء القطاع، وترفع من مستوى إنتاجه بمختلف مكوناته، وتسهم في خلق بيئة جاذبة لهم.