من هم اللاعبون الرئيسيون في الأزمة الروسية - الأوكرانية؟

فلاديمير بوتين وسيرغي لافروف وفولوديمير زيلينسكي (سكاي نيوز)
فلاديمير بوتين وسيرغي لافروف وفولوديمير زيلينسكي (سكاي نيوز)
TT

من هم اللاعبون الرئيسيون في الأزمة الروسية - الأوكرانية؟

فلاديمير بوتين وسيرغي لافروف وفولوديمير زيلينسكي (سكاي نيوز)
فلاديمير بوتين وسيرغي لافروف وفولوديمير زيلينسكي (سكاي نيوز)

يُجري زعماء العالم محادثات مع روسيا هذا الأسبوع، في محاولة أخيرة لمنع فلاديمير بوتين من غزو أوكرانيا، بعد شهور من التوتر المتصاعد.
ومع تجمع أكثر من 100 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، يزعم مسؤولو المخابرات الأميركية أن الغزو يمكن أن يحدث في «أي لحظة».
وفي هذا السياق، تحدث تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية عن اللاعبين الرئيسيين في الأزمة الروسية الأوكرانية، وهم كما يلي:

*الجانب الروسي:

- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين:

يقود بوتين، العميل السابق في المخابرات السوفياتية (KGB)، روسيا، منذ عام 2000، وقد عُرف منذ ذلك الحين بسياسته الخارجية العدائية.

وعلى مدى العقدين الماضيين، سعى بوتين إلى إعادة تأكيد الهيمنة الروسية في الشرق؛ حيث قام بغزو وضم منطقة القرم الأوكرانية بشكل غير قانوني، في عام 2014.
وبدأت القوات الروسية في الظهور على حدودها مع أوكرانيا في أواخر عام 2021، قبل أن يطلب الكرملين في ديسمبر (كانون الأول) من حلف شمال الأطلسي (الناتو) ألا يسمح لأوكرانياً أبدا بأن تصبح عضواً به، وأن يوقف جميع الأنشطة العسكرية في أوروبا الشرقية.
ورغم نفى الرئيس الروسي مراراً وتكراراً أنه يخطط لغزو أوكرانيا، فإنه لم يُظهر أي نية للتفاوض بشأن مطالبه حول أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي.

- وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف:

كان لافروف مفاوضاً رئيسياً في الأزمة؛ حيث التقى بنظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، وعدد من الزعماء الآخرين من جميع أنحاء الغرب.

وقد كان لافروف يشغل منصب وزير الخارجية عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم. وفي الفترة التي سبقت الغزو، أخبر جون كيري، وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت، أن روسيا «ليست لديها أي نية أو مصلحة على الإطلاق في عبور حدود أوكرانيا».
وقد أخبر لافروف بلينكن مؤخراً أن فرص تحقيق انفراجة في المحادثات كانت «منخفضة»، وسخر من وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، بعد أن زارت موسكو لكونها «غير مستعدة للمحادثات» وقال إن حديثه معها كان أشبه بـ«التحدث إلى شخص أصم».

- وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو:

يحمل شويغو أيضاً رتبة «جنرال» في الجيش الروسي، وقد وُصف بأنه خليفة محتمل لبوتين، نظراً للعلاقات الوثيقة بينهما.

وتولى شويغو المنصب في عام 2012، وقد أشرف على غزو شبه جزيرة القرم في عام 2014، واتهمته أوكرانيا لاحقاً بتشكيل جماعات متمردة غير شرعية قاتلت ضد الجيش الأوكراني.
وأجرى شويغو محادثات مع قوى غربية مختلفة خلال الأزمة الأخيرة، ووصف التعاون البريطاني الروسي بأنه «قريب من الصفر» بعد اجتماع في موسكو مع نظيره البريطاني بن والاس.

*الجانب الأوكراني:

- الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي:

وهو ممثل كوميدي سابق، فاز في انتخابات 2019 بأغلبية ساحقة.

وحاول زيلينسكي إبعاد أوكرانيا عن روسيا وصراعاتها، وبدلاً من ذلك وضع عينيه على عضوية كل من «الناتو» والاتحاد الأوروبي.
رداً على حشد القوات الروسية على حدود أوكرانياً في أواخر عام 2021، دعا زيلينسكي قادة «الناتو» إلى التعجيل بعضوية أوكرانيا، وادعى أن مجموعة من المتمردين الروس والأوكرانيين كانوا يخططون لانقلاب للإطاحة به.
ويحظى زيلينسكي بدعم الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة التي قالت مراراً إنها ستدافع عن أوكرانيا في حالة غزو روسيا لها.

- وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا:

يُعد وزير الخارجية الأوكراني وعضو مجلس الأمن والدفاع الوطني دميترو كوليبا، من أصغر الدبلوماسيين البارزين في تاريخ البلاد، فهو يبلغ من العمر 40 عاماً فقط.

وقد قلل كوليبا مراراً وتكراراً من التهديد الوشيك بغزو روسي لبلاده، متهماً الولايات المتحدة بالمبالغة في الخطر.
وخلال المحادثات التي جرت هذا الشهر، أكد كوليبا أن الوجود الروسي على الحدود الأوكرانية «غير كافٍ لعملية عسكرية واسعة النطاق».
وعلى الرغم من عدم وجود أي مؤشر على أي تنازلات روسية، أصر كوليبا على أن الوجود الغربي في المنطقة لإجراء محادثات «يزعج خطط الكرملين».

- دنيس بوشلين زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية:

بعد الضم الروسي لشبه جزيرة القرم في عام 2014، أعلنت منطقتان أخريان، في منطقة دونباس الشرقية، الاستقلال عن أوكرانيا، وهما جمهوريتا دونيتسك ولوهانسك.

قال بوشلين الزعيم الانفصالي لجمهورية دونيتسك، إن زيادة الدعم الغربي لأوكرانيا قد تعني اندلاع حرب شاملة مع روسيا في أي وقت.
وأضاف: «لا أستبعد أن أوكرانيا يمكن أن تُهاجَم في أي لحظة».

*بيلاروسيا:

- الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو:

يُعتبر لوكاشينكو حليفاً قوياً لبوتين؛ حيث وقَّعت الدولتان على مرسوم يسمى «دولة الاتحاد» لدعم التكامل الاقتصادي والعسكري.

وتُجري روسيا تدريبات عسكرية يشارك فيها 30 ألف جندي داخل بيلاروسيا، وعلى مقربة من حدودها مع أوكرانيا.
وأثار الموقع الاستراتيجي للمناورات مخاوف من أنه إذا دخلت روسيا في حرب مع أوكرانيا، فسيتمكن الجنود بسهولة من الوصول إلى العاصمة كييف، وشن غزو من بيلاروسيا.
لكن -مثل بوتين- لا يزال لوكاشينكو ينكر وجود مخطط لغزو روسي لأوكرانيا.
وقال هذا الشهر: «أنا متأكد من أنه لن تكون هناك حرب».

*الولايات المتحدة:

- الرئيس الأميركي جو بايدن:

وُصفت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة مؤخراً بأنها «في أسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة».

فبعد ظهور القوات الروسية على الحدود الأوكرانية العام الماضي، أعلن بايدن دعمه لأوكرانيا، وهدد الكرملين بـ«إجراءات اقتصادية وغيرها من الإجراءات القوية» في حال الغزو.
وفي يناير (كانون الثاني)، تعرَّض بايدن لانتقادات، لقوله إن «توغلاً طفيفاً» من جانب روسيا سيؤدي إلى استجابة أقل من الحلفاء الغربيين، قبل أن يوضح البيت الأبيض تعليقاته.
وقبل أيام، تعهد بايدن، خلال اتصال مع نظيره الأوكراني، بردٍّ أميركي سريع وشديد وحاسم على أي عدوان روسي على أوكرانيا.

*أوروبا:

- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون:

يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استخدام بث الروح في اتفاقيات مينسك التي تم التوقيع عليها في عامي 2014 و2015، لمحاولة منع اندلاع حرب أكبر بكثير بين روسيا وأوكرانيا.

وتحدث ماكرون مباشرة إلى كل من بوتين وزيلينسكي في الأسابيع الأخيرة؛ لكنه تعرض لانتقادات بسبب بعض تدخلاته.

- المستشار الألماني أولاف شولتز:

قام شولتز بزيارة كييف وموسكو مؤخراً، للتوصل إلى حل بخصوص هذه الأزمة.

وأصبح شولتز في موقف صعب في الأيام الأخيرة، بعد أن طالبه حلفاؤه الغربيون بالتعهد بوقف تشغيل خط أنابيب الغاز الطبيعي «نورد ستريم 2» الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، في حال قيام روسيا بغزو أوكرانيا، ولكن المستشار الألماني لم يتم اتخاذ أي إجراء صارم في هذا الشأن بعد.

*حلف شمال الأطلسي (الناتو):
تتكون منظمة حلف شمال الأطلسي من عضوية 30 دولة في جميع أنحاء أوروبا وأميركا.
وروسيا وأوكرانيا ليستا عضوين في «الناتو»؛ لكن الأخيرة كانت تمضي في طريقها إلى العضوية، وهو ما أثار قلق بوتين الذي يخشى هيمنة «الناتو» في أوروبا الشرقية؛ حيث يحاول إعادة ترسيخ نفوذ روسيا في الحقبة السوفياتية.

ويطالب بوتين حلف شمال الأطلسي بعدم السماح لأوكرانيا بأن تصبح عضواً فيه.
وقال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لـ«الناتو»، إن «هذا القرار بشأن انضمام أوكرانيا إلى الحلف ستتخذه أوكرانيا والدول الـ30 الأعضاء في (الناتو)... ولا يحق لأي دولة أخرى التدخل؛ لأن أوكرانيا دولة مستقلة وذات سيادة، ويحق لها اختيار مسار تطورها بنفسها».
وعلى الرغم من أن «الناتو» يريد التوصل لحل سلمي بخصوص الأزمة الروسية الأوكرانية، فإنه يمكن استخدام قوات الحلف لدعم أوكرانيا في حالة الغزو.



الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».