على الرغم من مرور أكثر من 5 أشهر على الانسحاب الأميركي من أفغانستان، فإن عمليات التوطين الأفغان الذين تم إجلاؤهم ابتداءً من أغسطس (آب) الماضي، لا تزال قائمة حتى هذه اللحظة، حيث تم توطين أكثر من 55 ألف أفغاني في 45 ولاية أميركية، في حين لا يزال 18 ألف شخص عالقين في 5 قواعد عسكرية في البلاد.
ومن أجل توفير خيارات متعددة في عمليات الإجلاء، لجأت الإدارة الأميركية إلى فتح باب المساعدات مع المنظمات المدنية والفرق التطوعية المجتمعية، من خلال مبادرة «مرحباً بكم» غير الربحية، لكنها شريكة بين القطاعين العام والخاص تحت إشراف وزارة الخارجية الأميركية.
سارة شيفر، نائبة رئيس التواصل الاستراتيجي في منظمة «اللاجئين الدولية» والتي تعمل مع المبادرة قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن دور الحكومة الأميركية، التي تعمل على تلبية احتياجات اللاجئين الأفغان المعاد توطينهم في أميركا، هو حثّ المجتمع الأميركي لتقديم المساعدات، وبسبب ذلك؛ «شهدنا تدفقاً كبيراً من الدعم من الأميركيين الذين يفتحون قلوبهم ومنازلهم للترحيب بجيرانهم الجدد».
وبيّنت شيفر، أنه وفقاً لوزارة الأمن الداخلي، تمت إعادة توطين أكثر من 55 ألف أفغاني في مجتمعات أميركية في 46 ولاية، في حين لا يزال نحو 18 ألف لاجئ أفغاني يقيمون في خمس قواعد عسكرية أميركية، وفي انتظار إعادة التوطين خلال الأيام المقبلة.
وأوضحت، أن منظمتها تعمل شريكاً في البادرة لسد الفجوة بين اللاجئين واحتياجاتهم «الأكثر إلحاحاً»، مثل السكن والملبس وتوفير الغذاء. وأكدت، أن أكبر حاجة اللاجئين الأفغان هي البحث عن السكن، مشيرة إلى أن «مرحباً بكم» تعمل مع القطاع الخاص حالياً لتسكين اللاجئين، وإحدى الشركات المعروفة في مجال السكن هو تطبيق «آير بي إن بي»، والذي يوفر للأميركيين فتح منازلهم للاجئين الذين يحتاجون إلى سكن. وفي منشور على مدونة البيت الأبيض، دعا جاك ماركل، منسق البيت الأبيض، مع مبادرة «مرحباً بكم»، المجتمع الأميركي إلى التبرع للمبادرة الجديدة والترحيب باللاجئين الأفغان، وذلك من خلال المال، أو التبرع بأميال السفر لتغطية تكاليف سفر العائلات الأفغانية، أو التبرع بإيواء وإطعام عائلة أفغانية، أو فتح باب العمل لأولئك اللاجئين لرعاية أنفسهم بأنفسهم.
وأضاف «في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يتبنى الأميركيون بالفعل الفرصة للترحيب بجيراننا الأفغان الجدد بروح سخية وأذرع مفتوحة».
ولا تزال الإدارة الأميركية تواجه العديد من الانتقادات من جانب المؤسسات والمنظمات الحقوقية المدنية، بسبب الحالية المتردية التي يعيشها الأفغان بعد الانسحاب الأميركي العسكري من البلاد، وسقوط كابل تحت سلطة «طالبان». وهو ما أقرّ به جيك سوليفان، مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، في مقابلة صحافية مع مجلة «فورين بوليسي» الشهر الماضي، بأن الإدارة الأميركية تتحمل جزءاً من المسؤولية، ويقع على عاتقها مسؤولية تقديم الإغاثة الإنسانية للشعب الأفغاني؛ وذلك «لمحاولة تخفيف المعاناة وتعزيز احتمالات قيام بلد مستقر يمكنه توفير الاحتياجات الأساسية لشعبه»، كما نفى أن تذهب بلاده لكتابة «شيكات على بياض» لـ«طالبان». وأضاف «نعتقد أن الحصول على الأموال في أيدي الكيانات والجهات الفاعلة المستقلة التي يمكنها تحويل الأموال إلى إمدادات ذات مغزى، من حيث الغذاء والدواء والضروريات الأساسية الأخرى هو ما سوف نقوم به، وهي مسؤولية عميقة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأسره، وسنتخذ خطوة أولى حتى نقوم بدورنا».
إعادة توطين 55 ألف أفغاني في 45 ولاية أميركية
إدارة بايدن تطلق مباردة «مرحباً بكم» لفتح العمل التطوعي ومساعدتهم
إعادة توطين 55 ألف أفغاني في 45 ولاية أميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة