في العشاء السنوي الذي يقيمه اتحاد صحافيي البيت الأبيض، قال الرئيس باراك أوباما، ليلة السبت أول من أمس، إنه بقي له فقط عشاءان، مع اقتراب نهاية أعوامه الـ8 في البيت الأبيض. وتندر: «عندي قائمة هامة جدا يجب أن أنفذها قبل أن أترك البيت الأبيض، اسمها: قائمة المهملات..»..
كل عام، يجتمع المشاهير في الإعلام والسياسة والاقتصاد والترفيه في فندق «هيلتون» في واشنطن، في حفل رسمي، يرتدي فيه الرجال بدلات بربطات عنق سوداء، وترتدي النساء فساتين طويلة. ولأن كل مراسل صحافي في البيت الأبيض يقدر على دعوة شخص واحد، أي شخص، صاروا يدعون مشاهير هوليوود، ونجوم السينما والتلفزيون. لهذا، صارت المناسبة تسمى «هوليوود على نهر بوتوماك»، وكان هناك عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، وقضاة المحكمة العليا، وبليونيرات الإنترنت. وطبعا، الرئيس والسيدة الأولى.
خلال حديثه الفكاهي، غمز أوباما وعلق على حملة الانتخابات الرئاسية لهيلاري كلينتون. وربطها بحالة عدم اليقين وسط الأميركيين بسبب المشكلات الاقتصادية. وقال: «كانت لي صديقة تكسب الملايين من الدولارات كل سنة. الآن تعيش في حافلة في ولاية أيوا».
وتندر على قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس لأنهم دعوا رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ليتحدث إلى الكونغرس، بينما كانت الولايات المتحدة تتفاوض على معاهدة حظر الانتشار النووي مع إيران. وقال أوباما: «هل تعلمون أن جون بوينار (رئيس مجلس النواب الذي دعا نتنياهو) دعا نتنياهو لإلقاء كلمة في جنازتي؟».
وطبعا، تندر أوباما على الصحافيين. وأشار إلى ممثلة في البرنامج الفكاهي «ساترداي نايت لايف» (ليلة الجمعة على الهواء) تندرت على مذيعة في قناة «سي إن إن». وقال أوباما: «شيء غريب. لماذا تتندر ممثلة على مذيعي (سي إن إن) بينما مذيعو (سي إن إن) هم أحسن من يتندرون على أنفسهم؟».
وتندر على قناة «إم إس إن بي سي» وقال: «كان الشتاء هذا العام باردا جدا، سجل أرقاما قياسية في هبوط درجات الحرارة، حتى صار يسمى (شتاء إم إس إن بي سي)»، إشارة إلى انخفاض الإقبال على القناة.
لكن أوباما ابتعد عن التندر، وأشار في جدية إلى حزنه العميق على الصحافيين ستيفن سوتلوف وجيمس فولي اللذين قتلتهما منظمة داعش في العام الماضي. وأشار إلى صحافي صحيفة «واشنطن بوست»، جاسون رزايان، الذي حوكم في إيران بتهمة التجسس. وقال إن رزايان «لم يفعل أكثر من الكتابة عن آمال ومخاوف المواطن الإيراني العادي. وأنا قلت له: لن يهدأ بالنا حتى تعود إلى عائلتك آمنا وسليما».
وصف بول فارحي، صحافي صحيفة «واشنطن بوست»، عشاء الصحافيين بأنه «حفل القوة والجمال».
كان هناك الذين جاءوا لمشاهدة الحاضرين، خصوصا نجوم هوليوود. وتجمع عدد كبير من الناس عند مدخل الفندق. وجاء بعضهم قبل ساعات من موعد العشاء، وصارت الصفوف طويلة، وأخرت موعد العشاء، ووصول الرئيس أوباما (كان هناك 2600 ضيف).
بدأت عادة عشاء مراسلي البيت الأبيض للرئيس في عام 1921. كان عشاء متواضعا للصحافيين، ثم بدأ رؤساء الجمهورية يحضرونه. ومثل حفلات «أوسكار» في هوليوود، صار مناسبة مثيرة لمدة أسبوع تقريبا، إذ تسبقه، وتعقبه، حفلات أخرى.
في الماضي، كان العشاء خاصا، لا يذاع، ولا يغطى مباشرة إلا بعد أن يخرج الصحافيون منه، لكن ليلة السبت أول من أمس نقلت الحفل مباشرة قنوات تلفزيونية، منها: «سي إن إن» و«فوكس» و«إم إس إن بي سي».
ومثل تغطية حفلات «أوسكار»، غطت القنوات وصول الضيوف، وعلقت على بدلات الرجال وفساتين النساء. ولساعتين، أهملت هذه القنوات الأخبار العاجلة، مثل زلزال نيبال المدمر، ومن ولاية ماريلاند مظاهرة كبيرة ضد قوات الشرطة بسبب قتلها رجلا أسود أعزل.
يمثل كثير من نجوم ونجمات هوليوود الذين حضروا في مسلسلات تلفزيونية لها صلة بواشنطن والسياسيين فيها، مثل: «هاوس أوف كاردز» (بيت أوراق اللعبة، عن الكونغرس)، و«فيب» (نائب الرئيس، عن نائب الرئيس)، و«سكاندل» (فضيحة، عن نساء الكونغرس)، و«هوملاند» (الوطن، عن الحرب ضد الإرهاب).
وفي الحفل، التقت بطلة مسلسل «مدام سكراتيري» (السيدة الوزيرة. وزيرة الخارجية)، تيا ليوني، مع مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الحقيقية السابقة. في وقت لاحق، قالت أولبرايت: «تحدثنا عن مجموعة متنوعة وواسعة من المواضيع، خصوصا وزارة الخارجية. سألتني عن نصيحة. قلت: في واشنطن، افتحي عينيك، وتابعي كل شيء (كوني حذرة)».
مثل حفل «أوسكار»، كانت هناك حفلات جانبية، منها: أولا حفل وكالة «رويترز»، إذ وضعت شاشة عملاقة ليشاهد الناس البث المباشر على البساط الأحمر (وصول الضيوف والمشاهير). وثانيا حفل وكالة «بلومبيرغ»، إذ وضع استوديو لنقل أخبار الحفل الرئيسي داخل مكان الحفل الصغير. وثالث حفل تلفزيون «إيه بي سي»، إذ شوهدت المذيعة كاتي كوريك مع قاضي المحكمة العليا أنتونين سكاليا. وأخيرا، كشف الصحافي بول فارهي قول «مصدر موثوق به» في البيت الأبيض له أن خطاب أوباما الفكاهي استغرق إعداده شهرا كاملا. واشترك في إعداده كتّاب نكات برامج فكاهية تلفزيونية، مثل «ساتدرداي نايت لايف» (ليلة السبت على الهواء)، و«ديلى شيو» (العرض اليومي).
أوباما والصحافيون يتندر بعضهم على بعض
حفل عشاء بدا متواضعًا عام 1921 لمراسلي البيت الأبيض ثم أصبح حديث الساعة في واشنطن
أوباما والصحافيون يتندر بعضهم على بعض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة