السلطة لدعم تسريع إنجاز المشاريع المصرية في غزة

مليون ونصف المليون فقراء بفعل القيود الإسرائيلية

طفل من غزة يجرّ عبوة ماء لعائلته في بيت لاهيا شمال القطاع (أ.ب)
طفل من غزة يجرّ عبوة ماء لعائلته في بيت لاهيا شمال القطاع (أ.ب)
TT

السلطة لدعم تسريع إنجاز المشاريع المصرية في غزة

طفل من غزة يجرّ عبوة ماء لعائلته في بيت لاهيا شمال القطاع (أ.ب)
طفل من غزة يجرّ عبوة ماء لعائلته في بيت لاهيا شمال القطاع (أ.ب)

قال نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، زياد أبو عمرو، إن السلطة الفلسطينية مستعدة لتقديم كل الدعم الممكن لتسريع إنجاز المشاريع، التي تقوم بها لجنة الإعمار المصرية في قطاع غزة.
وأضاف أثناء اجتماعه في القطاع مع أعضاء اللجنة المصرية لإعمار قطاع غزة، أن «الحكومة الفلسطينية تكنّ التقدير لما جرى إنجازه على أرض الواقع حتى الآن، وللوتيرة السريعة التي يتم بها تنفيذ المشاريع». ويشير لقاء أبو عمرو بالمصريين، إلى وجود تنسيق مع الحكومة الفلسطينية بشأن مشاريع الإعمار، على الرغم من وجود خلاف مع «حماس» حول ذلك.
وتتعامل السلطة مع الإعمار، على أنه مسألة سيادية، وأنها العنوان لإعادة إعمار القطاع. وأبو عمرو نفسه المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كان قد سافر إلى مصر في السابق، واصطحب معه، وفداً مكوناً من، وزير الاقتصاد خالد العسيلي، ووزير الأشغال العامة والإسكان، محمد زيارة، ووزير الزراعة رياض العطاري، ووزير الحكم المحلي مجدي الصالح، والوكيل في هيئة الشؤون المدنية أيمن قنديل، والمستشار في مكتب رئيس الوزراء، اصطيفان سلامة، لبحث ملف إعادة إعمار قطاع غزة.
وظهرت الخلافات حول هذا الملف، منذ انتهاء جولة القتال الأخيرة في غزة في مايو (أيار)، الماضي، عندما قالت السلطة، إنها ستتولى عملية الإعمار، لكن الفصائل رفضت العرض، في سياق خلافات أوسع مع السلطة حول المصالحة وإدارة ملف قطاع غزة. وتشرف مصر بشكل مباشر على مباحثات متعددة حول القطاع، المصالحة، والإعمار، والهدنة.
وكان وفدان مصريان، قد وصلا، الاثنين، قطاع غزة، أحدهما أمني يعنى بشؤون الهدنة، والآخر هندسي وفني لمتابعة عمليات البناء في التجمّعات السكنية التي تشيّدها مصر. ويتواصل إدخال مواد بناء للقطاع، في حين يعمل مهندسون مصريون وعمال في المشاريع التي أطلقتها القاهرة في غزة.
وتعمل مصر بمنحة 500 مليون دولار، على إنشاء ثلاثة مجمعات سكنية في قطاع غزة. وتأمل أن تساهم عملية إعادة الإعمار في غزة في تحسين الظروف الأمنية والمعيشية. ويعاني القطاع من تدهور في الوضع المعيشي، مع ارتفاع أرقام البطالة والفقر هناك.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنّ نحو مليون ونصف المليون فرد، من سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليونين و300 ألف نسمة، باتوا فقراء بفعل الحصار والقيود الإسرائيلية المفروضة على القطاع منذ 2006، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها غير القانوني على غزة.
ووثّق المرصد الأورومتوسطي في تقريره السنوي الذي أصدره، الثلاثاء، بعنوان «16 عاماً من المرارة: جيل وُلد محاصراً»، بالتزامن مع دخول الحصار الإسرائيلي على غزة عامه السادس عشر، الآثار الوخيمة التي أحدثها الحصار طويل الأمد على مختلف المستويات. وأوضح الأورومتوسطي، أنّه ورغم وصول الحالة الإنسانية في القطاع لمستويات غير مسبوقة من التدهور، وتعاقب 7 حكومات إسرائيلية منذ بدء الحصار، فإنّ سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلية ضد السكان في غزة ما زالت ثابتة.
ووثّق التقرير تضاعف مؤشرات الأزمة الإنسانية في غزة بفعل الحصار الإسرائيلي؛ إذ كانت تبلغ نسبة البطالة قبل فرض الحصار - في عام 2005 - نحو 23.6 في المائة، في حين وصلت عند نهاية عام 2021 إلى 50.2 في المائة، لتكون من بين أعلى معدلات البطالة في العالم. وبالمثل، شهدت معدلات الفقر ارتفاعا حادا بفعل إجراءات الإغلاق والحظر الإسرائيلية؛ إذ قفزت من 40 في المائة في عام 2005 إلى 69 في المائة في عام 2021.
وعلى المستوى الاقتصادي، استعرض التقرير حالة الانهيار التي شهدتها سنوات الحصار؛ إذ دخل اقتصاد غزة حالة من الركود منذ بدء الحصار؛ ما تسبب في انكماش نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 27 في المائة. كما تقلصت على مدى العقود الثلاثة الماضية مساهمة قطاع غزة في الاقتصاد الفلسطيني الكلي بمقدار النصف، لتصل خلال عام 2021 إلى ما لا يزيد على 18 في المائة.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.