مصر توقع اتفاقيتين للتنقيب بالصحراء الشرقية والغربية

توقعات بنمو الاقتصاد 5.2 %

ترجح أغلب التوقعات أن الاقتصاد المصري مرشح لنمو 5.2 % العام الجاري (رويترز)
ترجح أغلب التوقعات أن الاقتصاد المصري مرشح لنمو 5.2 % العام الجاري (رويترز)
TT

مصر توقع اتفاقيتين للتنقيب بالصحراء الشرقية والغربية

ترجح أغلب التوقعات أن الاقتصاد المصري مرشح لنمو 5.2 % العام الجاري (رويترز)
ترجح أغلب التوقعات أن الاقتصاد المصري مرشح لنمو 5.2 % العام الجاري (رويترز)

أفاد بيان صادر عن وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية يوم الخميس بأن مصر وقعت اتفاقيتين جديدتين مع شركتي ترانس غلوب الكندية وفاروس إنرجي للبحث عن البترول وتنميته وإنتاجه في عدة مناطق بالصحراء الشرقية والغربية. وأضاف البيان أن إجمالي الاستثمارات الجديدة يبلغ 506 ملايين دولار، ومنح توقيع 67 مليون دولار لحفر 12 بئراً.
ووفق البيان، وقع وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا الاتفاقيتين مع المهندس عابد عز الرجال الرئيس التنفيذي لهيئة البترول، وكريغ ويليام روبرتسون المدير الإقليمى لشركة ترانس غلوب وماجد عبد الحليم المدير العام لشركة فاروس إنرجى.
وتشمل الاتفاقية الأولى مع شركة ترانس غلوب الكندية الدمج لمناطق شمال غربي غارب وغرب غارب وغرب بكر بالصحراء الشرقية، وضخ استثمارات جديدة للبحث والتنمية والإنتاج للزيت الخام. بينما تستهدف الاتفاقية الثانية مع شركة فاروس إنرجى ضخ استثمارات للبحث والتنمية والإنتاج للزيت الخام بمنطقة الفيوم بالصحراء الغربية.
وأوضح الملا أن التوقيع يأتي امتدادا للاتفاقيات الموقعة مؤخرا مع الشركات البترولية العاملة في مصر في إطار جهود الوزارة المستمرة لتحفيز الشركات على ضخ المزيد من الاستثمارات وتكثيف الأنشطة لتعظيم معدلات الإنتاج خاصة مع الارتفاع الحالي الذي تشهده مستويات أسعار البترول العالمية. ولفت إلى أن الاتفاقيتين تستهدفان زيادة معدلات إنتاج الزيت الخام في ضوء الاتفاق على ضخ المزيد من الاستثمارات بعدد من مناطق الامتياز، واستخدام أحدث التكنولوجيات المطبقة في مجالات البحث والحفر والإنتاج، بما يسهم في زيادة الاحتياطيات والإنتاج البترولي بتلك المناطق.
وفي سياق منفصل، أظهر استطلاع أجرته «رويترز» أن الاقتصاد المصري سينمو، بفضل انتعاش قوي لقطاع السياحة، بنسبة 5.2 في المائة في السنة المالية التي تنتهي في يونيو (حزيران) المقبل، و5.5 في المائة في 2022 - 2023، قبل أن يتباطأ النمو قليلا إلى 5.4 في المائة في السنة التالية.
وكان اقتصاد مصر قد شهد تحسنا بعد أسوأ ركود يشهده بفعل تداعيات جائحة فيروس «كورونا» على صناعة السياحة في 2020، وأوضحت بيانات وزارة التخطيط أن الناتج المحلي الإجمالي نما بمعدل سنوي يبلغ 9.8 في المائة في الشهور الثلاثة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول)، بالمقارنة مع 0.7 في المائة في الفترة المقابلة من العام الماضي.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت هالة السعيد وزيرة التخطيط إن الوزارة تتوقع أن يصل النمو في السنة المالية الحالية إلى 5.6 في المائة. وقال وزير المالية محمد معيط في الخامس من يناير (كانون الثاني) الجاري إن مصر تستهدف نموا يبلغ 5.7 في المائة في ميزانيتها للسنة المالية 2022 - 2023.
وكان الاقتصاديون قد توقعوا في استطلاع أجرته «رويترز» قبل ثلاثة أشهر أن ينمو الاقتصاد 5.1 في المائة في السنة المالية الحالية التي تنتهي في يونيو. وقال محمد أبو باشا من إي إف جي هيرميس: «أعتقد أنها ستشهد انتعاشا طيبا هذا العام. أعتقد أن مدى قوة انتعاش السياحة سيكون مفاجأة».
وكانت إيرادات السياحة قد هوت إلى 4.9 مليار دولار في 2020 - 2021 من 9.9 مليار قبل عام بفعل الركود الذي أصاب حركة السفر بسبب الجائحة.
وفي أحدث استطلاع لـ«رويترز» توقع الاقتصاديون أن يبلغ التضخم السنوي في أسعار المستهلكين في المدن 6.4 في المائة في 2021 - 2022، و6.5 في المائة في 2022 - 2023، و6.2 في المائة في 2023 – 2024، وذلك بالمقارنة مع 7.0 في المائة للسنة 2023 - 2024 في استطلاع شهر أكتوبر (تشرين الأول).
ويتراوح المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي للتضخم بين خمسة وتسعة في المائة. وكان التضخم قد ارتفع إلى 5.9 في المائة في ديسمبر (كانون الأول)، من 5.4 في المائة في الشهر نفسه من العام 2020، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادر هذا الشهر.
وقال ألن سانديب من نعيم للوساطة في الأوراق المالية: «التضخم في مصر يرتبط ارتباطا وثيقا بسعر الصرف، لأن اعتماد الاقتصاد على الاستيراد مستمر». وأوضح الاستطلاع الذي أُجري في الفترة من 11 إلى 19 يناير وشارك فيه 21 اقتصاديا أن العملة المصرية ستتراجع إلى 16 جنيها مقابل الدولار بنهاية 2022، بالمقارنة مع 15.72 جنيه في الوقت الحالي. وتوقع الاقتصاديون انخفاض العملة إلى 16.50 جنيه للدولار بنهاية 2023، وإلى 16.73 جنيه بنهاية 2024.
وأشار الاستطلاع إلى أن من المتوقع أن يبقي البنك المركزي على سعر الإقراض لأجل ليلة دون تغيير عند 9.25 في المائة حتى يونيو، ثم يرفعه إلى 9.50 في المائة بنهاية يونيو 2023.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.