إسرائيل تؤكد تفكيك شبكة تجسس نسائية تقودها «جدة» من أصل إيراني

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تؤكد تفكيك شبكة تجسس نسائية تقودها «جدة» من أصل إيراني

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت (أ.ف.ب)

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أمس الأربعاء، نبأ الكشف عن خلية تجسس نسائية أنشأتها إيران وتضم 4 نساء يهوديات من أصول فارسية. وعدّ الكشف عن الخلية قبل أن تنقل معلومات ذات قيمة، إنجازاً كبيراً لـ«جهاز الأمن العام (الشاباك)» والشرطة الإسرائيلية.
وقال بنيت: «أشيد بأفراد (جهاز الأمن العام) وشرطة إسرائيل على العملية الناجحة التي أفضت إلى إحباط عمل إرهابي معاد استهدف دولة إسرائيل». وقال إن إسرائيل تخوض معركة متواصلة ضد إيران. وأكد أن «الأمور في غاية الوضوح؛ لأننا نشاهد الجهود والمساعي غير المتوقفة التي يبذلها (الحرس الثوري) الإيراني بهدف تجنيد مواطنين إسرائيليين. لا تقتصر هذه المساعي على المجالين الأمني والاستخباراتي فحسب؛ وإنما تتسع لتشمل مساعي للتأثير على مواطني إسرائيل وعلى المجتمع الإسرائيلي، بهدف زرع الاستقطاب والخلافات وزعزعة الاستقرار السياسي في إسرائيل، والمس بثقة الجمهور بالسلطة الحاكمة».
ودعا بنيت مواطني إسرائيل «إلى التحلي باليقظة تجاه هذه المحاولات». ولفت إلى أنه من المحتمل أن الأشخاص «الذين يقفون وراء المعلومات التي تستهلكونها أو تشاركونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هم الإيرانيون. وإزالة لكل شك؛ أوضح أن ذراع الأجهزة الأمنية الطويلة ستصل إلى كل من يحاول المس بأمن إسرائيل».
وكانت مصادر أمنية كشفت عن أن المخابرات قد تمكنت من القبض على خلية تجسس تابعة لإيران، تعمل في إسرائيل، تضم 4 نساء يهوديات من أصل إيراني، جرى تشغيلهن عبر وكلاء في الخارج، لجمع معلومات عن إسرائيل، مقابل بضعة ألوف من الدولارات.
وحسب لائحة اتهام قدمت للمحكمة الإسرائيلية، فإن رئيسة الخلية امرأة من بلدة بيت شيمش بمنطقة القدس وتعمل في البلدية. وقد قبضت 5 آلاف دولار لقاء عملها من الوكيل الإيراني. وجندت معها 3 نساء مقابل مبلغ أقل، وقد جرى تكليفهن بجمع معلومات لصالح إيران حول منشآت ومصالح إسرائيلية عسكرية ومدنية؛ منها عنوان بيت رئيس أركان الجيش؛ أفيف كوخافي.
ورفض أقارب المتهمات هذه التهم، وقالوا إن المتهمة الرئيسية «امرأة في السابعة والخمسين من العمر، ولها أولاد وأحفاد، ولا يمكن أن تكون جاسوسة. وإذا كانت فعلاً على علاقة مع وكيل إيراني، فسيكون ذلك على خلفية أخرى، فهي لا يمكن أن تتجسس لصالح إيران». لكن الشرطة الإسرائيلية متمسكة بروايتها حول الموضوع، وتقول إن المتهمات الأربع اعترفن بالتهم المنسوبة إليهن.



الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».