كيف تتحكم برغبتك الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحية؟

ينبغي التقليل من هذه الأطعمة بشكل تدريجي (رويترز)
ينبغي التقليل من هذه الأطعمة بشكل تدريجي (رويترز)
TT

كيف تتحكم برغبتك الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحية؟

ينبغي التقليل من هذه الأطعمة بشكل تدريجي (رويترز)
ينبغي التقليل من هذه الأطعمة بشكل تدريجي (رويترز)

تنتاب كثيراً من الأشخاص رغبة شديدة في تناول الأطعمة الضارة وغير الصحية خلال اليوم؛ خصوصاً وسط ضغوط العمل، والتي قد تتسبب في حدوث تفاعل معقد بين الخلايا العصبية في «مركز المكافأة» في الدماغ، وهرمونات الجوع والرغبة في الوصول إلى الأطعمة اللذيذة لتعويض الشعور بضغط وإجهاد العمل.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن الدراسات تظهر أن الأطعمة التي تحتوي كثيراً من الدهون والسكر والملح والكربوهيدرات يمكن أن تتداخل مع إشارات الدماغ حتى يستمر الأشخاص في اشتهائها حتى بعد تناول الطعام مباشرة.
إذن ما الحل العلمي للتصدي لهذه الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحية؟
تقول تارا باركر بوب، خبيرة الصحة والتغذية: «يتعامل العديد من الأشخاص مع الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحية بطريقة خاطئة من خلال محاولة تجنبها وتشتيت انتباههم عنها. ولكن الدراسات تظهر أن هذه الاستراتيجية يمكن في الواقع أن تأتي بنتائج عكسية».

وأشارت بوب إلى أن هناك الآن استراتيجيات جديدة أكثر فاعلية للتعامل مع هذه الرغبة.
وهذه الاستراتيجيات هي:
- عدم تجاهل الأمر:
يتضمن ذلك قبول أن الرغبة الشديدة في تناول الطعام أمر طبيعي، حيث أشارت بوب إلى أن الاعتراف بهذه الرغبة وعدم تجاهلها يجعل الشخص أكثر وعياً وحرصاً على مواجهتها والتعامل معها.
وأيد إيفان فورمان، أستاذ علم النفس بجامعة دريكسيل في فيلادلفيا كلام بوب قائلاً: «لست مضطراً للتخلص من الرغبة الشديدة في تناول الطعام، ولكن عليك فقط البحث في سبل مواجهتها بدلاً من دفعها بعيداً أو قمعها».
- اسأل نفسك عن السبب الذي يدفع بك إلى الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية:
تقول بوب: «استخدم العبارة: (لديّ الرغبة في تناول هذا الطعام لأنني...). واملأ الفراغ».
وأضافت: «يجب أن تعلم السبب الذي يدفع بك إلى الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية، هل تشعر بالجوع بالفعل؟ وعندها يمكنك تناول طعام آخر صحي، أم تشعر بالقلق من موقف معين؟ ومن ثم فيمكنك أن تمارس أي نشاط أو هواية تساعدك على التخلص من هذا القلق، أم إنك تشعر فقط بالحاجة إلى التحرك في المنزل فتذهب باستمرار إلى المطبخ؟ فعندها يمكنك المشي بالخارج لبعض الوقت».
- قلل من هذه الأطعمة بشكل تدريجي:
تقول بوب إن وقف تناول الأطعمة غير الصحية بشكل مفاجئ أمر غير مجدٍ تماماً.
ونصحت خبيرة الصحة بضرورة التقليل من هذه الأطعمة بشكل تدريجي، وأوضحت: «على سبيل المثال؛ إذا كان الشخص معتاداً على تناول كيس كامل من رقائق البطاطس أثناء مشاهدة التلفزيون، فيمكن أن يقلل الشخص هذه الكمية يوماً بعد يوم حتى يتمكن من الاستغناء عنها تماماً».
- ابحث عن بديل جيد:
تنصح بوب بالبحث عن بديل للطعام غير الصحي لذيذ الطعم ويرضي رغبة الشخص.
وأضافت: «يمكنك مثلاً تناول الفواكه اللذيذة بدلاً من الحلوى، واستبدال أي نوع من السلطات تحبه بالبطاطا المقلية».
- حدد يوماً لتناول ما تريده:
تقول بوب إن تحديد يوم واحد في الأسبوع لتناول البيتزا أو الشوكولاته أو الحلوى يمكن أن يساعد الأشخاص في عدم تناولها بقية أيام الأسبوع لعلمهم أنهم سيستمتعون بها في وقت لاحق.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».