يبدو التجول بين فوتوغرافيا معرض «مصر 2021» أقرب للتجول بين طرقات المشهد المصري على مدار عام كامل. فمع مطلع العام الجديد تستضيف ساقية عبد المنعم الصاوي في القاهرة معرض «مصر 2021 لأفضل صورة»، الذي يقوم بعرض 140 صورة صحافية ضمن الأعمال المشاركة في المسابقة السنوية لشعبة المصورين التابعة لنقابة الصحافيين في مصر، وذلك للعام الـ15 على التوالي على تأسيس تلك المسابقة.
تتسع أغلب كادرات الصور هذا العام للتعبيرات الإنسانية، فرغم أن الكمامات ما زالت تُحاصر الوجوه وتطمس الملامح، إلا أن الانفراجة النسبية في حركة الحياة ظهرت أساريرها في الصور، بداية من تطعيم «كورونا» التي يمكن التوقف أمام أحد مشاهده في لقطة لأحد كبار السن الذين يتلقون اللقاح، وقد ارتسم على وجهه أثر حقنة اللقاح أعلى ذراعه، في مشهد يستدعي أحد أبرز مشاهد هذا العام التي شهدتها مراكز تلقي تطعيمات «كورونا» مطلع 2021.
ويبدو نمط التعايش مع الحياة الجديدة في ظل «كورونا» من اللقطات التي وجد فيها المشاركون في المعرض موضوعات بصرية جذابة، كما في صورة ترصد تعقيم أيدي الطلبة قبل دخول لجان الامتحانات، وأخرى لرواد مترو الأنفاق وهم يتنقلون بين محطاته متسلحين بالكمامات.
«من اللافت أن معرض هذا العام شهد مشاركات أكبر من العام الماضي، علاوة على أن الصور بدأ يسودها حركة أكبر من خلال اللقطات في الشوارع، والسفر، والاكتشافات الأثرية الجديدة، وذلك كله انعكاس طبيعي لعودة الحياة والحركة بشكل أكبر هذا العام مقارنة بعام كورونا 2020»، وذلك حسب المصور المصري محمد هشام، عضو شعبة المصورين الصحافيين في حديثه لـ«الشرق الأوسط».
يُذكرنا المعرض بمشهد السفينة «إيفرجرين» التي شغلت العالم بأسره بعد حادث إغلاقها لمجرى قناة السويس، فتعكس إحدى الصور نظرة طفل صغير يتأمل السفينة العملاقة، في مفارقة تجدد ذكريات الأيام الطويلة الثقيلة التي واكبت الأزمة التي تسببت فيها السفينة في تعطيل حركة الملاحة بقناة السويس بعد توقفها في عرض القناة، في مارس (آذار) الماضي.
وتظهر المناسبات الاحتفالية هذا العام في معرض «مصر 2021»، لا سيما حفل «المومياوات» الذي كان أحد أبرز أحداث العام السياحية والفنية، وتبدو في إحدى الصور سيدتان بسيطتان وهما يُلوحان لأحد المواكب الملكية خلال مسار عبورها. كما تظهر ملامح «المتحف القومي للحضارة» الذي وصلت إليه المومياوات الملكية في حدث مهيب بحضور رئيس الجمهورية المصري عبد الفتاح السيسي، وفي إحدى اللقطات يبدو أحد القائمين على المتحف يرتدي كمامته، ويقترب بوجهه من الصندوق الزجاجي الذي يحفظ إحدى المومياوات، في لقطة تبدو وكأنها نظرة متبادلة بين الحاضر والتاريخ.
وتحتفظ المناسبات التقليدية والمُبهجة بذاكرة تُجددها الفوتوغرافيا في كل مرة، فنجد بورتريه يجمع بين رجل وزوجته العجوز وهما في أوج بهجة استقبال العام الجديد، يستحضران روحاً طفولية عبر البلالين وقُبعات «بابا نويل» وابتسامات عريضة للعام الجديد.
كما يظهر طقس إعداد الكعك التقليدي الذي تتحلق من حوله فتيات القرية، في صورة تبعث روائح عيد الفطر وبهجاته التراثية، التي تُذكرنا الكاميرا بطقوسه الحميمة وسط العائلات في الريف.
حسب محمد هشام، فإن شعبة المصورين سمحت هذا العام باستخدام الموبايل باعتباره وسيطاً للتصوير إلى جانب الكاميرات الاحترافية، وأنه تم فتح المعرض لجميع المصورين الهواة، وليس فقط للمصورين الصحافيين المحترفين، «المعرض مفتوح لجميع المشاركات، شرط أن تكون الصور المتقدمة تلائم مواصفات الصورة الصحافية من حيث الابتعاد عن الحذف والإضافة أو تعديل الألوان بشكل صاخب».
يوميات الفرح والوباء في فوتوغرافيا «مصر 2021»
https://aawsat.com/home/article/3405111/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D9%81%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A7-%C2%AB%D9%85%D8%B5%D8%B1-2021%C2%BB
يوميات الفرح والوباء في فوتوغرافيا «مصر 2021»
معرض يضم 140 صورة صحافية
تفاعل شعبي مع موكب المومياوات
- القاهرة: منى أبو النصر
- القاهرة: منى أبو النصر
يوميات الفرح والوباء في فوتوغرافيا «مصر 2021»
تفاعل شعبي مع موكب المومياوات
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

