خلافات ألمانية بشأن خطط الطاقة الأوروبية

جدال حول الغاز الطبيعي والمنشآت النووية

أثارت الخطط الجديدة للمفوضية الأوروبية حول كيفية تصنيف استثمارات الطاقة نقاشاً محتدماً داخل الحكومة الألمانية الجديدة (أ.ب)
أثارت الخطط الجديدة للمفوضية الأوروبية حول كيفية تصنيف استثمارات الطاقة نقاشاً محتدماً داخل الحكومة الألمانية الجديدة (أ.ب)
TT

خلافات ألمانية بشأن خطط الطاقة الأوروبية

أثارت الخطط الجديدة للمفوضية الأوروبية حول كيفية تصنيف استثمارات الطاقة نقاشاً محتدماً داخل الحكومة الألمانية الجديدة (أ.ب)
أثارت الخطط الجديدة للمفوضية الأوروبية حول كيفية تصنيف استثمارات الطاقة نقاشاً محتدماً داخل الحكومة الألمانية الجديدة (أ.ب)

أثارت الخطط الجديدة للمفوضية الأوروبية حول كيفية تصنيف استثمارات الطاقة، بهدف الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، نقاشاً محتدماً داخل الحكومة الألمانية الجديدة، التي تضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.
وكان قد طال انتظار مقترح المفوضية بشأن تصنيف استثمارات الطاقة، والذي جاء مثيراً للجدل بعد أن اقترحت تصنيف إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة النووية أو الغاز الطبيعي تحت شروط معينة على أنها صديقة للمناخ. وقد أدت هذه المقترحات إلى تهديدات من الحكومة النمساوية بتحريك دعوى قضائية ضدها.
وأدى التغيير الأخير للحكومة في ألمانيا - حيث يضم الائتلاف الحاكم الآن حزب الخضر - إلى جعل هذه القضية حساسة للغاية في برلين. وقالت وزيرة البيئة الألمانية، شتيفه ليمكه (من حزب الخضر) في تصريحات لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية الصادرة يوم الاثنين: «سوف ندرس اقتراح الاتحاد الأوروبي بسرعة وننسق داخل الحكومة الألمانية». وأضافت ليمكه «تخاطر المفوضية الأوروبية بعرقلة استثمارات مستدامة حقيقية وإلحاق الضرر بها لصالح الطاقة النووية الخطرة... أعتقد أيضاً أن إدراج الغاز الطبيعي (كمصدر طاقة صديق للبيئة) أمر مشكوك فيه».
وكان زميلها في حزب الخضر، وزير الاقتصاد وحماية المناخ روبرت هابيك، قال في وقت سابق إنه لا يمكنه تصور موافقة الحكومة الألمانية على هذه الخطط. وفي المقابل، قال لوكاس كولر، النائب البرلماني البارز عن الحزب الديمقراطي الحر - وهو حزب مؤيد للأعمال التجارية وضمن الائتلاف الحاكم الألماني - أن عرقلة اقتراح الاتحاد الأوروبي ليس خياراً.
وقال كولر في تصريحات لصحيفة «دي فيلت» الألمانية: «نرى أنه لن تكون هناك أغلبية مؤهلة ضد اقتراح المفوضية بشأن الطاقة النووية، لذا فمن الصواب مواصلة العمل على هذا الاقتراح».
وجاء ذلك بينما أشاد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر بمقترح المفوضية الأوروبية الخاص بالدعم غير المباشر لمحطات الطاقة الحديثة التي تعمل بالغاز، ووصف المقترح بأنه إيجابي من حيث المبدأ.
في المقابل، أبدى رئيس الحزب الديمقراطي الحر موقفاً أكثر تحفظاً بصورة واضحة حيال مقترح المفوضية الخاص باعتبار الاستثمارات في الطاقة النووية استثمارات «خضراء»، وقال في تصريحات لصحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية: «معروف أن الحكومة الألمانية تتبنى وجهة نظر مختلفة لوجهة نظر المفوضية فيما يتعلق بقضية الطاقة النووية».
وتنص خطط المفوضية بشكل محدد على إمكانية تصنيف الاستثمارات المزمعة في دول مثل فرنسا وبولندا وهولندا في محطات جديدة تعمل بالطاقة النووية على أنها استثمارات مستدامة إذا استوفت المحطات أحدث المعايير التقنية في حال طرح خطة محددة لإنشاء محطة للتخلص من النفايات النووية عالية الإشعاع في موعد أقصاه 2050، كما تنص الخطط أيضاً على إمكانية تصنيف الاستثمارات في محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالغاز على أنها مستدامة وذلك بناءً على رغبة من ألمانيا على وجه الخصوص.
وأضاف ليندنر أن «ألمانيا تحتاج من الناحية الواقعية إلى محطات حديثة تعمل بالغاز كتقنية انتقالية لأننا سنتخلى عن الفحم والطاقة النووية، ومن المنتظر في إطار الهدف الخاص بالحياد المناخي أن تتمكن المحطات من إحلال الهيدروجين محل الغاز في وقت لاحق».
وتابع أن الحكومة الألمانية روجت لهذا السبب لإتاحة الاستثمارات في هذا المجال، وأعرب عن شكره لتبني المفوضية حجج بلاده في هذا الشأن «ومن الممكن من وجهة نظرنا إدخال تحسينات أخرى». وقال ليندنر إنه إذا نجحت عملية التحول في مجال الطاقة، فإنه ستكون هناك حاجة إلى توفير شروط إطارية ملائمة للاستثمارات.


مقالات ذات صلة

«أكوا باور» السعودية تفوز بمشروع محطة لتحلية المياه في أذربيجان

الاقتصاد «أكوا باور» ستتولى تصميم وبناء وإنشاء وتشغيل محطة التحلية في أذربيجان بتقنية التناضح العكسي لمدة 27 عاماً (الشرق الأوسط)

«أكوا باور» السعودية تفوز بمشروع محطة لتحلية المياه في أذربيجان

أعلنت «أكوا باور» السعودية عن اختيار التحالف الذي يجمعها بشركة «أي سي إتاش للصناعة والتجارة والبناء المحدودة»، وذلك لتنفيذ مشروع تحلية مياه البحر باستخدام…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد كريس رايت يدلي بشهادته أمام جلسة استماع للجنة الطاقة والموارد الطبيعية في مجلس الشيوخ الأميركي (أ.ف.ب)

مرشح ترمب لوزارة الطاقة: أولويتي الأولى توسيع الإنتاج المحلي

قال كريس رايت الذي اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترمب لتولي وزارة الطاقة الأميركية إن أولويته الأولى هي توسيع إنتاج الطاقة المحلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي خلال «مؤتمر التعدين الدولي» في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 01:18

خاص وزيرة مغربية لـ«الشرق الأوسط»: تحسين شبكات الكهرباء وإعادة التدوير ضمن أولوياتنا

أسعار الكهرباء والسياسات الطاقة تحتل مركز الإصلاحات الاقتصادية بالمغرب، ووزيرة الانتقال الطاقي تؤكد أن تحسين الشبكات يشكّل أولوية قصوى.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي يتحدث في إحدى جلسات مؤتمر التعدين بالرياض (الشرق الأوسط)

عبد العزيز بن سلمان: قطاع المعادن جزءٌ لا يتجزّأ من أمن الطاقة

أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن هناك سباقاً عالمياً لتأمين المعادن الحرجة، موضحاً أن قطاع المعادن جزء لا يتجزأ من أمن الطاقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار جناح شركة «مصدر» الإماراتية في القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 (إ.ب.أ)

الإمارات وإيطاليا وألبانيا توقع اتفاقية لربط شبكات الطاقة البحرية

وقَّعت إيطاليا وألبانيا والإمارات العربية المتحدة، يوم الأربعاء، صفقة بقيمة مليار يورو (نحو مليار دولار) لبناء ربط بحري للطاقة المتجددة عبر البحر الأدرياتيكي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ليل الجمعة - السبت، إطلاق عملته المشفرة التي تحمل اسمه، ما أثار موجة شراء زادت قيمتها الإجمالية إلى عدة مليارات من الدولارات في غضون ساعات.

وقدّم ترمب، في رسالة نُشرت على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال» وعلى منصة «إكس»، هذه العملة الرقمية الجديدة بوصفها «عملة ميم»، وهي عملة مشفرة ترتكز على الحماس الشعبي حول شخصية، أو على حركة أو ظاهرة تلقى رواجاً على الإنترنت.

وليس لـ«عملة ميم» فائدة اقتصادية أو معاملاتية، وغالباً ما يتم تحديدها على أنها أصل مضاربي بحت، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح الموقع الرسمي للمشروع أن هذه العملة «تحتفي بزعيم لا يتراجع أبداً، مهما كانت الظروف، في إشارة إلى محاولة اغتيال ترمب خلال حملة الانتخابات الأميركية في يوليو (تموز) التي أفضت إلى انتخابه رئيساً».

وسرعان ما ارتفعت قيمة هذه العملة الرقمية، ليبلغ إجمالي القيمة الرأسمالية للوحدات المتداولة نحو 6 مليارات دولار.

ويشير الموقع الرسمي للمشروع إلى أنه تم طرح 200 مليون رمز (وحدة) من هذه العملة في السوق، في حين تخطط شركة «فايت فايت فايت» لإضافة 800 مليون غيرها في غضون 3 سنوات.

ويسيطر منشئو هذا الأصل الرقمي الجديد، وبينهم دونالد ترمب، على كل الوحدات التي لم يتم تسويقها بعد، وتبلغ قيمتها نظرياً نحو 24 مليار دولار، بحسب السعر الحالي.