«العمالقة» تتقدم شمال شبوة... وهادي يشدد على كسر «شوكة إيران»

مقتل 70 حوثياً في مأرب وتدمير مخازن للمسيّرات ومنصات إطلاق بصنعاء

محافظ شبوة لدى زيارته جرحى الجيش الوطني اليمني وألوية العمالقة والمقاومة الشعبية في مستشفى عتق (سبأ)
محافظ شبوة لدى زيارته جرحى الجيش الوطني اليمني وألوية العمالقة والمقاومة الشعبية في مستشفى عتق (سبأ)
TT

«العمالقة» تتقدم شمال شبوة... وهادي يشدد على كسر «شوكة إيران»

محافظ شبوة لدى زيارته جرحى الجيش الوطني اليمني وألوية العمالقة والمقاومة الشعبية في مستشفى عتق (سبأ)
محافظ شبوة لدى زيارته جرحى الجيش الوطني اليمني وألوية العمالقة والمقاومة الشعبية في مستشفى عتق (سبأ)

بالتوازي مع استمرار عمليات الإسناد الجوي من قبل تحالف دعم الشرعية للقوات اليمنية في محافظتي مأرب وشبوة، وتحييد الأهداف المعادية في المناطق الخاضعة للميليشيات الحوثية، أفاد الإعلام العسكري بتقدم «ألوية العمالقة»، أمس (الأحد)، باتجاه منطقة النقوب، شمال محافظة شبوة، في طريقها إلى بيحان، وذلك بعد يوم من تحريرها مديرية عسيلان الاستراتيجية في المحافظة نفسها.
وفي حين شدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على مواصلة الانتصارات وكسر ما وصفه بـ«شوكة إيران»، أعلن تحالف دعم الشرعية تنفيذ 10 عمليات استهداف ضد الميليشيا في مأرب خلال 24 ساعة، وقال في تغريد بثته «واس» إن الاستهدافات دمرت 6 آليات عسكرية، وكبدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية تجاوزت 70 عنصراً إرهابياً.
جاء ذلك بعد ساعات فقط من إعلان التحالف تنفيذ ضربات جوية لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء، حيث دمرت الضربات أربعة مستودعات للطائرات المسيرة ومنصات الإطلاق بمعسكر لواء النقل العسكري.
وأكد التحالف الداعم للشرعية في اليمن أنه «اتخذ إجراءات وقائية لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية الأضرار الجانبية». كما أكد أن العملية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية. وكان التحالف أعلن اعتراض وتدمير 3 طائرات مسيّرة أطلقت باتجاه المنطقة الجنوبية، مشيراً إلى أنه رصد مصادر تهديد الطائرات المسيّرة من داخل العاصمة صنعاء.
ويوم السبت الماضي، كان التحالف أعلن أنه نفذ 23 عملية استهداف ضد الميليشيا الحوثية في مأرب خلال 24 ساعة، وأكد أن الاستهدافات دمرت 17 آلية عسكرية، وقضت على أكثر من 160 عنصراً إرهابياً.
وأدت ضربات التحالف إلى مضاعفة خسائر الميليشيات الحوثية في مختلف الجبهات المحيطة بمأرب وفي محافظتي الجوف وشبوة، وسط تقديرات بأن الميليشيات خسرت خلال الأسابيع الثمانية الماضية نحو 8 آلاف عنصر ليترفع أعداد قتلاها إلى نحو 30 ألف مسلح منذ فبراير (شباط) 2021.
وفي حين تواصل قوات ألوية العمالقة عملياتها العسكرية لتحرير مديريتي بيحان وعين في شبوة وإسناد مأرب في معركتها الضارية ضد الميليشيات الحوثية، أفاد الإعلام العسكري بأن «الألوية» نجحت في تنفيذ المرحلة الأولى من عملية «إعصار الجنوب»، التي أطلقها قائد ألوية العمالقة العميد أبو زرعة المحرمي، وتمكنت من تحرير مركز مديرية عسيلان، وجبال استراتيجية، وسط حالة من الانهيار في صفوف الحوثيين.
وأوضح «المركز الإعلامي لألوية العمالقة» أن الألوية تمكنت، بمساندة «طيران التحالف»، من تطهير مركز مديرية عسيلان وحيد بن عقيل المطل على عسيلان، والهجر وجبل لخيضر، والسليم، وقال إن «القوات لاتزال تتقدم باتجاه النقوب لتحرير مديريات شبوة بشكل كامل».
ووفق المصدر نفسه، خاضت «ألوية العمالقة» معارك ضارية ضد الميليشيات الحوثية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة منذ صباح السبت، وما زالت المعارك جارية مع التقدم نحو بيحان. في حين وجهت المدفعية ومقاتلات التحالف ضربات مركزة على مواقع وثكنات الميليشيات الحوثية، وكبَّدَتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح، ولقي العشرات من عناصرها مصرعهم وجُرِح مئات آخرون، بالإضافة إلى تدمير آليات عسكرية من عتاد الميليشيات.
ومع هذا التقدُّم الميداني، أكد محافظ شبوة عوض العولقي أن المحافظة على موعد قريب لتحريرها من فلول ميليشيا الحوثي الانقلابية التابعة لإيران.
ونقلت المصادر الرسمية أنه «شدد، أمس (الأحد)، خلال لقائه مع أعضاء المكتب التنفيذي بالمحافظة على ضرورة تضافر الجهود لتحقيق الانتصار على الميليشيا»، مؤكداً على أهمية تعزيز دور المكتب التنفيذي في إدارة العملية التنموية وتحسين مستوى الخدمات للمواطنين.
في هذه الأثناء، ذكرت المصادر أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أجرى اتصالاً هاتفياً بمحافظ شبوة، عوض العولقي، للاطلاع على سير العمليات العسكرية والانتصارات التي حققها «الجيش الوطني» و«ألوية العمالقة» والمقاومة الشعبية في عسيلان.
وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ» الحكومية، دعا هادي «لتوحيد الصفوف ودعم عناصر الجيش الذين يخوضون معركة الدفاع ضد الميليشيات الحوثية الإيرانية»، وأشاد بالانتصارات التي تحققت بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
وشدد الرئيس اليمني - بحسب ما ذكرته المصادر - «على ضرورة مواصلة الانتصارات في مختلف جبهات القتال، لما لها من أهمية على المستويين الأمني والتنموي». كما ثمن «استمرار جهود التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب اليمني في المعركة المصيرية وكسر شوكة إيران ومشروعها الفارسي في المنطقة».
من جهته، تابع رئيس الحكومة معين عبد الملك التطورات الميدانية في شبوة، وأوردت المصادر الرسمية أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع المحافظ عوض العولقي للاطلاع «على سير العمليات العسكرية الميدانية ضد ميليشيا الحوثي، والمعنويات العالية لاستكمال تحرير بقية المناطق من سيطرة الانقلابيين».
وذكرت وكالة «سبأ» أن عبد الملك شدد «على مواصلة العمليات العسكرية حتى استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً».
وكان قائد ألوية العمالقة العميد عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي أعلن، أول من أمس (السبت)، عن نجاح عملية «إعصار الجنوب»، بتحرير وتطهير مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، ودحر ميليشيات إيران الحوثية منها.
ونقل «المركز الإعلامي لألوية العمالقة» عن المحرمي قوله إن «انطلاق عملية (إعصار الجنوب) يأتي لتطهير وتحرير مديريات محافظة شبوة من سيطرة الميليشيات الحوثية الإرهابية، وفي سياق الانتصارات الواسعة التي تسطرها ألوية العمالقة الجنوبية في جبهات القتال».



منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
TT

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة، الذي يديره بشكل مباشر «الحرس الثوري» الإيراني، بتنسيق مع ميليشيا «حزب الله» اللبناني.

وتضمن تقرير المنصة، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، معلومات عن خريطة التوسّع الخارجي للجماعة الحوثية بتكليف من إيران، وخريطة تهريب وتسليح الجماعة، ومفاتيح مشروع التوسّع الحوثي في القرن الأفريقي والمشرفين عليه والمنفّذين.

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)

ويتناول التقرير نشاط جماعة الحوثيين خارجياً في القرن الأفريقي، ابتداءً من تهريب الأسلحة وتجنيد الأفارقة ومعسكرات تدريبهم، واستخدامهم في الأنشطة الاستخبارية والإرهابية التوسّعية.

ووفق التقرير، أكدت محاضر سرية لاجتماعات ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين أنه جرى إسناد مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي إلى القيادي عبد الواحد أبو راس، ورئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم، بهدف تحقيق مساعي إيران في التوسّع في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية.

وأشار التقرير إلى الدور الذي يلعبه نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين الانقلابية، حسين العزّي، من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا، إذ تُجرى إقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع الشخصيات والعناصر الموجودة والمقرّبة من جماعة الحوثيين في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية في تلك الدول.

تجهيز وتدريب

وكشفت المنصة اليمنية في تقريرها عن سعي الحوثيين لإنشاء محطات استخباراتية حسّاسة ودقيقة في كل دول القرن الأفريقي والدول المحيطة باليمن، والعمل على تجهيز وتدريب وتأهيل كوادرها في أسرع وقت ممكن؛ بهدف تفعيلها بشكل مناسب، وفي وقت مناسب، لما يحقّق أهداف ما تُسمّى «المسيرة القرآنية والمصالح المشتركة مع دول المقاومة، خصوصاً إيران، وغزة، ولبنان».

عشرات الآلاف من الأفارقة المهاجرين يصلون سنوياً إلى اليمن (الأمم المتحدة)

وأظهرت الوثائق التي أشار إليها التقرير إلى هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا لـ«إنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية».

واحتوى التقرير على أسماء القيادات المسؤولة عن هذا الملف، ابتداءً من المشرف في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو أبو مهدي، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، إضافة إلى علاقة تنظيم «الشباب المجاهدين» الصومالي بجماعة الحوثيين والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.

ويؤكد تقرير منصّة تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أن جماعة الحوثيين قامت باستقطاب وتجنيد كثير من العناصر الأفريقية من جنسيات مختلفة، خصوصاً عقب اجتياح صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر (أيلول) 2014، إذ جرى إخضاعهم لدورات ثقافية وعسكرية، وتوزيعهم على جبهات القتال (تعز - الساحل الغربي - مأرب - الحدود)، وأرجع البعض إلى دولهم لغرض التوسّع في أفريقيا.

تعنت الحوثيين أدى إلى تعطيل مسار السلام في اليمن (أ.ب)

كما استقطبت الجماعة - وفق المنصة - كثيراً من الشخصيات والرموز الأفارقة المؤثّرين (قبيلة العفر - الأورومو - أوجادين) بين أوساط الجاليات الأفريقية في صنعاء (الصومالية - الإثيوبية - الإريترية) والاعتماد عليهم في الحشد والاستقطاب من اللاجئين الأفارقة الموجودين في صنعاء، وكذلك من يجري استقطابهم من مناطقهم بالقرن الأفريقي، والتنسيق لهم للوصول إلى صنعاء.

أبو راس والكحلاني

وذكرت المنصة اليمنية في تقريرها أن مسؤول ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي في الجماعة الحوثية هو عبد الواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي «أبو حسين»، وهو من مواليد محافظة الجوف اليمنية، إذ تولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في «الحرس الثوري» الإيراني.

ومن أبرز الملفات التي يعمل عليها أبو راس، وفق التقرير، التنسيق مع عناصر «الحرس الثوري» الإيراني، وقيادة الحركة الحوثية للعمل الميداني، كما أنه المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» من وإلى اليمن.

وتوارى أبو راس - وفق التقرير - عن الأنظار منذ عدة أعوام، ولكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثي، إذ كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حتى تعيين المدعو حسن الكحلاني بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس لتولي ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين عبد الملك الحوثي وقيادة «الحرس الثوري» الإيراني.

الحوثيون يطمحون إلى التحول إلى لاعب دولي ضمن المحور الذي تقوده إيران في المنطقة (أ.ب)

وإلى جانب أبو راس يأتي القيادي حسن أحمد الكحلاني، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته «أبو شهيد»، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، ويُعد من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّرة.

ويشير التقرير إلى أن الكحلاني كان من خلية صنعاء الإرهابية التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة. وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.

ويعمل حسن الكحلاني حالياً - وفق المنصة - تحت إشراف عبد الواحد أبو راس، ويعرف ارتباطه الوثيق بـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويحاول عبر هذه العلاقة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.

قيادات في ملف التوسع

يشير تقرير المنصة اليمنية إلى القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل) ويذكر أنه المختص في ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصاً في صنعاء، إذ كُلّف بمهام التواصل المستمر والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع حاشد دعا له زعيمهم (أ.ف.ب)

كما يعمل العفاري على حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.

وإلى ذلك يعد العفاري، المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضاً مهام أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.

أما الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع الخارجي الحوثي إلى القرن الأفريقي فهو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد)، وهو - وفق التقرير - أحد العناصر الحوثية العاملة في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي، وتتلخّص مهمته في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف ميليشيا الحوثي، بصفتهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.

الجماعة الحوثية متهمة بتجنيد اللاجئين الأفارقة بالترغيب والترهيب (الأمم المتحدة)

إلى ذلك أورد التقرير أسماء 16 شخصية أفريقية، هم أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم، تاجو شريف، وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.

ويرى التقرير في توصياته أن التوسع الحوثي في القرن الأفريقي يمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً، من خلال خطة رادعة متكاملة توقف التوسع والنشاط الخارجي بشكل كامل، وبما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.