قال خبراء، إن جائحة فيروس «كورونا» المستجد أثرت على الصحة النفسية لكثيرين حول العالم؛ حيث أثارت مشاعر الخوف والقلق والحزن، بسبب ارتفاع عدد الوفيات والعزلة الاجتماعية والحوار الداخلي الذي يجريه البعض بطرح سؤال: «هل أنا مصاب بالفيروس؟».
وبحسب ما نقلت شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، فقد حذر خبراء من أن الإجهاد العصبي الناتج عن الجائحة قد يؤثر على الصحة الجسدية.
وقال الخبراء إن هناك تشابكاً بين الصحة النفسية والجسدية، وفي بعض الأحيان يمكن أن يظهر الإجهاد جسدياً؛ لذا إذا كنت تعاني من الصداع النصفي أو تساقط الشعر مثلاً، فقد يكون ذلك بسبب الإجهاد الناتج عن الجائحة.
وذكر كريج سوتشوك، عالم النفس في المركز الصحي «مايو كلينك»، أن هذا النوع من الإجهاد يؤدي إلى تأكل الجسم مع مرور الوقت.
وأوضح أن الجسم يستخدم قدراً كبيراً من الطاقة للتعامل مع أي تهديد محتمل، وهذا هو السبب في أن الناس قد يعانون من اندفاع «الأدرينالين»، وارتفاع معدل ضربات القلب، وزيادة ضغط الدم، وصعوبة التنفس، وتوتر العضلات.
وقال كوري فلويد، أستاذ التواصل وعلم النفس بجامعة أريزونا، إنه بسبب كمية الطاقة اللازمة لمعالجة ما يسبب الإجهاد، فإن الأعضاء الحيوية والعضلات تسرق الموارد من الأنظمة غير الأساسية الأخرى في الجسم.
وأوضح أن «العقل يقول لنفسه: هذه الأنظمة ليست مهمة إذا كان بقاؤنا على المحك»، وتابع: «عندما تقوم بسحب الموارد بعيداً عن تلك الأنظمة، فإنها لا تعمل على النحو الأمثل، ولهذا السبب ينتهي بنا المطاف بأوجاع في المعدة، أو الشعور بالصداع، أو معاناة من صعوبة النوم».
ولفت: «عندما يستمر هذا الضغط الحاد لفترات طويلة من الزمن، مثلما يحدث مع الجائحة لما يقرب من عامين، فيمكن أن يسبب مشكلات لأنظمة الجسم الأقل أهمية ويعطل وظائفها».
وقال الخبراء إن التوتر يبدأ في التأثير بشكل عميق على الناس جسدياً، وقد يبدو الأمر مختلفاً من شخص لآخر؛ لكن بعض الأعراض أكثر شيوعاً من غيرها.
قال سوتشوك: «قد يميل البعض إلى التعبير عن محنتهم بطرق مختلفة، فقد يظهر على جلدهم مثل حب الشباب أو الصدفية، وقد يعاني آخرون من الإرهاق».
وذكر علماء نفس أنهم رأوا زيادة في تقارير حالات الصداع واضطراب النوم بين المرضى أثناء الوباء.
وكانت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة «Journal of Dermatological Treatment»، قد وجدت أن حالات الثعلبة البقعية، وهي اضطراب في المناعة الذاتية، تسبب تساقط الشعر بسبب الإجهاد، زادت بعد بداية الوباء.
وتوقع باحثون ارتفاع الأمراض الجلدية الأخرى المرتبطة بالأمراض النفسية، مثل الصدفية.
وقالت سيندي أكريل، المحررة في المعهد الأميركي للإجهاد: «لا عيب في اتخاذ خطوات لتخفيف التوتر وتحسين الصحة العقلية للفرد»، وأضافت أن «هذه المشكلات لن يتم حلها في غمضة عين، وهناك طرق بسيطة لبدء عملية الشفاء».
وذكرت: «أول شيء هو أن تلاحظ ما يثير مشاعرك وما يهدئها، ويمكنك البدء في تحقيق التوازن، ومعرفة ما الذي يستنفد طاقتك، وما الذي يعيد نشاطك، بحيث يمكنك وضع استراتيجية للسيطرة على مشاعرك».
ونصحت: «ابحث عن الفروق الصغيرة التي يمكنك إجراؤها، مثل الذهاب إلى الفراش مبكراً عن موعدك المعتاد بـ5 دقائق، أو التحدث 5 دقائق مع صديق على الهاتف. ابحث عن فترات عمل صغيرة جداً لا تشعرك بأنها تتطلب كثيراً من العمل».
ولفتت الشبكة إلى أن خبراء حذروا من ترك المشكلات المتعلقة بالتوتر دون حل، ونصحوا بطلب المساعدة إذا كنت تعاني من أعراض الإجهاد المزمن أو الشديد.
ما تأثير «إجهاد كورونا العصبي» على صحتنا؟ وكيف نتعامل معه؟
ما تأثير «إجهاد كورونا العصبي» على صحتنا؟ وكيف نتعامل معه؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة