يبدو أن الوقت المتاح لاستعدادات الفريق القانوني للأمير أندرو، ثاني أبناء ملكة بريطانيا، لأي مطالبات بمثوله أمام القضاء الأميركي قد تقلص كثيراً، خاصة بعد صدور حكم المحلفين بإدانة صديقته سيدة المجتمع البريطانية غيلاين ماكسويل بتهمة ارتكاب مجموعة جرائم جنسية، أخطرها الاتجار جنسياً بفتيات قاصرات لحساب رجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقد أعاد الحكم الصادر أول من أمس، في نيويورك، الأمير إلى دائرة الضوء مرة أخرى، فهو يواجه منذ أغسطس (آب) الفائت دعوى مدنية في نيويورك بتهمة «اعتداءات جنسية» قبل 20 عاماً، رفعتها ضده الأميركية فيرجينيا جوفري، وهي مزاعم ينفيها أندرو بشدة.
لكن الأسبوع المقبل من المقرر أن تمثل جوفري أمام محكمة في نيويورك من أجل المرحلة التالية من الدعوى المدنية ضد أندرو، في دعوى قضائية سيبذل محاموه كل ما في وسعهم للتخلص منها.
وبحسب الغارديان، قالت جوفري، يوم الأربعاء، بعد إدانة ماكسويل: «آمل ألا تكون اليوم هي النهاية، بل خطوة أخرى في تحقيق العدالة. لم يتصرف ماكسويل بمفرده. يجب أن يحاسب الآخرون. لديّ إيمان بأنهم سيحاسبون».
وكان غياب جوفري في منصة الشهود في محاكمة ماكسويل محيراً لكثيرين. تم تقديم اسمها مرات لا تحصى، وعرضت صورتها في المحكمة، وكانت واحدة من أبرز المتهمين لإبستين وماكسويل. وأدى ذلك لتقليص ذكر أندرو في محاكمة ماكسويل، فيما عدا إشارات محدودة، لكونه ضيفاً على متن طائرة إبستين الخاصة، بحسب شهادة الطيار.
وبحسب مارك ستيفنز، من شركة المحاماة «هوارد كينيدي»، فإن شهادة جوفري لو كانت طلبت في الأسابيع السابقة كانت ستجعل أندرو في مركز الصدارة، وأضاف للغارديان: «أعتقد أن بعض الارتياح سرى في وسط فريق أندرو لعدم ظهور جوفري في المحاكمة، لأن ذلك يبعده، إلى حد ما، عن القضية».
وخلال الفترة الماضية، سعى محامو أندرو إلى استهداف مصداقية جوفري أثناء محاولتهم رفض القضية المرفوعة ضده من قبلها. وصوّرها فريقه القانوني على أنها شاهد غير موثوق به، واستفسر عن تواريخ وأرقام معينة قدّمتها، واتهمها بالسعي إلى «يوم دفع» آخر.
وقد مثلت ماكسويل (60 عاماً) منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت أمام محكمة نيويورك الفيدرالية بتهم عدة، من بينها تشكيلها بين العامين 1994 و2004 شبكة من الفتيات القاصرات لشريك حياتها السابق إبستين، ليستغلهنّ جنسياً. وانتحر إبستين في السجن عام 2019.
واعتُبِرت ماكسويل مذنبة في 5 من الجرائم الجنسية الست التي اتُهِمت بها. ووصفت وكيلة الدفاع عنها، المحامية بوبي ستيرنهيم، الحكم بأنه مخيّب للآمال، معلنة لوسائل الإعلام عزمها على استئنافه.
وتوصلت هيئة المحلفين «بالإجماع» بعد مداولات استغرقت 40 ساعة، على مدى 5 أيام، إلى أن ماكسويل «مذنبة بإحدى أسوأ الجرائم التي يمكن تخيلها، وهي تسهيل الاعتداء جنسياً على أطفال والمشاركة فيه»، بحسب المدعي العام الفيدرالي في محكمة مانهاتن، داميان ويليامز.
وأدان «الجرائم التي ارتكبتها مع شريكها (...) جيفري إبستين» الذي حال انتحاره في سجن بنيويورك في أغسطس 2019 دون محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم جنسية.
وقد أدلت 4 نساء، هن «جاين» و«كايت» و«كارولين» إضافة إلى أني فارمر (42 عاماً)، وهي الوحيدة التي مثلت أمام المحكمة من دون اسم مستعار، بإفادتهن أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية عن حياتهن المدمرة بسبب إرغامهن على ممارسة الجنس مع إبستين عندما كنّ بين الرابعة عشرة والسابعة عشرة، في أحيان كثيرة بوجود ماكسويل.
وعند النطق بالحكم، كانت ماكسويل، وهي الابنة المفضلة للقطب الإعلامي البريطاني الراحل عام 1991 روبرت ماكسويل، محاطة بشقيقها كيفن وشقيقتيها إيزابيل وكريستين. وكانت المرأة التي نشأت في أوساط تتمتع بقدر كبير من الامتيازات، محنية الرأس لدى خروجها من قاعة المحكمة، ويحوطها عدد من الحراس.
ومنذ بداية محاكمتها، دفعت ماكسويل ببراءتها من التهمة، ولم تتحدث خلالها سوى مرة واحدة أعادت فيها تأكيد ذلك. وبدت ماكسويل خلال الجلسات مرتاحة، تتحدث مع وكلائها الذين قالوا لهيئة المحلفين إن موكلتهم لا تُحاكم إلا لأن إبستين توفي.
إدانة غيلين ماكسويل تحوّل الأنظار إلى الأمير أندرو
إدانة غيلين ماكسويل تحوّل الأنظار إلى الأمير أندرو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة