شاهد... طبيب سعودي ينجح باستئصال ورم من قلب جنين في رحم أمه

يد الجنين «رايلان» مركب به مغذٍّ في بداية العملية لدعمه بالسوائل والأدوية (موقع مركز كليفلاند الطبي)
يد الجنين «رايلان» مركب به مغذٍّ في بداية العملية لدعمه بالسوائل والأدوية (موقع مركز كليفلاند الطبي)
TT

شاهد... طبيب سعودي ينجح باستئصال ورم من قلب جنين في رحم أمه

يد الجنين «رايلان» مركب به مغذٍّ في بداية العملية لدعمه بالسوائل والأدوية (موقع مركز كليفلاند الطبي)
يد الجنين «رايلان» مركب به مغذٍّ في بداية العملية لدعمه بالسوائل والأدوية (موقع مركز كليفلاند الطبي)

نجح طبيب سعودي في إنقاذ حياة طفل أميركي في عملية يفسرها مجال الطب على أنها «معجزة»، ونسبة نجاحها مستحيلة، بعد أن أجرى له جراحة دقيقة بالقلب وهو جنين داخل رحم أمه، في مركز كليفلاند الطبي بولاية أوهايو الأميركية.

واستطاع الطبيب هاني نجم، في تحقيق حلم خيالي لأسرة الطفل «رايلان» وهو جنين وإنقاذه من موت محتم، بعد أن اكتشفوا وجود ورم ينمو بشراسة حول قلب الجنين الذي لم يتعدَ عمره حينها 26 أسبوعاً، وكانت أغلب المؤشرات تذهب إلى عدم اكتمال الحمل ووفاة الجنين في رحم أمه.
https://twitter.com/Dr_HaniNajm/status/1473748292362199048
وكانت سام، تمر بحمل هادئ نوعاً ما إلى أن ذهبت في أبريل (نيسان) الماضي إلى إجراء أشعة بالموجات فوق الصوتية الروتينية، والتي أظهرت وجود كتلة في منتصف القلب، وقالت: «لدي العديد من المشاعر المختلطة، لكنى حين سمعت التشخيص اعتقدت أنني سأفقد طفلي، لكن الأطباء قالوا إنهم سيوصلونني إلى أفضل فريق للاعتناء به».

وتوجهت الأم إلى مركز كليفلاند الطبي بولاية أوهايو الأميركية، حيث كان في انتظارها فريق كامل من الأطباء وعلى رأسهم الطبيب السعودي هاني نجم رئيس قسم جراحة القلب بالمركز، بالإضافة إلى طبيب تخدير وطبيب نساء وطبيب علم الأجنة وتخصصات أخرى للمشاركة في إنقاذ حياة الجنين، وأجمعوا على أن أفضل علاج لإنقاذ حياة رايلان هو الاستئصال المفتوح للورم.
 https://twitter.com/CleClinicNews/status/1473677130965958661
وصرح نجم لبرنامج الحكاية مع الإعلامي المصري عمرو أديب، أنه: «حين وصلت لنا الأم كان حجم الورم بقلب الجنين قد ازداد حجماً وهناك هبوط في القلب، وكان لا بد من اتخاذ قرار سريع، لأن الجنين كان بعمر 5 أشهر، ولن يستمر لنهاية التسعة أشهر خلال عملية الحمل واجتمعنا كفريق متكامل على إجراء جراحة للجنين وكانت المرة الأولى التي تجري بمركز كليفلاند، ولكنها أجريت مرة واحدة من قبل في مستشفى فيلادلفيا للأطفال».

وأوضح نجم: «الواقع فكرت في خطة (أ) و(ب) و(ج)، لأن هناك تبعيات قد تحدث بشكل فوري بعد إزالة الورم، قد يؤثر على القلب، قد نضطر لإزالة جزء من القلب، فكرت في جميع السيناريوهات التي قد أحتاجها».
وبدأت الجراحة بعمل شق في بطن الأم مثل الولادة القيصرية من قبل طبيب النساء والتوليد، باستخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد الموقع الدقيق للمشيمة والجنين، فتح الجراحون رحمها بشق 12 سم. بعد ذلك، قاموا بإزالة ما يكفي من الغشاء حول الجنين بعناية حتى يتمكن الدكتور نجم من الوصول إلى الصدر والقلب.

وعرض مركز كليفلاند، مقطع مصور يمثل للعملية الجراحية، يظهر فيه صدر وكتف الجنين فقط، دون خروج الرأس من رحم الأم، واستغرقت العملية الجراحية 4 ساعات، والجزء المخصص للقلب وإزالة الورم استغرق ساعة ونصف، وكان وزن الجنين يتراوح بين الكيلو والكيلو ونصف.
وتم وضع مغذٍ في يد الجنين في بداية العملية لدعمه بالسوائل والأدوية.

وقال نجم: «كان الغشاء من حوله ضعيفاً، فكنت سريعاً في الفتح لإزالة الزوائد حول القلب التي كانت ضاغطة عليه، واستطعت إزالة الورم بطريقة ما دون فتح تجاويف القلب نفسه، وفجأة، عاد القلب إلى النبض الطبيعي واختفى ضغط الأذين الأيسر وكان هناك تدفق لطيف للدم. ثم انتهيتُ من إغلاق الصدر، وتمت إعادة الجنين إلى رحم الأم بعد الاطمئنان بشكل كامل، واستعادة القلب للضخ الطبيعي، وقمنا بتعويض السائل الذي يعيش بداخله الجنين والذي فقد أثناء الجراحة داخل رحم أمه بسائل ملحي».

وبعد انتهاء الجراحة، قضت سام 4 أيام بالمستشفى تحت الملاحظة، ثم عادت إلى منزلها كأم حامل عادية تماماً تكمل فترة حملها الطبيعية، وبعد ذلك عادت إلى المستشفى في الشهر التاسع للولادة، وولد رايلان في 13 يوليو (تموز) 2021. بوزن 6 أرطال، 4 أونصات. ولا أثر للورم وقلبه وتكوينه طبيعي ويعيش حياة طبيعية ويخضع فقط للمتابعة الدورية.

ووفقاً لموقع مركز كليفلاند الطبي، يقول الدكتور فيليبس، جراح الأطفال وجراحة القلب الخلقية الذي ساعد الدكتور نجم، إن رؤية الفرح على وجوه والدي رايلان، عند ولادته، ستكون ذكرى دائمة بالنسبة له «كان إنجاب هذه العائلة لطفل يتمتع بصحة جيدة تتويجاً للتخطيط الدقيق والعمل الجماعي المذهل والمهارات المذهلة للكثيرين منا».

وصرح الدكتور هاني نجم، أنه لم يتم الإعلان عن إجراء الجراحة إلا بعد الولادة والتأكد من سلامة الطفل وقلبه ونحاج العملية بالكامل، وقال: «يقولون إن ما حدث معجزة، لكنى أراه علماً ومخاطرة محسوبة وخبرة ولله الحمد كللت بالنجاح».



«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.