«النهاردة يوم جميل» يتناول حكايات أسرية جريئة تنحاز للمرأة

الفيلم المصري بطولة هنا شيحة ونجلاء بدر وباسم سمرة

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)
لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)
TT

«النهاردة يوم جميل» يتناول حكايات أسرية جريئة تنحاز للمرأة

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)
لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

يقدم الفيلم المصري «النهاردة يوم جميل» المأخوذة عن المجموعة القصصية «هضبة المقطم» للكاتب علاء سيلمان، حكايات درامية منفصلة متصلة، فالفيلم يحمل في طياته قضايا نسائية ومجتمعية جريئة وشائكة جداً، لم يتم التطرق لبعضها من قبل وأبرزها قضية «الاغتصاب الزوجي»، وعلى غرار فيلم «200 جنيه» فإن لكل قضية أبطالها وتفاصيلها وأحداثها الدرامية المستقلة.
يبدأ الفيلم بتقديم حكاياته بشكل تمهيدي قبل الغوص في تفاصيلها، ويركز السيناريو الذي كتبته كل من دينا السقا، ونيفين شلبي على معاناة السيدات والانحياز لهن في معظم حكاياته، وعن ذلك يقول الفنان باسم سمرة، أحد أبطال العمل لـ«الشرق الأوسط»: «العمل يتناول قضايا المرأة بشكل كبير، لكنني طلبت بعض التعديلات حتى لا أظلم الرجل وفي الوقت نفسه أردت دعم المرأة».
هنا شيحه وأحمد وفيق كانا بطلي حكاية «الاغتصاب الزوجي»، تلك القضية التي تم التطرق لها وتناولها إعلامياً في الآونة الأخيرة، فالاغتصاب الزوجي، الذي تتعرض له الزوجة يتسبب في إجهاضها، ما يدعوها لطلب الطلاق ورفض الاستمرار في حياتها الزوجية، ورغم تعنت أسرتها في قبول الفكرة فإن بطلة الحكاية تصر على مقاضاة الزوج.
الحكاية الثانية تقدمها الفنانة نجلاء بدر، الزوجة التي تعاني من سخرية زوجها من سمنتها المفرطة ومظهرها وتأثير ذلك على حياتهما الزوجية التي وصلت إلى حد الملل والخرس الزوجي، وهو ما يستخدمه الزوج مبرراً لخيانتها مع صديقتها.
أما الحكاية الثالثة التي يقدمها باسم سمرة وانتصار التي تعاني من مراهقة زوجها الذي يحاول بشتى الطرق إرضاء نزواته وسط رفض الزوجة التعايش مع ما يريد بحجة أنهما تقدما بالعمر وعليه أن يتعايش مع أوضاعه دون اللهث وراء رغباته، رغم أنه يطمح أن تكون زوجته بمواصفات شكلية خاصة ليهرب بها من سجن رغباته المكبوتة.
قدمت حكايات الفيلم الذي افتتح مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية في دورته الأولى أخيراً، ببساطة شديدة سواء في السيناريو أو الحوار والكادرات والألوان، ولوحظ أن الفيلم لم يحظ بإنتاج سخي، فالتركيز على القضية سحب البساط من الملابس والديكور.
بدوره، يقول منتج الفيلم شريف مندور: «قدمنا عملاً يحمل فكراً له أبعاد معينة، فأفلامي ليس هدفها الربح التجاري، بل لها رسائل مهمة، وفي هذا الفيلم حاولت عمل توازن بين الشق التجاري والفني، ووجدت تعاوناً من كل أبطال العمل حيث لم يطلبوا أجوراً باهظة».
وتقمصت الفنانة المصرية نجلاء بدر، دورها بشكل جيد يوحي بأنها بطلة العمل منفردة فقد مزجت الفرح مع الحزن، والقوة والضعف، والجمال والانطفاء، مقدمة توليفة درامية متقنة، كما كانت الفنانة انتصار على المستوى نفسه، وجسدت دورها بالفيلم بانسيابية وسلاسة واضحة، بينما ظهرت هنا شيحة في إطار مفعم بكثير من الانفعال.
وتقول الفنانة نجلاء بدر في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتخوف من تقديم شخصية الزوجة التي تعاني من السمنة وتتعرض للخيانة، بالعكس فقد تعمدت تقديم الشخصية من الناحية النفسية بكل تفاصيلها لأن المظهر الخارجي واضح أمام الجميع لكن الحالة النفسية كان لا بد من إبرازها بالمشاعر والنظرات وهذا أهم ما في الشخصية». وأضافت بدر: «نحن نقدم قضايا عالمية والفيلم يعد صرخة اعتراض من أجل المرأة» على حد تعبيرها.
الفيلم يُعد أولى تجارب المخرجة المصرية نيفين شلبي بالأفلام الروائية الطويلة بعد تقديمها لعدد من الأفلام التسجيلية والوثائقية، وتقول شلبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «قضايا الفيلم جريئة وشائكة نوعاً ما ولكنني في أفلامي الوثائقية قدمت موضوعات شائكة أكثر وحكايات الفيلم قضايا مجتمعية قائمة بالفعل، ولم أقدم فيلماً جارحاً بل غاية في البساطة، حيث تعمدت عدم تقديم مشاهد فجة تؤذي المشاهد على عكس ما توقعه البعض بعد سماعه جملة (الاغتصاب الزوجي، والخيانة)».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.