قاضٍ فرنسي يشرح قضية تهريب المهاجرين: «شبكات إجرامية» في «منافسة قوية»

مجموعة من المهاجرين الأفارقة في سبتة (إ.ب.أ)
مجموعة من المهاجرين الأفارقة في سبتة (إ.ب.أ)
TT

قاضٍ فرنسي يشرح قضية تهريب المهاجرين: «شبكات إجرامية» في «منافسة قوية»

مجموعة من المهاجرين الأفارقة في سبتة (إ.ب.أ)
مجموعة من المهاجرين الأفارقة في سبتة (إ.ب.أ)

في قضية مأساة قناة المانش الأخيرة التي أودت بحياة 27 مهاجراً نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) في محاولة للوصول إلى إنجلترا من فرنسا، ينظم المهربون أنفسهم في «العديد من الشبكات الإجرامية» التي تتنافس بين بعضها، وفق القاضي الفرنسي باسكال ماركوفيل في مدينة دويه بشمال فرنسا.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1463863793469980673
وبسؤاله: من هم المهربون العاملون على الساحل؟
قال القاضي الفرنسي: حصلت موجتا هجرة رئيسيتان منذ عام 2015: الأولى من سوريا والعراق والثانية من منطقة القرن الأفريقي، أي إريتريا والسودان والصومال وإثيوبيا.
وأضاف أن بعض المهربين ينبثقون من هذه المجتمعات خصوصاً الأكراد العراقيين الذين استوطنوا تاريخياً الساحل البلجيكي ودنكيرك (شمال فرنسا)، وهم يوسعون نفوذهم في كل أنحاء الساحل، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
ويقول: «هناك الشبكات الأفغانية التي وصلت خلال موجة أقدم في عام 2001 وبسطت نفوذها على كاليه... هي أقل نشاطاً اليوم، لكنني أعتقد أنه مع عودة طالبان إلى السلطة، سنراها تعاود الظهور».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1472191416151384071
وأشار ماركوفيل إلى أن الأفارقة، وهم مجموعات فقيرة جداً، يحاولون في معظم الأحيان العبور بمفردهم وبالتالي يتضامنون لشراء زوارق، «لكننا نرى مجموعات إريترية تحاول إيجاد مكان لها».
ويوضح «قد تؤدي المنافسة القوية إلى تسوية حسابات، خصوصاً في فرنسا حيث عادة ما تكون الأطراف المعنية في وضع غير نظامي، لكنها تحدث بشكل خاص في بلدان المنشأ... وفي كثير من الأحيان، تسوى الحسابات باستخدام سلاح أبيض، العصي، كما أن المجتمع الكردستاني العراقي يملك مسدسات».
ويضيف «يحتاج رؤساء الشبكات المرتكزة في بلدان المنشأ إلى خلايا لا تعرف بعضها بعضاً... كل واحد منها يعرف اسماً أو اثنين، الشخص الذي طلب منه مرافقة مجموعة، أو تأمين زورق».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1471986064726192130
وبسؤاله: كيف يعين المرشحون في البداية؟
أجاب: «رحلة المهاجر اليوم تقسم إلى خطوات عدة... قبل نحو 10 سنوات، كانت شبكات المهربين تضمن عبوراً من بلد المنشأ إلى المملكة المتحدة، من خلال الدفع لمجموعة واحدة... لكن اليوم الحدود مغلقة، لذلك ينبغي للمهاجرين التعامل مع مجموعات فرعية متخصصة في عبور نقطة معينة، مثل قناة المانش».
ويضيف «عموماً، يكون المهاجر على اتصال بشبكة معينة منذ البداية... يتقاضى وسيط المال عن الأسرة ويعطي 'الموافقة' (في كل مرحلة)... يعبر الشخص الحدود متنقلاً من شبكة إلى أخرى وكلها مترابطة... في بعض الأحيان، كلما اقترب من الهدف، ازدادت الكلفة».
ويوضح «يكلف عبور المانش في زورق صغير يكون هشاً، ثلاثة أو أربعة آلاف يورو... وقد يصل ما يطلق عليه العبور المضمون إلى 10 آلاف يورو، على متن زورق أفضل وليس محملاً فوق طاقته»، «وإذا كان 'الزبائن' قد أتوا سابقاً من مجتمع المهربين، فإن مأساة 24 نوفمبر توضح ما هي عليه الحال اليوم: جنسيات متعددة... بالنسبة إلى المهربين، إنهم مجرد 'شحن'».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1465400806425780227
وعن ذكر بعض المصادر وجود قاعدة خلفية في ألمانيا وتعاون صعب مع برلين، يقول: «لاحظ المحققون عمليات شراء كبيرة للزوارق المطاطية ذات النوعية الرديئة من شركات صينية، عادة عبر وسطاء أتراك، من قبل أشخاص يعيشون في ألمانيا... ثم تباع لشبكات مختلفة تنقلها بدورها إلى شواطئنا».
ويضيف «لكن لكي يتعاون زملاؤنا الألمان معنا، يجب أن نثبت لهم (أن الجريمة الجنائية) تشكل عنصراً من عناصر جريمة تهمهم... حتى اللحظة، ما زالوا يقولون لنا إن شراء زورق وإعادة بيعه هو أمر غير محظور».
ويختتم حديثه قائلاً: «عقدنا اجتماعاً الثلاثاء في إطار الاجتماعات الدولية التي بدأتها محكمة الاستئناف، لتحديد أساليب العمل المشتركة... أعتقد أننا سنتغلب على هذه العقبة، عبر الالتفاف بذكاء حول النصوص القابلة للتطبيق».


مقالات ذات صلة

غرق مهاجر ومخاوف من فقد آخرين بعد انقلاب قارب قبالة اليونان

أوروبا سفينة على متنها مهاجرون غير شرعيين ترسو في جزيرة كريت اليونانية (أرشيفية - رويترز)

غرق مهاجر ومخاوف من فقد آخرين بعد انقلاب قارب قبالة اليونان

قال خفر السواحل اليوناني، اليوم السبت، إن السلطات انتشلت جثة مهاجر وأنقذت 39 آخرين من البحر بعد انقلاب قارب.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شمال افريقيا حرس جزر الكناري الإسبانية يقدم مساعدات لمهاجرين أفارقة انطلقوا من سواحل تونس بعد غرق مركبهم (إ.ب.أ)

مقتل 9 مهاجرين وفقدان 6 آخرين قبالة سواحل تونس

قضى تسعة مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وفُقد ستة آخرون بعد غرق قاربهم قبالة السواحل التونسية.

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شمال افريقيا عملية إنقاذ سابقة لمهاجرين غير نظاميين غرب ليبيا (جهاز مكافحة الهجرة)

سلطات طرابلس تضبط 40 باكستانياً قبل تهريبهم إلى أوروبا

يقول «جهاز دعم الاستقرار» الليبي بطرابلس إنه «تم جلب هؤلاء المهاجرين عبر تشكيل عصابي دولي يتقاضى 20 ألف دولار أميركي من كل مهاجر مقابل إرساله إلى ليبيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي قوات بحرية مصرية تحبط محاولة هجرة غير شرعية لمركب بالبحر المتوسط (المتحدث العسكري)

الجيش المصري يحبط محاولة هجرة غير شرعية عبر البحر المتوسط

أعلن الجيش المصري، الاثنين، تمكنه من إحباط محاولة هجرة غير شرعية لمركب على متنه 63 فرداً، بينهم 3 سودانيين، بالبحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.