لوبي الاستيطان يطالب بوقف تراخيص بناء للفلسطينيين في المنطقة «ج»

اتفاق وزراء ونواب في المعارضة رغم خلافاتهم بملفات أخرى

مستوطنون إسرائيليون قرب مستوطنة بات عين مطالبين بوقف بناء الفلسطينيين في المنطقة «ج» (غيتي)
مستوطنون إسرائيليون قرب مستوطنة بات عين مطالبين بوقف بناء الفلسطينيين في المنطقة «ج» (غيتي)
TT

لوبي الاستيطان يطالب بوقف تراخيص بناء للفلسطينيين في المنطقة «ج»

مستوطنون إسرائيليون قرب مستوطنة بات عين مطالبين بوقف بناء الفلسطينيين في المنطقة «ج» (غيتي)
مستوطنون إسرائيليون قرب مستوطنة بات عين مطالبين بوقف بناء الفلسطينيين في المنطقة «ج» (غيتي)

اتفق عدد من الوزراء مع نواب المعارضة، في رفض مشاريع البناء المتواضعة للفلسطينيين التي أقرها وزير الدفاع بيني غانتس في المنطقة «ج» في الضفة الغربية.
وبعث النواب الأعضاء في «لوبي أرض إسرائيل» في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، برسالة إلى رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، أمس (الأربعاء)، يحتجون فيها على قرار «الإدارة المدنية» ووزارة الدفاع، تسريع الترويج للبناء الفلسطيني في المنطقة «ج» في الضفة الغربية. وقد وقع على الرسالة كل من عضو الكنيست من «الليكود»، يوآف كيش، وعضو الكنيست أوريت شتروك، من حزب «الصهيونية الدينية»، ووزيرة الداخلية أييليت شاكيد وهي من حزب «يمينا» الذي يقوده رئيس الوزراء بنيت، ووزير القضاء، جدعون ساعر، ووزير الأديان، متان كاهانا ووزير الإسكان، زئيف إلكين. وطالبوه بالتحرك لوقف هذه الخطوة إلى حين إجراء مناقشة مهنية في مجلس الوزراء أو الحكومة.
وصرح النائب كيش بأنه «أصبح من الواضح بما لا يدع مجالاً للشك، أن الوزير غانتس يروج لإنشاء مبانٍ فلسطينية في مناطق استراتيجية بالمنطقة (ج)، وبالتالي مساعدة السلطة الفلسطينية في دفع خطتها للسيطرة على الضفة الغربية وغور الأردن». وقالت ستروك: «في ظل هذه الحقيقة الخطيرة، نناشدكم أن تتصرفوا بحكم سلطتكم وأن تطالبوا بوقف الترويج لجميع الخطط، حتى النقاش وقرار في الحكومة».
وبالإضافة إلى الرسالة الموجهة من رؤساء اللوبي، تم إرسال رسالة أخرى إلى الوزراء، وقع عليها 40 من أعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة، يطالبون بوقف البناء الفلسطيني وبإجراء نقاش في الحكومة حول تقرير وزارة المخابرات، الذي يتحدث عن «مشاريع بناء السلطة الفلسطينية وتبعاتها الخطيرة». ودعوا إلى اتخاذ قرار حكومي لمواجهة السلطة الفلسطينية على أرض الواقع، موضحين أن أي سلوك آخر هو استسلام متعمد دون قتال.
المعروف أن غانتس، وفي مقابل قرارات بناء ألوف الوحدات السكنية لتوسيع المستوطنات ومقابل عمليات الهدم اليومية لأبنية وعمارات فلسطينية بدعوى أنها غير مرخصة، وافق على بناء بضع مئات من الوحدات السكنية الفلسطينية. ويظهر أن نحو ثلث النواب في الائتلاف الحكومي يقفون مع المعارضة اليمينية ضد هذا البناء، ويضعون كل خلافاتهم جانباً في شتى المواضيع ويتحدون في مواجهة هذه الخطوة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.