10 قتلى في غارة جوية على مدرسة ابتدائية بحلبhttps://aawsat.com/home/article/335281/10-%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%AD%D9%84%D8%A8
مقتل القائد العسكري لـ«كتائب شمس الشمال» بلغم لتنظيم داعش في ريف حلب الشرقي
رجل من حي المشهد بحلب يلتقط صورة للدمار والدماء في أحد فصول مدرسة سعد الأنصاري استهدفتها غارة صباح أمس من قبل طيران النظام (أ.ف.ب)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
10 قتلى في غارة جوية على مدرسة ابتدائية بحلب
رجل من حي المشهد بحلب يلتقط صورة للدمار والدماء في أحد فصول مدرسة سعد الأنصاري استهدفتها غارة صباح أمس من قبل طيران النظام (أ.ف.ب)
تتعرض مدينة حلب منذ أيام إلى غارات جوية بالبراميل المتفجرة على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، مما يدفع الأخيرة إلى الرد عليها بقذائف محلية باتجاه مناطق سيطرة النظام. وفي الحالتين يتعرض المدنيون لنيران الطرفين التي ينتج عنها إصابات لجرحى وقتلى. وأمس، لقي عشرة أشخاص مصرعهم على الأقل، وأصيب 30 آخرون في مدينة حلب، وفق حصيلة أولية، جراء غارة جوية للنظام السوري، على حي الأنصاري بقنابل فراغية، طالت مدرسة ابتدائية، فقصف الطيران الحربي التابع للنظام السوري أمس (الأحد) مدرسة في شرق مدينة حلب، مما تسبب في مقتل تسعة أشخاص بينهم خمسة أطفال، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «قصف الطيران الحربي مدرسة سعد الأنصاري في أطراف حي الأنصاري في شرق حلب، مما تسبب بمقتل تسعة أشخاص، هم خمسة أطفال وثلاث مدرسات ورجل». وأشار إلى أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». كما أفاد المرصد عن مقتل طفل في غارة أخرى في حي الشيخ خضر في حلب الواقع كذلك تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. ويأتي ذلك بعد مقتل 18 مدنيا، أول من أمس (السبت)، في قصف جوي وصاروخي من قوات النظام على أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة في المدينة، و17 آخرين في سقوط قذائف صاروخية مصدرها مقاتلو المعارضة على أحياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب. واندلعت المعارك في مدينة حلب في صيف 2012، وتسببت بتدمير أجزاء واسعة منها. وتسيطر مجموعات المعارضة على الأحياء الشرقية للمدينة، بينما تسيطر قوات النظام على الأحياء الغربية. وقتل أكثر من 215 ألف شخص في النزاع السوري منذ اندلاعه. وفي سياق متصل، أكد الناشط المحلي أحمد ياسر، تعرض حيي الأنصاري، وبستان القصر، لقصف بالقنابل الفراغية، مشيرًا إلى اشتعال النيران في كثير من السيارات، فضلاً عن الدمار في المناطق التي طالها القصف. بدورها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 4 مدرسين لقوا حتفهم في الهجوم على المدرسة، وأن غارات النظام طالت أيضا حي باب النيرب. وكان النظام شن، أول من أمس، غارة مماثلة على حي المعادي بحلب، استهدفت سوقا شعبية، مما أدى إلى مقتل 25 شخصًا، بينهم مدير دار مار إلياس لكبار السن في حلب القديمة جراء قصف قوات النظام على منطقة المعادي. على صعيد آخر، لقي القائد العسكري لـ«كتائب شمس الشمال» مصرعه، أمس (الجمعة)، جرّاء انفجار لغم تابع لتنظيم داعش بريف حلب الشرقي. وذكرت مصادر ميدانية أن القائد العسكري لكتائب شمس الشمال عبد القادر شيخ جنيد، الملقب «عبدو دوشكا»، قُتل جرّاء انفجار لغم من مخلفات «داعش» بالقرب من منطقة صرّين بريف حلب الشرقي. يُذكر أن كتائب شمس الشمال شاركت فصائل مُقاتِلة والميليشيات الكردية ضمن غرفة عمليات «بركان الفرات» في طرد تنظيم داعش من مدينة عين العرب (كوباني)، وتواصل عملياتها في ريف حلب الشرقي ومناطق في الرقة.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.