لقاء الصدر ببلاسخارت يوسّع شقة الخلاف مع «الإطار التنسيقي»

دعا المحكمة الاتحادية إلى المصادقة دون تأخير «غير مناسب»

TT

لقاء الصدر ببلاسخارت يوسّع شقة الخلاف مع «الإطار التنسيقي»

بدلاً من دعوة الغداء التي كانت مقررة أمس الثلاثاء في منزل زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر لقادة «الإطار التنسيقي» الشيعي؛ كانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد؛ بمن فيهم قادة «الإطار»، أن الضيف كان جينين بلاسخارت الممثلة الأممية لدى العراق. ولأن العلاقة بين بلاسخارت و«الإطار التنسيقي»، لا سيما بعد نتائج الانتخابات، وصلت إلى أدنى مستوياتها بعد اتهامها من قبلهم بالضلوع في التزوير وإطلاق تسمية عليها عدّتها غير لائقة وهي «العجوز» لا سيما من قبل أناس يكبرونها بعشر سنوات على الأقل، فإن استقبال الصدر لها سيوسع شقة الخلاف معهم.
صحيح أن الأنباء كانت تضاربت بشأن موعد زيارة وفد «الإطار التنسيقي» إلى «الحنّانة» في النجف للقاء الصدر رداً على زيارته لهم في منزل زعيم «الفتح» هادي العامري الأسبوع الماضي، لكن غالبية الترجيحات كانت تؤكد أن اللقاء جرى الإعداد له ليكون أمس.
هذا اللقاء المرتقب؛ حتى لو انعقد، لا يبدو بمستوى طموح بعض الأطراف داخل «الإطار التنسيقي» التي تميل إلى توثيق الصلة مع الصدر بدلاً من زيادة مستوى الخلافات. فما تسرب عن عدم رغبة زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي في الذهاب بنفسه إلى «الحنّانة» للقاء الصدر، يعني أن اللقاء، فيما لو حدث، لن يحقق الأهداف المطلوبة، لا سيما بالنسبة لقادة «الإطار التنسيقي» وليس الصدر. ففي هذه الحالة؛ ربما يكون اللقاء دون المالكي بمثابة بقاء الأزمة قائمة بين الرجلين منذ أكثر من 12 عاماً، فضلاً عن إمكانية توسيع الخلافات بين قادة «الإطار التنسيقي» أنفسهم وهو ما يصب في مصلحة الصدر الذي يريد المضي في تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية، وبالتالي فإن انسحاب بعض قيادات «الإطار التنسيقي» من هذا الإطار والتحاقهم بالصدر سوف يعزز من فرص مشاركة الكرد والسنة في هذه الحكومة.
لقاء بلاسخارت مع الصدر، وطبقاً للبيان الصادر عن مكتب زعيم «التيار الصدري»، بحث «الوضع السياسي الذي يمرّ به العراق». وطبقاً للبيان أيضاً؛ فإن بلاسخارت «هنأت الكتلة الصدرية بفوزها في الانتخابات البرلمانية، مؤكدة أن الحملة الانتخابية للصدريين كانت ناجحة، وأن الانتخابات الديمقراطية من طبيعتها أن تفرز خاسراً وفائزاً؛ وهذا هو المعنى الحقيقي لها».
كما أكدت المبعوثة الأممية أن «المساعدة الفنية التي قدمتها الأمم المتحدة كانت بطلب من المرجعية ومن سماحة السيد الصدر والحكومة العراقية وعدة أطراف سياسية أخرى». وبينما عدت بلاسخارت أن «إدارة الانتخابات من قبل المفوضية كانت إدارة جيدة وناجحة من الناحية الفنية»؛ فإن الجانبين أكدا «أهمية المصادقة على النتائج دون تأخير - غير مناسب - من قبل المحكمة الاتحادية»؛ في إشارة إلى الضغوط التي تتعرض لها من قبل الأطراف الخاسرة في الانتخابات.
وحول زيارة بلاسخارت إلى الصدر، يقول النائب في البرلمان عن «التيار الصدري» رياض المسعودي إن «الزيارة تأتي لبحث ملف تشكيل الحكومة، وسماع رؤية الصدر، بشكل مباشر، وكذلك طرح رؤية الأمم المتحدة والرأي الدولي، للخروج من هذه الأزمة بشكل مبسط». وأضاف أن «بلاسخارت تحمل في جعبتها جملة خيارات وطروحات، للوصول إلى نتائج قبل إحاطتها المقبلة أمام مجلس الأمن الدولي»، مشيراً إلى أنها «بدأت جولتها في البيت الشيعي، قبل عقد لقاءات مع الأطراف الأخرى». وقال إن «الرد العنيف الذي جوبهت بها إحاطة بلاسخارت من بعض الأطراف جاء لعدم قناعة ممثلة الأمم المتحدة بالدفوعات والطعونات التي قدمها (الإطار التنسيقي) ورأتها غير كافية وغير جدية».
وبشأن الدعوة إلى مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات بسرعة ودون تأخير «غير مناسب»؛ يقول الخبير القانوني فيصل ريكان لـ«الشرق الأوسط» إنه «وفقاً للفقرة (سابعاً) من المادة (93) من الدستور؛ فإن المحكمة الاتحادية تصادق على النتائج النهائية للانتخابات»، مبيناً أنه «من دون هذه المصادقة؛ فلن تكون النتائج نافذة، لكن الدستور لم يتحدث عن مدة محددة للمصادقة». وأضاف ريكان أن «المحكمة سوف تتأخر بالمصادقة خصوصاً بعد الطعن المقدم من (تحالف الفتح) والطلب بإلغاء الانتخابات لحين تسوية الخلافات بين (التيار الصدري) و(الإطار التنسيقي)، وكذلك لتدقيق الأدلة المقدمة من (الفتح) والاستماع إلى دفاع مفوضية الانتخابات والاستعانة بخبراء فنيين».
واستبعد ريكان أن تلغي المحكمة الاتحادية نتائج الانتخابات؛ «لأن ذلك سيعني العملية السياسية؛ إذ لن يمكن إعادة إجراء الانتخابات دون مجلس نواب يشرع قانوناً أو قراراً يعيد إجراءها».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.