32 طفرة في البروتين الشائك الفيروسي لـ«أوميكرون»

المتحور الجديد أكثر قابلية للانتقال والهروب من اللقاح

رسم تصويري لفيروس «أوميكرون» (شاترستوك)
رسم تصويري لفيروس «أوميكرون» (شاترستوك)
TT

32 طفرة في البروتين الشائك الفيروسي لـ«أوميكرون»

رسم تصويري لفيروس «أوميكرون» (شاترستوك)
رسم تصويري لفيروس «أوميكرون» (شاترستوك)

إذا استشعرت الخطورة عند قراءة بعض التقارير عن متحور «أوميكرون» الجديد؛ فمن المؤكد أنك ستشعر بالمزيد، إذا رأت عيناك ما يجسد هذا الخطر. ومن أجل دق ناقوس الخطر تجاه هذا المتحور الجديد، أصدر اتحاد الجينوم الخاص بفيروس «كورونا المستجد» في المملكة المتحدة، صورة مرعبة توضح تفاصيل 32 طفرة في البروتين الشائك الفيروسي (بروتين «سبايك»)، بما يجعل مشاهدوها يدركون أنهم أمام متحور مرشح، لأن يكون أكثر السلالات عدوى ومقاومة للقاحات حتى الآن.
واتحاد الجينوم هو مجموعة من وكالات الصحة العامة والمؤسسات الأكاديمية في المملكة المتحدة، تم إنشاؤه في أبريل (نيسان) 2020، لجمع وتسلسل وتحليل جينومات فيروس «كورونا المستجد»، كجزء من الاستجابة للوباء. وتُظهر الصورة، التي أصدرها الاتحاد، كيف أنه تطور أكثر بكثير حتى عن سلالة «دلتا» المهيمنة على العالم، مع ما يقرب من خمسة أضعاف التعديلات على البروتين الشائك.
ويشترك المتحور الجديد في الطفرات مع جميع «المتغيرات المثيرة للقلق»، بما في ذلك «ألفا» و«بيتا» و«دلتا»، لكنه يحتوي على عشرات من الطفرات الأخرى التي تشير جميعها إلى زيادة قابلية الانتقال والهروب من اللقاح. وتُظهر الصورة ثلاث طفرات هي «H655Y» و«N679K» و«681H» التي يمكن أن تساعد الفيروس في التسلل إلى الجسم بسهولة أكثر من المتحورات الأخرى.
وقال خبراء الحكومة البريطانية إنهم يعتقدون أن اللقاحات الحالية ستصبح أضعف بنسبة 40 في المائة على الأقل في منع العدوى مع المتحور الجديد، وهذا لأن الجرعات الحالية صُممت للتعرف على البروتين الشائك للفيروس الأصلي الذي ظهر في الصين، الذي يبدو مختلفاً بشكل كبير عن «أوميكرون».
ودفع القلق بشأن إمكانات المتغير باعتباره موزعاً فائقاً إلى تفعيل طرح معززات لقاح «كوفيد - 19»، وحظر المسافرين من كثير من الدول الأفريقية، وإعادة ارتداء القناع الإجباري.
لكن هناك تقارير متناقضة حول ما إذا كان «أوميكرون» يسبب مرضاً خفيفاً أو شديداً وما هو تأثيره على فعالية اللقاح، ولن يعرف العلماء على وجه اليقين إلا بعد مرور ثلاثة أسابيع أخرى، حيث يمكنهم عزل الفيروس في المختبر وتعريضه لدماء الأشخاص المصابين سابقاً أو الملقحين.
وأشار مسؤولو الصحة في جنوب أفريقيا و«منظمة الصحة العالمية» إلى أن معظم الحالات لا تؤدي إلا إلى مرض خفيف، ويصرون على عدم وجود دليل على أن اللقاحات الموجودة أقل فعالية.
ومع ذلك، زادت الحالات في جنوب أفريقيا بشكل كبير لتصل إلى 8561 حالة يومياً، بزيادة 6 أضعاف 571 في المائة مقارنة بـ1275 قبل أسبوع، بعد فترة وجيزة من تنبيه الدولة العالم لظهور «أوميكرون»، كما تضاعف عدد حالات الاستشفاء في البلاد في الأسبوعين الماضيين، من 86 في المتوسط يومياً إلى 184. والآن، يبدو أن المخاوف من أن يكون «أوميكرون» أكثر عدوى من «دلتا» صحيحة، حيث ينتشر الفيروس في جنوب أفريقيا بسهولة، حيث تبلغ المناعة الطبيعية نحو 80 في المائة، كما أفادت السلطات الصحية الإسرائيلية بأن إصابات «أوميكرون» تزيد على إصابات «دلتا» بنحو 30 في المائة.
وفي سياق متصل، شهدت حفلة عيد ميلاد في مطعم «لويز» للمأكولات البحرية في أوسلو إصابة ما يصل إلى 60 شخصاً بـ«كورونا»، فيما يُرجح أن يكون هذا العدد الكبير بسبب متحور «أوميكرون». واستبعد علماء الأوبئة النرويجيون احتمال أن تكون العدوى حالات من نوع «دلتا»، وقالوا إن هناك «احتمالاً كبيراً» أن يكون «أوميكرون»، لأن واحداً على الأقل من موظفي شركة «سكاتيك»، الذي شارك في الحفل، عاد مؤخراً من مكتب شركة الطاقة المتجددة بجنوب أفريقيا في كيب تاون.
وتم تطعيم أكثر من 71 في المائة من سكان النرويج بشكل كامل، وهي نسبة أعلى من 69 في المائة من البريطانيين و59 في المائة من الأميركيين الذين تلقوا التطعيمات.
وقالت البروفسور آن فون جوتبرج، عالمة الأحياء الدقيقة السريرية في «وكالة الصحة الوطنية» بجنوب أفريقيا، في مؤتمر طارئ لـ«منظمة الصحة العالمية»، الجمعة: «يبدو أن هناك غلبة لـ(أوميكرون) في جميع أنحاء البلاد». وفي حين تم الإبلاغ عن الغالبية العظمى من حالات «أوميكرون» حتى الآن على أنها خفيفة، إلا أن هناك مخاوف من أن هذا التصور معيب، نظراً لأن غالبية حالات الإصابة في جنوب أفريقيا لأشخاص يبلغون من العمر 30 عاماً تقريباً، الذين يكونون من الناحية الإحصائية معرضين لخطر أقل من مرض «كوفيد» الحاد من الفئات العمرية الأكبر سناً.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.