وقف ستيفن سوندهايم بجانب البيانو البراق في مكتبه، محاطاً بملصقات من الإصدارات الدولية لعروض مسرحياته الغنائية الشهيرة، وابتسم بينما كان يستفسر عما إذا كان الزائر مهتماً بالاستماع إلى أغانٍ من برنامج كان يعمل عليه لسنوات، ولكنه لم ينتهِ بعد.
«والآن هل ترغبون في سماع النتيجة؟» سأل سوندهايم، وكان الجواب نعم، بالطبع. «هل لديك بعض الوقت؟» قد سأل قبل أن يضحك بصوت عالٍ وبقدر واضح من السخرية اللاذعية، قائلاً: «إنها من عرض يدعى (الفرصة السمينة)»!
كان ذلك بعد ظهر يوم الأحد، قبل خمسة أيام، عندما رحب بي سوندهايم (91 عاماً) في منزله الريفي الذي أقام فيه لفترة طويلة لإجراء مقابلة مدتها 90 دقيقة معه ومع مديرة المسرح ماريان إليوت حول إحياء مسرحية «كومباني» الغنائية التي تتصدر العروض الآن في برودواي. وسوف يتبين أنها كانت أكبر وآخر مقابلة يجريها.
لم يكن هناك ما يشير إلى أن سوندهايم، وهو أحد أعظم كتاب الأغاني في تاريخ المسرح الموسيقي، كان معتل الصحة. لقد كان متفاعلاً وواضحاً للغاية، ولديه آراء قوية وعاطفة مشاكسة ومتقدة، تماماً كما كان واضحاً في سخريته من عمله الموسيقي الأخير الذي طال انتظاره ولم ينتهِ بعد. عند لحظة ما، اشتكى من أن ذاكرته لم تكن قوية كما كانت، ولكنه كان يسرد أيضاً حكايات حصلت من نصف قرن مضى بكل سهولة.
كان لديه مشكلة صغيرة في التنقل — إذ كان يطلب المساعدة للصعود والقيام من الكرسي مستنداً إلى عصاه، وكان يعاني من ألم واضح عند المشي — وهو ما عزاه إلى إصابة سابقة. وعند سؤاله عن حالته الصحية، أجاب بقرع طاولة خشبية قائلاً: «فيما عدا التواء كاحلي، فكل شيء على ما يرام».
لم يكن ميالاً إلى إصدار التصريحات العظيمة عن حالة برودواي. وقال: «لا أقبل بالآراء العامة، ولم يسبق لي إجراء المراجعات». «ما موقف برودواي؟ أنا لا أجيب عن هذا السؤال. من يدري. أنا لا أهتم حقاً. هذا هو المستقبل. أياً كان ما سيحدث سوف يحدث».
ثمة أمر كان يأمل حدوثه: مسرحية غنائية أخرى. وقد تعاون لسنوات مع الكاتب المسرحي ديفيد إيفز والمخرج جو مانتيلو في مسرحية موسيقية جديدة، كان آخرها بعنوان «سكوير وان»، مقتبسة من فيلمين أخرجهما لويس بونويل.
قال خلال المقابلة: «الفصل الأول مؤسس على (سحر البرجوازية الخفي)، والفصل الثاني مؤسس على (الملاك المهلك). لا أعلم إن كان علي التخلي عما يُسمى المؤامرة، لكن الفصل الأول هو مجموعة من الناس يحاولون إيجاد مكان لتناول العشاء، ويواجهون جميع أنواع الأشياء الغريبة والسريالية، وفي الفصل الثاني، يجدون مكاناً للعشاء، لكنهم لا يستطيعون الخروج».
وعندما سُئل عما إذا كان لديالحالي لعمله.
لقد أكد عدم اهتمامه الطويل بالمسرحيات السينمائية الموسيقية، قائلاً: «لقد كنت في نشأتي معجباً كبيراً بالأفلام، وكان النوع الوحيد الذي لم أكن معجباً به هو الأفلام الغنائية».
* خدمة نيويورك تايمز
، لقد أحببت الأغاني، ولكن ليس الأفلام».
ولكنه كان سعيداً بشكل واضح عندما قام ستيفن سبيلبرغ بإخراج فيلم «ويست سايد ستوري»، الفيلم الموسيقي الذي كتب سوندهايم كلماته، الذي من المقرر أن يصدر الشهر المقبل. وقال: «أعتقد أن ذلك أمر عظيم، لكن الرائع في الأمر أن الناس الذين يظنون معرفتهم الجيدة بالأفلام الموسيقية سوف تكون لديها مفاجآت».
كان يتطلع إلى المزيد في الأشهر المقبلة: ومن المقرر عرض إنتاج جديد تحت عنوان «إنتو ذا وودز» - الذي ألّف سوندهايم موسيقاه وكتب كلماته - في «نيويورك سيتي سنتر» في مايو (أيار). وصرح سوندهايم أيضاً بأن ورشة عمل المسرح في نيويورك تأمل في إقامة إحياء فني خارج برودواي لفيلم «ميرلي وي رول ألونغ»، الذي ألف موسيقاه وأشعاره، من إخراج ماريا فريدمان، التي سبق لها أن أخرجت أعمالاً فنية أخرى لاقت استحساناً حافلاً في لندن وبوسطن.
وعندما سُئل عن البرامج التي يود كثيراً أن يراها تعود إلى سابق عهدها، بدا متردداً، ثم قال: «ما الذي أود أن أراه مرة أخرى والذي لم أره منذ فترة؟ يجب أن أفكر في الأمر، لأن الكثير من العروض التي كتبتها قد أنجزت في السنوات القليلة الماضية. وأضاف: «لقد كنت محظوظاً. لقد حظيت بإحياءات جيدة للعروض التي أحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»
8:18 دقيقة
الموت يغيب ستيفن سوندهايم أسطورة المسرح الغنائي الأميركي
https://aawsat.com/home/article/3328706/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA-%D9%8A%D8%BA%D9%8A%D8%A8-%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D9%81%D9%86-%D8%B3%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%87%D8%A7%D9%8A%D9%85-%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A
الموت يغيب ستيفن سوندهايم أسطورة المسرح الغنائي الأميركي
- نيويورك: مايكل بولسون
- نيويورك: مايكل بولسون
الموت يغيب ستيفن سوندهايم أسطورة المسرح الغنائي الأميركي
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة