لقد تطلب الأمر مني 3 أيام طويلة من التركيز الفكري المصحوب بمشاعر الخيبة لكي أقع في حب ساعة «أبل» الذكية. ولم أقع في الحب فقط.. بل عشقتها!
اليوم الأول كان للتعرف على واجهة التفاعل المعقدة للساعة، أما اليوم الثاني فكان للتحقق من مقدرة الساعة على التواؤم مع حياتي، وأخيرا اليوم الثالث كان للتعرف على كل الأعمال التي يقوم بها هذا المنتج الفريد الجديد، أو التي لا يؤديها.
وفي اليوم الرابع فقط أخذت إبداء التقدير لكومبيوتر الرسغ هذا الذي ارتديته بثمن 650 دولارا. وهذه الساعة بإشعارها لي بالأحداث الرقمية حال حصولها، والسماح لي بالتفاعل الفوري معها من دون أن أستخدم الهاتف، أضحت وكأنها امتداد طبيعي لجسدي. لقد وفرت لي تواصلا مباشرا بين العالم الرقمي وعقلي!
إلا أن ساعة «أبل» ليست مثالية، فهي أولا ليست رخيصة، فسعرها يتراوح بين 350 و17000 دولار، وهي بوصفها منتجا من الجيل الأول لها حدودها وعيوبها، كما تفرض برامجها شروط التعلم المتواصل على مستخدميها مما قد يثير النفور لدى البعض، وهي لذلك قد لا تصلح للمستخدمين الجدد للتقنيات الحديثة.
إنها موجهة إلى الأشخاص الذين تتوالى عليهم الإشعارات التي تصل إلى هواتفهم، المهتمين بمراقبة الأعمال، والإدارة. ومع هذا فالساعة مفيدة بدرجة كافية، وقد ذكرتني بتجربتي عندما استخدمت أول هاتف «آيفون»، الذي كان جهازا ثوريا لأنه كان يؤدي مهمات لا تؤديها الهواتف الأخرى، إضافة إلى تمتعه بقدرات كومبيوترية كبيرة لجهاز هاتفي جوال.
وعلى نفس المنوال فإن الأمر المثير بالنسبة إلى ساعة «أبل» هو الإمكانات الشاسعة لمثل هذا التصميم للملبوسات التقنية. وقد أطلق أحد المحللين على الساعة وصف «جهاز تحكم عن بُعد لمختلف الأغراض في العالم الواقعي».
وهكذا وخلال أسبوع من تجربتي لها شعرت بأنها يمكن أن تجنبني الإشكالات الاجتماعية للهواتف، إذ تحتوي الساعة على مزية مدهشة تنبه فيها المستخدم بالإشعارات الواردة إليه بالدق بشكل متميز عدة دقات على رسغه. وعندما يتعرف المستخدم على أشكال الدقات هذه فإنه سيعرف نوعها: النداءات الهاتفية والتحذيرات تكون على شكل نبضة، بينما تكون الرسائل النصية على شكل تمسيد رقيق للرسغ، أما المواعيد فهي على شكل نقرات من قيثارة.
وفي التصميم هناك التاج الرقمي للساعة مثل زر يستخدم للإدارة والتكبير، وهناك الشاشة العاملة باللمس التي يمكن المسح عليها للحصول على خيارات أكثر. والساعة ليست هاتفا على رسغك لأنها تتميز بآليات مختلفة لإدخال البيانات. ولا توجد فيها لوحة مفاتيح كاملة، ولذا فإن الإجابات ستكون مقتصرة على ردود معدة سلفا.
كما تعتمد الساعة كثيرا على نظام الإملاء الصوتي وبرنامج «سيري» للمساعدة الصوتية الذي تظهر فائدته أكثر من الهاتف، كما أن برمجيات الساعة تختلف عن برمجيات الهاتف، ورغم أنها تمتلك طاقما من التطبيقات فإن التفاعل يتم بالدرجة الرئيسية بالإشعارات القادمة إليها، إضافة إلى مشهد بعض التطبيقات التي تعرف باسم «النظرات العابرة». ولا يوجد مكان على الشاشة لأشكال مرئية لموقع المستخدم، لذا فقد تجد نفسك تائها أحيانا.
وعليك أن تضبط قائمة ضبط الإشعارات الخاصة بك على هاتفك لكي لا يقوم رسغك بإشعارك من دون توقف بالإشعارات الواردة، مثل تحديثات «فيسبوك» وما شابه. ومن المشكلات الأخرى أن التطبيقات التي يقدمها طرف ثالث غير مفيدة حاليا، مثل «أوبر» و«تويتر»، لكنني استخدمت الساعة فعلا للدفع المالي لسيارات الأجرة في نيويورك.
أكثر الأمور التي أحسست بها عند تجربتي للساعة هو أنها تمنحي شعورا بالمقدرة أكثر مما منحني استخدام أي ساعة ذكية أخرى قبلها.
* خدمة «نيويورك تايمز».
11:16 دقيقه
ساعة «أبل».. 3 أيام كافية للوقوع في حبها
https://aawsat.com/home/article/332376/%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%C2%AB%D8%A3%D8%A8%D9%84%C2%BB-3-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D9%83%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%88%D9%82%D9%88%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%A8%D9%87%D8%A7
ساعة «أبل».. 3 أيام كافية للوقوع في حبها
منتج فريد يربط العقل البشري بالعالم الرقمي
- نيويورك: فرهاد مانجو
- نيويورك: فرهاد مانجو
ساعة «أبل».. 3 أيام كافية للوقوع في حبها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

