الحوثيون يداهمون منازل أهالي صنعاء.. ومن بينهم باسندوة

«عاصفة الحزم» تستهدف «جبل الصمع» حيث ترابط قوات صالح

طابور سيارات عند محطة بنزين في صنعاء أمس (رويترز)
طابور سيارات عند محطة بنزين في صنعاء أمس (رويترز)
TT

الحوثيون يداهمون منازل أهالي صنعاء.. ومن بينهم باسندوة

طابور سيارات عند محطة بنزين في صنعاء أمس (رويترز)
طابور سيارات عند محطة بنزين في صنعاء أمس (رويترز)

واصل طيران قوات التحالف في عملية «عاصفة الحزم» قصفه لمواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح أمس. وذكر شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن الطيران استهدف معسكر «جبل الصمع» في شمال صنعاء، والذي ترابط فيه قوات موالية لصالح، وهذه هي المرة الثالثة التي يستهدف فيها هذا المعسكر. ودوت انفجارات عديدة في المعسكر، وارتفعت سحب الدخان في سماء المنطقة أمس، بينما قصف طيران التحالف مواقع عسكرية عديدة في صنعاء.
على صعيد آخر، يكثف الحوثيون في اليمن من عمليات الدهم والملاحقة للنشطاء، بصورة تجاوزت الأعراف والتقاليد الاجتماعية في اليمن وتخالف القيم الدينية، كما يقول عدد من سكان العاصمة. وذكرت مصادر موثوقة في صنعاء أن مسلحين حوثيين اقتحموا أمس منزل رئيس الوزراء الأسبق محمد سالم باسندوة، واستولوا على سيارتين من طراز «جيب» من فناء المنزل.
ومنذ سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر (أيلول) الماضي، اقتحم الحوثيون عشرات المنازل والقصور، والتي ما زال معظمها في حوزتهم، ونهبوا كل محتوياتها، بما في ذلك منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي. وتقدر المقتنيات التي نهبها الحوثيون من قصور ومنازل صنعاء بالملايين من الدولارات الأميركية، إضافة إلى وثائق نهبت من المنازل والمؤسسات والمقار الحكومية لا تقدر بثمن.
وقالت إحدى الأسر في صنعاء القديمة لـ«الشرق الأوسط» إن 3 مسلحين حوثيين ومعهم 3 نساء قاموا أمس بمداهمة منزل طبيب ورجل أعمال (يشار إليه بالحرف «ح») يوجد خارج اليمن كمرافق لأحد أقربائه الذي أصيب، مؤخرا، في تفجيرات المساجد بصنعاء. وذكرت الأسرة أن المداهمين هم من جماعة الحوثي، وقاموا بعملية تفتيش دقيقة وعبث غير مسبوق بمحتويات المنزل الذي لا يوجد فيه سوى النساء والأطفال. وتابعت الأسرة أن مسلحي الحوثي حاولوا أخذ بعض المقتنيات. وأشارت الأسرة الصنعانية إلى أن عائلتها واجهت تهما من قبل جماعة الحوثي بالانتماء لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي.
وفي سياق استمرار الحوثيين في التصعيد ضد الرئيس عبد ربه منصور هادي والقيادات السياسية اليمنية المؤيدة للشرعية الدستورية، قالت مصادر حوثية في صنعاء إنه جرت أمس إحالة «ملف المدعو عبد ربه منصور هادي وآخرين إلى النيابة العامة بتهمة الخيانة العظمى». وأضافت المصادر أن «هادي سيحاكم غيابيا أمام محكمة عسكرية، وأن بقية من ظهروا خلفه في القمة العربية سيحالون إلى محاكم جنائية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.