وفيات الوباء في أميركا تتجاوز معدل 2020

نسبة رافضي اللقاح تبلغ 25 % من السكان

أمام مركز لإعطاء اللقاح في نيويورك سيتي (غيتي)
أمام مركز لإعطاء اللقاح في نيويورك سيتي (غيتي)
TT

وفيات الوباء في أميركا تتجاوز معدل 2020

أمام مركز لإعطاء اللقاح في نيويورك سيتي (غيتي)
أمام مركز لإعطاء اللقاح في نيويورك سيتي (غيتي)

على الرغم من «الانخفاض الكبير» الذي تشهده الولايات المتحدة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وقلة حالات الدخول إلى المستشفيات، فإن الممانعة من تلقي اللقاحات تعدّ أمراً محيّراً للحكومة الأميركية، التي تجاهد لعودة الفتح الكامل للاقتصاد، وتخطي مرحلة الصعوبات التي تسببت بها جائحة «كوفيد 19» حتى الآن.
وفي أحدث إحصائية، قال مصدر مطلع في الحكومة الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن نسب الممانعة في المجتمع الأميركي لعدم تلقي اللقاح تصل إلى نحو 25 في المائة؛ حيث اعتبرها «نسبة كبيرة»، في الوقت الذي أثبتت اللقاحات فاعليتها في الوقاية من المرض، والمتحورات الجديدة مثل متحور دلتا.
وأرجع المصدر الذي يعمل في مبادرة «كوفاكس» لنشر اللقاحات، فضّل عدم الكشف عن هويته، تلك الممانعات في عدم تلقي اللقاح، إلى تفشي «المعلومات المضللة» حول عمل اللقاحات، والاستناد إلى المصادر غير الموثوقة في نقل المعلومة، دون الأخذ بالرأي الطبي والمختصين في هذا المجال، إضافة إلى اتباع البعض لآراء «دينية متشددة»، تساهم في تعزيز الصورة الخاطئة عن اللقاحات.
وفي تحقيق أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أظهرت البيانات والمعلومات أن عدد الوفيات هذا العام 2021 بسبب «كوفيد 19» في الولايات المتحدة، الذي تم تسجيله رسمياً، تجاوز الأعداد المسجلة في العام الماضي 2020. مستدلة في ذلك بالبيانات الفيدرالية الصادرة من مراكز السيطرة على الأمراض، وكذلك البيانات الصادرة من جامعة جونز هوبكنز، ما يدل على استمرار تهديد الفيروس.
وتظهر بيانات «جونز هوبكنز» أن العدد الإجمالي للوفيات المبلغ عنها المرتبطة بالمرض تجاوز 770800 وفاة، وهذا يجعل إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الوباء أكثر من ضعف عدد الوفيات العام الماضي، الذي بلغ 385343 وفاة العام الماضي، وهذا العام 385457 وفاة، أي أن الفارق هذا العام بلغ حتى الآن وفاة 114 شخصاً، وفقاً لأحدث بيانات شهادة الوفاة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وأوضحت أن هذه المقارنة بين السنتين الوبائيتين تعتبر «غير كاملة»، لأن الوفيات الأولى المرتبطة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة لم يتم تسجيلها حتى فبراير (شباط) 2020. على عكس عام 2021. وتظهر بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها المعروفة اختصاراً بـ«CDC» أنه خلال أسبوع واحد فقط في يناير (كانون الثاني) سجّلت الولايات المتحدة ذروة ما يقرب من 26000 حالة وفاة بسبب «كورونا».
وأرجع خبراء الأمراض المعدية انتشار نوع «دلتا» وهو شديد العدوى إلى انخفاض معدلات التطعيم في بعض المجتمعات، وهو من أهم العوامل التي زادت في ارتفاع نسبة الوفيات، إلا أن حالات الاستشفاء وعدم الدخول إلى المستشفيات انخفضت بشكل واضح؛ خصوصاً في الولايات مثل نيو إنجلاند شرقاً، والغرب الأوسط، والشمال الغربي من البلاد.
وفاجأت حصيلة القتلى في الولايات المتحدة في عام 2021 بعض الأطباء، إذ اعتقدوا أن زيادة التطعيمات، والإجراءات الاحترازية مثل التباعد الاجتماعي، وتقليص الوجود في الأماكن العامة، سيساهم في الحد من انتشار العدوى وتقليل الحالات الشديدة، إلا أنهم أقرّوا بأن معدلات التحصين كانت أقل من المتوقع، وكذلك عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل عدم ارتداء الكمامات أو الأقنعة، ساهم بانتشار متغير دلتا شديد العدوى، إلى حد كبير بين غير الملقحين.
وتشير بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أيضاً إلى وجود عدد أقل من وفيات «كوفيد 19» عندما كان المرض حديثاً بسبب ندرة الاختبارات، ما جعل تأكيد بعض الإصابات أمراً صعباً، وأن نحو 54 في المائة من 875000 حالة وفاة زائدة تنسبها الوكالة إلى الوباء جاءت العام الماضي، كما يعكس ارتفاع وفيات الجرعات الزائدة إلى مشكلات طبية أخرى مع تجنب الناس المستشفيات.
ومن بين المفارقات، أنه تم تطوير اللقاحات في عام 2020، وفي عام 2021 تم تطعيم نحو 59 في المائة من سكان الولايات المتحدة بالكامل، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض، ونحو 17 في المائة تلقوا حقناً معززة، كما تشير الدراسات إلى أن اللقاحات فعالة للغاية في الوقاية من الأمراض الشديدة، على الرغم من أنها أقل فعالية قليلاً ضد «دلتا»، وتحث السلطات جميع البالغين على الحصول على جرعات معززة لتعزيز المناعة المتضائلة.
وكانت محكمة استئناف فيدرالية في ولاية لويزيانا أصدرت حكماً مؤقتاً بوقف القواعد الجديدة لإدارة بايدن، التي تجبر كثيراً من أصحاب العمل على فرض التلقيح على العاملين لديهم، أو اختبارهم أسبوعياً للتأكد من سلامتهم من «كوفيد 19».
وانتهجت الإدارة الأميركية هذه السياسة، لتوفير الاختبارات أو الدفع مقابلها، مع «استثناءات محتملة»، بالإضافة إلى اختبار سلبي أسبوعي، وإجبار الموظفين غير الملقحين على ارتداء قناع في مكان العمل، لعودة فتح الاقتصاد بالكامل في البلاد، وتخطي مرحلة الجائحة، إلا أن ردات الفعل الممانعة تصدّت لتلك الجهود الحكومية.
وقال بايدن إنه كان متردداً في إصدار فرض أخذ اللقاح، لكنه لفت إلى أنه شعر أنه «استنفد الخيارات الأخرى»، بعد أن رفض بعض الأميركيين التطعيم، على الرغم من الحملة التي دامت شهوراً من قبل الإدارة للترويج له.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.