على متن دراجة هوائية من نوع «هاندسايكل» استطاع كل من منى اللهيب وأحمد الغول من تحقيق الفوز في ماراثون بيروت لهذا العام. فكان العداءان اللذان فازا بالمرتبة الأولى عن ذوي الاحتياجات الخاصة لفئتي الإناث والرجال.
وتقول منى اللهيب في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كانت التجربة ممتعة رغم صعوبات كثيرة واجهناها كعدائين من ذوي الاحتياجات الخاصة. فبعد فترة حجر منزلي طويلة بعيداً عن تمارين خاصة، بدا لي الأمر صعباً، ولكني تجاوزته بعزيمة كبيرة». وتشير منى، التي أصيبت بالشلل عندما كانت في الخامسة من عمرها: «شعرت أني عدت إلى حياتي الطبيعية، من خلال (ماراثون بيروت) ومشاركتي في السباق، مع كل هؤلاء العدائين الذين جاءوا من كل حدب وصوب». وتتابع: «اتخذت قراري بالفوز، ولذلك مارست التمرينات مرتين في الأسبوع لأكون في كامل لياقتي البدنية. لعل افتخاري بفوزي هذا هو لأنني لم أخيب ظن مدربي بلال الذي كان يشجعني ويحثني على الفوز باستمرار». وعما يحمل هذا الفوز لها من معانٍ تقول: «يكفي أنّ ماراثون بيروت لا ينسانا ويخصص لنا سباقاً سنوياً كي يدعمنا فيحفزنا على تقديم الأفضل. إنّ هذا الفوز بث في الحياة من جديد، فشعرت بتمتعي كغيري من أبناء جيلي، وأنّ لا شيء يمكن أن يوقف تصميمنا على تحقيق أحلامنا، زملائي وأنا».
وكانت شركة «بوك» (blue ocean creations) هي التي أخذت على عاتقها تقديم الجوائز للفائزين بهذه المسابقة. ويقول سمير شلفون مدير الشركة ومؤسسها: «الجميع يعرف أنّنا نمر بأزمة اقتصادية حادة، ولكننا ورغم ذلك تمسكنا بتشجيع العدائين ذوي الاحتياجات الخاصة. فقدمنا لهم جوائز تصب في خانة السياحة الداخلية، تخول الفائزين بالمرتبة الأولى تمضية عطلة الأسبوع في أحد المنتجعات السياحية».
وفي حديث مع أحمد الغول الفائز بالمرتبة الأولى عن فئة الرجال لذوي الاحتياجات الخاصة قال لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «الصعوبات التي واجهتنا كانت كثيرة، بينها الأزمات التي نواجهها في لبنان، وأخرى اضطرتنا لتوقيف التمرينات اللازمة للسباق بسبب الجائحة». وكان أحمد وهو في العقد الرابع من عمره قد أصيب بإعاقته عام 2011. ويروي عن تجربته في هذا السباق: «حمل ماراثون بيروت في نسخته لهذه السنة عنوان (ركضة أمل للبنان). وقد خضت التحدي واضعاً نصب عيني إمكانية الفوز، خصوصاً أنّ العداء إدوار معلوف الذي فاز في السنة الماضية كان يشارك معنا. فشعرت بالمنافسة الكبرى، وتحديت نفسي للوصول إلى هدفي». يتابع: «أعتبر هذا الفوز انطلاقة جديدة لنا كعدائين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وآمل أن نتطور مع الوقت، ونشارك في مسابقات عالمية رغم الإهمال الكبير الذي نلاقيه من قبل الدولة اللبنانية».
منى وأحمد يفوزان بالمرتبة الأولى في سباق «ماراثون بيروت»
تحديا إعاقتهما وقطعا نحو 21 كيلومتراً على دراجات خاصة
منى وأحمد يفوزان بالمرتبة الأولى في سباق «ماراثون بيروت»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة