تميزت حملة المترشحين للانتخابات البلدية في الجزائر، في يوميها الأولين، بانتقاد شديد للمغرب في حادثة مقتل ثلاثة جزائريين بالمنطقة العازلة في الصحراء، فيما راسلت الحكومة المنظمات الدولية، وعلى رأسها الامم المتحدة، لإبلاغها بأنها تتهم الرباط بوقوفها وراء الحادثة. ودعا قادة أحزاب «جبهة التحرير الوطني» و«التجمع الوطني الديمقراطي»، و«حركة البناء» و«جبهة المستقبل»، خلال تجمعات دعائية بمناسبة انطلاق الحملة الانتخابية، إلى أن يكون رد الجزائر في مستوى الحدث الذي راح ضحيته مطلع الشهر ثلاثة تجار جزائريين كانوا عائدين بشاحناتهم من نواكشوط إلى ورقلة على متن شاحنتين، تم قصفهما من طرف «سلاح متطور»، حسب الجزائر.
ولفت غالبية مرشحي الأحزاب والمستقلين، إلى «تفادي الوقوع في فخ الانزلاق نحو الحرب»، لكن «من دون التفريط في حق الضحايا وذلك بالرد المناسب على المعتدين»، حسبما جاء على لسان أبو فضل بعجي أمين عام «جبهة التحرير» أمس، خلال تجمع لمناضلي حزب بالأغواط (جنوب). وكررت غالبية تدخلات المترشحين مطالب مشابهة.
وفي سياق ذي صلة، أعلنت الجزائر ليل الخميس أن وزير خارجيتها رمضان لعمامرة وجه مراسلات لعدة منظمات دولية، في إطار متابعة الأبعاد الدولية لعملية الاغتيال في حق ثلاث رعايا جزائريين بالأراضي الصحراوية. وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن المراسلات رفعت للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسي فقي محمد، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين.
وأبرزت المراسلات أن لعمامرة أخطر مسؤولي المنظمات الدولية بالخطورة البالغة للعمل الذي اقترف «والذي لا يمكن تبريره بأي ظرف كان». ونقل البيان عن لعمامرة «إرادة وقدرة الجزائر على تحمل مسؤولياتها في حماية رعاياها وممتلكاتهم في الظروف كافة». وتحدث عن «استقبال سفراء معتمدين لدى الجزائر»، أول من أمس، من دون توضيح الأسباب، لكن يفهم أن لعمامرة جمعهم لإحاطتهم بالموقف الجزائري من الأحداث.
ويعتبر تواصل الجزائر مع الأمم المتحدة والهيئات الإقيلمية، في موضوع مقتل رعاياها حسب مراقبين، مسعى لجلب ضغط دبلوماسي دولي ضد الرباط، وهي بذلك فضلت الأدوات السياسية في صراعها مع الجار الغربي. وكانت الرئاسة الجزائرية أكدت أن ما حدث «لن يمضي من دون عقاب». ونشر الموقع الإخباري «مينا دفاع»، الذي يديره الصحافي الجزائري المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، أكرم خريف، تفاصيل عن الحادثة التي قتل فيها احميدة بومدين وأحمد بلخير شطم وإبراهيم العرباوي. وأكد أن وجودهم بالمنطقة العازلة، التي تقع تحت سلطة الأمم المتحدة، كان في إطار نشاط تجاري يتمثل في استيراد الإسمنت الأبيض من موريتانيا. وعادت الشاحنتان أدراجهما من دون حمولة، ولم تبد عليهما أي مؤشرات تدل على أي تهديد أو وجود بضائع ممنوعة، حسب الموقع الإخباري.
وأكد «مينا دفاع»، أن الشاحنتين «كانتا تسيران على بعد أكثر من 35 كيلومتراً جنوب شرقي الجدار العازل المغربي، وأول منشآت عسكرية للقوات المسلحة المغربية. ولم تتجه في أي وقت نحو المنشآت المغربية ولا الجدار».
ونقل الموقع عن العديد من خبراء الأسلحة، احتمال تعرض الشاحنتين لهجوم بطائرة دون طيار، مشيرا إلى أن مقطع الفيديو الذي يظهر السيارتين المتفحمتين يبين الدقة العالية للذخيرة وقدرتها التفجيرية الكبيرة.
حملة الانتخابات الجزائرية على إيقاع «المواجهة» مع المغرب
في أعقاب مقتل 3 أشخاص في الصحراء
حملة الانتخابات الجزائرية على إيقاع «المواجهة» مع المغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة