مسرّبة وثائق «فيسبوك»: «إنستغرام» ليس آمناً أبداً للأطفال في سن 14 عاماً

فرانسيس هوغن خلال اجتماع مع اللجنة المشتركة للتدقيق في مشروع قانون السلامة عبر الإنترنت (رويترز)
فرانسيس هوغن خلال اجتماع مع اللجنة المشتركة للتدقيق في مشروع قانون السلامة عبر الإنترنت (رويترز)
TT

مسرّبة وثائق «فيسبوك»: «إنستغرام» ليس آمناً أبداً للأطفال في سن 14 عاماً

فرانسيس هوغن خلال اجتماع مع اللجنة المشتركة للتدقيق في مشروع قانون السلامة عبر الإنترنت (رويترز)
فرانسيس هوغن خلال اجتماع مع اللجنة المشتركة للتدقيق في مشروع قانون السلامة عبر الإنترنت (رويترز)

أصدرت موظفة سابقة في «فيسبوك»، سربت وثائق داخلية للشركة، تحذيراً صارخاً للآباء مفاده أن تطبيق «إنستغرام»، «ليس آمناً أبداً للأطفال في سن 14 عاماً»، مشيرة إلى أن هناك أبحاثاً سبق أن أجرتها «فيسبوك» وجدت أن التطبيق الخاص بتبادل الصور ومقاطع الفيديو يحوّل هؤلاء الأطفال إلى مدمنين، ويزيد من فرص تعرضهم للتنمر.
وفي الوقت الحالي، يجب أن يكون عمرك 13 عاماً على الأقل لاستخدام تطبيق «إنستغرام»، رغم أنه من السهل على المستخدمين الكذب بشأن أعمارهم.
وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد أكدت فرانسيس هوغن، مديرة الإنتاج السابقة في «فيسبوك»، خلال اجتماع مع اللجنة المشتركة للتدقيق في مشروع قانون السلامة عبر الإنترنت، التابعة للبرلمان البريطاني، أن «الشركة تعرف جيداً أن (إنستغرام) يشكل خطورة على صغار السن، لكنها لا تريد أن تتخذ موقفاً حيال ذلك، لأنها ترى أن مستقبل التطبيق يعتمد بشكل كبير على الأطفال والمراهقين، الذين كلما زاد استخدامهم له في وقت مبكر كلما زاد احتمال تعلقهم به في المستقبل».
وكررت هوغن تعليقاتها السابقة التي قالت فيها إن «فيسبوك» ليست على استعداد للتضحية «حتى ببعض الربح» من أجل ضمان سلامة المستخدمين.
وأضافت قائلة: «التنمر لم يعد الآن محصوراً في المدارس، بل أصبح متاحاً عبر الإنترنت عن طريق (إنستغرام). وعلى عكس التنمر الذي يحدث بالمدارس، فإن التنمر الإلكتروني لا يترك الأطفال أبداً، بل يتتبعهم إلى المنزل ويذهب معهم إلى غرف نومهم، مما يعني أن آخر شيء قد يرونه ليلاً قبل النوم هو تعليق قاس من شخص ما على صورهم أو مقاطع الفيديو التي يشاركونها عبر (إنستغرام)».
وزعمت هوغن أن أبحاث الشركة وجدت أن «إنستغرام» أكثر خطورة من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى مثل «تيك توك» و«سناب شات»، لأنه «يزيد من المقارنات المتعلقة بشكل الجسم وأنماط حياة الناس، وهي أمور شديدة الخطورة على الأطفال».
ومطلع الشهر الحالي، كشفت هوغن، التي غادرت الشركة في مايو (أيار) الماضي، عن بعض المخالفات التي ارتكبتها «فيسبوك»، وقد تقدمت بشكوى إلى سلطات تطبيق القانون الفيدرالية قالت فيها إن لديها مستندات تثبت قيام «فيسبوك» بـ«تضخيم الكراهية ونشر المعلومات المضللة».
وقالت هوغن (37 سنة) «لقد أظهر (فيسبوك)، مراراً وتكراراً، أنه يختار الربح على حساب السلامة»، مشيرة إلى أنها تأمل أن تضع الحكومة لوائح لتنظيم أنشطة الشركة.
كما أشارت المسؤولة السابقة في «فيسبوك» إلى أن الشركة أوقفت قبل الأوان الإجراءات الوقائية المصممة لإحباط المعلومات المضللة بعد أن هزم جو بايدن دونالد ترمب العام الماضي، زاعمة أن ذلك ساهم في الغزو الفوضوي لمبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني).
وكشفت هوغن أيضاً عن أن «فيسبوك» ساهمت في مشاكل الصحة العقلية والعاطفية بين المراهقين، خصوصاً الفتيات.
كما أشارت هوغن إلى أن الشركة «قامت بتضليل المستثمرين ببيانات عامة لا تتطابق مع إجراءاتها الداخلية»، مؤكدة أنها تقدمت بشكوى إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بخصوص هذا الأمر.


مقالات ذات صلة

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق للحبّ أشكال عدّة (أ.ب)

سنجاب مشهور على «إنستغرام» في قبضة شرطة نيويورك

شكاوى مجهولة عدّة حول «بينوت» جلبت ما لا يقل عن 6 ضباط من «وكالة حماية البيئة» إلى منزل لونغو بالقرب من حدود بنسلفانيا في مدينة باين الريفية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم «قانون السلامة عبر الإنترنت» من شأنه أن ينهي عصر التنظيم الذاتي لوسائل التواصل الاجتماعي (أ.ف.ب)

قوانين أوروبية جديدة لمواجهة المحتوى الضار عبر الشبكات الاجتماعية

نشرت آيرلندا، الاثنين، قواعد ملزمة تهدف لحماية مستخدمي منصات مشاركة الفيديو بالاتحاد الأوروبي؛ بما فيها «إكس» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيك توك» من المحتوى الضار.

يوميات الشرق لقطة من فيديو تُظهر الأمير هاري يمارس رياضة ركوب الأمواج (إنستغرام)

الأمير هاري يمارس رياضة ركوب الأمواج في كاليفورنيا (فيديو)

أظهر مقطع فيديو جديد قيام الأمير البريطاني هاري بممارسة رياضة ركوب الأمواج في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» (رويترز)

«ميتا» تطرد موظفين استخدموا قسائم الوجبات المجانية لشراء سلع منزلية

ذكرت تقارير أن شركة «ميتا»، مالكة «فيسبوك» و«إنستغرام»، طردت نحو 24 موظفاً في مكاتبها في لوس أنجليس لاستخدامهم رصيد وجبات بقيمة 25 دولاراً لشراء سلع أخرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».