من المسدسات إلى قاذفات القنابل... «أسلحة أميركية للبيع» في شوارع أفغانستان

من المسدسات إلى قاذفات القنابل... «أسلحة أميركية للبيع» في شوارع أفغانستان
TT

من المسدسات إلى قاذفات القنابل... «أسلحة أميركية للبيع» في شوارع أفغانستان

من المسدسات إلى قاذفات القنابل... «أسلحة أميركية للبيع» في شوارع أفغانستان

كشف تقرير في صحيفة «نيويورك تايمز» أن الأسلحة والمركبات الأميركية التي استولت عليها حركة «طالبان» بعد استسلام الجنود الأفغان. تباع الآن في محلات تجار السلاح الأفغانية.
وأشار التقرير، إنه في خضم فوضى الانسحاب العسكري الأميركي واستيلاء حركة «طالبان» على السلطة هذا الصيف، استولى المسلحون على آلاف الأسلحة الأميركية الصنع وأطنان من المعدات العسكرية أثناء استسلام القواعد العسكرية الحكومية أو اجتياحها.
ووفقاً لتجار الأسلحة في مقاطعة قندهار في جنوب أفغانستان، إنه مع وجود «طالبان» في السلطة، تباع الأسلحة الأميركية والإكسسوارات العسكرية علناً في المتاجر من قبل تجار الأسلحة الأفغان الذين دفعوا لجنود الحكومة ومقاتلي «طالبان» مقابل البنادق والذخيرة وغيرها من المعدات.
قال ثلاثة تجار أسلحة في قندهار للصحيفة: «إن عشرات الأفغان أقاموا متاجر أسلحة في جنوب أفغانستان، يبيعون مسدسات وبنادق وقنابل يدوية ومناظير ونظارات للرؤية الليلية أميركية الصنع».
وتابع تقرير الصحيفة بقوله إنه أثناء الانقلاب، سعت حركة «طالبان» بشغف للحصول على أسلحة ومعدات أميركية. لكن تجار الأسلحة قالوا إن الكثير من هذه الأسلحة الآن تباع إلى رجال الأعمال الأفغان.
ويضيف التقرير أن العديد من تجار الأسلحة قاموا بتهريب الأسلحة إلى باكستان، حيث الطلب على الأسلحة الأميركية الصنع قوي.
وأقرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الاثنين، بأن عدداً كبيراً من الأسلحة التي تركتها الولايات المتحدة لا تزال في أفغانستان.
ووفقاً لتقرير حديث، من قبل المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، إنه على مر السنين، زودت الولايات المتحدة الجيش الأفغاني بمجموعة كبيرة من الأسلحة والمركبات، بما في ذلك البنادق القصيرة M4. والصواريخ، وطائرات الهجوم الخفيفة A - 29. وعربات همفي، وذخيرة للبنادق الهجومية والمدافع الرشاشة.
وقال الرائد روب لودويك، المتحدث باسم وزارة الدفاع، في بيان لصحيفة «التايمز»: «أنه منذ عام 2005. زود الجيش الأميركي قوات الدفاع والأمن الوطني الأفغاني بعدة آلاف من الأسلحة الصغيرة، تتراوح من المسدسات إلى المدافع الرشاشة المتوسطة».
يضيف التقرير: «إن بعض الجنود والشرطيين الأفغان باعوا أسلحتهم وذخائرهم قبل أن يتفاوضوا على تسليم أنفسهم».
قال أحد التجار: «إن البنادق الأميركية القصيرة M4 تباع بنحو 4 آلاف دولار، خاصة إذا كانت مجهزة بمنظار ليزر أو قاذفة قنابل يدوية تحت الماسورة. في المقابل، تباع بندقية كلاشينكوف بنحو 900 دولار، وقاذفة صواريخ روسية الصنع مقابل 1100 دولار. وتباع المسدسات التي قدمتها قوات الناتو لضباط الشرطة الأفغانية بنحو 350 دولاراً».



الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».