ثلث الأطفال في إسرائيل يعانون نقصاً في الغذاء... 40 % منهم عرب

في قاع سلم منظمة التعاون والتنمية للدول المتطورة

TT

ثلث الأطفال في إسرائيل يعانون نقصاً في الغذاء... 40 % منهم عرب

كشف تقرير نُشر في تل أبيب، أمس (الأربعاء)، أن ثلث الأطفال في إسرائيل يعيشون في ظل انعدام أمن غذائي. وفي تحليل للنتائج، وفي ضوء الإحصائيات التي تشير إلى أن 40% من عدد الأطفال الفقراء في إسرائيل هم من المواطنين العرب (فلسطينيي 48)، و40% من اليهود المتدينين، فإن النسبة نفسها (أي 40%) تنسحب على انعدام الأمن الغذائي.
وجاء في التقرير الذي أصدرته جمعية «لتيت» (لنعطي)، أن خمس العائلات (633 ألف عائلة) ونحو رُبع المواطنين في إسرائيل، 1.942 مليون نسمة، يعيشون في انعدام أمن غذائي، يعاني 947 ألفاً منهم من انعدام أمن غذائي شديد. ويصل عدد الأطفال الذين يعانون من ذلك إلى 774 ألفاً، بينهم 402 في وضع نقص خطير و372 في وضع طفيف.
وأكد التقرير أن جائحة فيروس «كورونا»، المستمرة منذ سنة ونصف السنة، أسهمت في تفاقم انعدام الأمن الغذائي لدى عدد كبير من العائلات، التي تضررت اقتصادياً واجتماعياً ولم تعد قادرة على تأمين حاجتها الأساسية من الطعام وتشكو بشكل حقيقي من الجوع.
واتهم التقرير الحكومات السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو وكذلك حكومة نفتالي بنيت، بإهمال هذا الموضوع، وقال إن حكومات نتنياهو لم تخصص أي مليم في موازناتها لمكافحة النقص في الأمن الغذائي، بل إن مؤسساتها أعطت تقديرات متواضعة عن هذه الظاهرة، بينما رصدت الحكومة الحالية مبلغ 100 مليون شيكل للموضوع، في الوقت الذي يحتاج علاج قضية الأمن الغذائي بشكل جدي إلى مليار شيكل (الدولار يساوي 3.2 شيكل). وعملياً، تقول المنظمة في تقريرها: «المبلغ الذي حددته حكومة بنيت لا يستجيب لاحتياجات العائلات، ويعد (نقطة في بحر) من المبالغ التي تحتاج إليها».
وقال مدير عام منظمة «لاتيت»، عيران فاينتروب، إن هناك 200 جمعية خيرية تدعم يومياً 80 ألف عائلة تعاني من انعدام أمن غذائي، وهذه الجمعيات تنتظر تمويلاً حكومياً من أجل الاستجابة للاحتياجات الكبيرة التي ترصدها.
في السياق، أظهر بحث إسرائيلي نُشرت معطياته، أمس، أن إسرائيل مُدرجة في قاع قائمة الدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية للدول المتطورة (OECD)، من حيث عدد ساعات العمل ومستوى راتب الحد الأدنى، وهو ما يؤدي إلى تراجع إنتاجية العمل، بسبب الإرهاق وقلة المردود. ويتضح من هذا البحث، الذي أعده «طاقم أرلوزوروف»، وسيُنشر رسمياً خلال أيام، ونشرت مقاطع منه صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن معدل عدد ساعات العمل للعامل الواحد في إسرائيل 1900 ساعة سنوياً، بينما في بريطانيا 1600 ساعة، وفي ألمانيا 1400 ساعة. وفي المعدل، فإن عدد ساعات العمل في إسرائيل للعامل الواحد أعلى بنسبة 9% من معدل ساعات العمل في دول منظمة OECD، في حين أن إنتاجية العامل أقل بنسبة 20% من معدل القائمة في دول هذه المنظمة.
ويقول البحث إنه على الرغم من عدد ساعات العمل الكثيرة فإن راتب الحد الأدنى منخفض مقارنةً مع الدول المتطورة، خصوصاً الأوروبية منها، ويدعو البحث كما ذكر، إلى خفض ساعات العمل ورفع راتب الحد الأدنى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.