انتشار سريع وهروب مناعي... قدرات «سوبر» للمتحور «دلتا»

موظفون صحيون يحضّرون جرعات من لقاح «كورونافاك» الذي تنتجه «سينوفاك» الصينية في مركز للتلقيح أمس ببانكوك. وتايلاند هي البلد الوحيد الذي يجرب حالياً «خلطة» من اللقاحات، إذ تعطي لقاح «كورونافاك» في الجرعة الأولى وبعد ثلاثة أو أربعة أسابيع تعطي جرعة ثانية من لقاح «أسترازنيكا» (إ.ب.أ)
موظفون صحيون يحضّرون جرعات من لقاح «كورونافاك» الذي تنتجه «سينوفاك» الصينية في مركز للتلقيح أمس ببانكوك. وتايلاند هي البلد الوحيد الذي يجرب حالياً «خلطة» من اللقاحات، إذ تعطي لقاح «كورونافاك» في الجرعة الأولى وبعد ثلاثة أو أربعة أسابيع تعطي جرعة ثانية من لقاح «أسترازنيكا» (إ.ب.أ)
TT

انتشار سريع وهروب مناعي... قدرات «سوبر» للمتحور «دلتا»

موظفون صحيون يحضّرون جرعات من لقاح «كورونافاك» الذي تنتجه «سينوفاك» الصينية في مركز للتلقيح أمس ببانكوك. وتايلاند هي البلد الوحيد الذي يجرب حالياً «خلطة» من اللقاحات، إذ تعطي لقاح «كورونافاك» في الجرعة الأولى وبعد ثلاثة أو أربعة أسابيع تعطي جرعة ثانية من لقاح «أسترازنيكا» (إ.ب.أ)
موظفون صحيون يحضّرون جرعات من لقاح «كورونافاك» الذي تنتجه «سينوفاك» الصينية في مركز للتلقيح أمس ببانكوك. وتايلاند هي البلد الوحيد الذي يجرب حالياً «خلطة» من اللقاحات، إذ تعطي لقاح «كورونافاك» في الجرعة الأولى وبعد ثلاثة أو أربعة أسابيع تعطي جرعة ثانية من لقاح «أسترازنيكا» (إ.ب.أ)

يبدو أن المتحور «دلتا» من فيروس «كوفيد - 19» يتجه لأن يكون بمميزات «سوبر» إذ يجمع بين الانتشار السريع والهروب المناعي، على خلاف ما كان يظن كثير من علماء الفيروسات.
وقسم علماء الفيروسات المتحورات بين متحور سريع الانتشار، لكن لا تزال اللقاحات فعالة معه، وآخر بطيء الانتشار، لكنه قادر على مقاومة اللقاحات، ولكن دراسة بريطانية - هندية، نشرتها أول من أمس دورية «نيتشر»، تشير إلى أن المتحور «دلتا» يتجه للجمع بين الصفتين.
وعندما ينتشر الفيروس على نطاق واسع بين السكان مسبباً العديد من الإصابات، تزيد فرص تكاثره، ومع التكاثر تتسبب الأخطاء التي تحدث بتركيبته الجينية، وبعض الطفرات تجعل الفيروس أكثر قابلية للانتقال أو أكثر عدوى، وبعضها يساعده على التهرب من الاستجابة المناعية، مما قد يجعل اللقاحات أقل فاعلية، في حين أن البعض الآخر من التحورات يكون له تأثير ضئيل.
ولوحظ تحور دلتا، المسمى (B.1.617.2)، لأول مرة في الهند في أواخر عام 2020، وانتشر منذ ذلك الحين في جميع أنحاء العالم، وفي المملكة المتحدة، وهو مسؤول تقريباً عن جميع الحالات الجديدة لعدوى فيروس «كورونا».
ويقول رافي غوبتا من معهد كامبردج للمناعة العلاجية والأمراض المعدية بجامعة كامبردج، وأحد كبار مؤلفي الدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «من خلال الجمع بين التجارب المخبرية وعلم الأوبئة للعدوى الخارقة للقاح، أظهرنا أن متغير دلتا هو أفضل في التكاثر والانتشار من المتغيرات الأخرى التي يتم ملاحظتها بشكل شائع، وهناك أيضا دليل على أن الأجسام المضادة المعادلة التي تم إنتاجها نتيجة لعدوى سابقة أو تلقيح، أقل فاعلية في إيقاف هذا المتغير، ومن المحتمل أن تكون هذه العوامل قد ساهمت في موجة الوباء المدمرة في الهند خلال الربع الأول من عام 2021».
ولدراسة مدى قدرة متغير «دلتا» على التهرب من الاستجابة المناعية، استخرج الفريق أمصالا من عينات الدم التي تم جمعها من مرضى «كوفيد - 19» في مجموعة تسمى (NIHR BioResource)، وهي عبارة عن مجموعة من آلاف المتطوعين، سواء كانوا يعانون من مشاكل صحية أم لا، والذين هم على استعداد للتواصل معهم للمشاركة في الدراسات البحثية التي تبحث في الروابط بين الجينات والبيئة والصحة والمرض.
وجاءت العينات من أفراد أصيبوا سابقاً بفيروس «كورونا» أو تم تطعيمهم بلقاح أكسفورد / أسترازينيكا أو فايزر، ويحتوي مصل الدم المأخوذ من هؤلاء على أجسام مضادة أثيرت استجابة للعدوى أو التطعيم.
وجد الفريق أن فيروس «دلتا» البديل كان أقل حساسية بمقدار 5.7 ضعف الأجسام المضادة التي تشكلت من الإصابة السابقة، وأقل حساسية بمقدار ثمانية أضعاف للأجسام المضادة التي تشكلت من اللقاح، وذلك مقارنة بمتغير «ألفا».
وفي الجزء الثاني من الدراسة، تم تحليل عينات لأكثر من 100 من العاملين في مجال الرعاية الصحية المصابين في ثلاثة مستشفيات في دلهي، وجميعهم تقريباً تم تطعيمهم ضد الفيروس، ووجد الباحثون أن متغير «دلتا» ينتقل بين الموظفين الملقحين إلى حد أكبر من متغير «ألفا».
وفيروس «كورونا» المستجد سمي بهذا الاسم لأن البروتينات الشائكة على سطحه تمنحه مظهر التاج (كورونا)، وترتبط البروتينات الشائكة بـ(ACE2) وهو مستقبل بروتين موجود على سطح الخلايا في الجسم، مما يسمح للمواد الجينية من الفيروس بالدخول إلى الخلية المضيفة، ويتلاعب الفيروس بآلية الخلية المضيفة للسماح للفيروس بالتكاثر والانتشار.
وباستخدام «فيروس من النمط الكاذب»، وهو شكل صناعي من الفيروس يحاكي الطفرات الرئيسية في متغير «دلتا»، ويستخدم لإصابة الكائنات العضوية، وجدوا أن متغير «دلتا» كان أكثر كفاءة في اختراق الخلايا مقارنة بالمتغيرات الأخرى لأنه كان يحمل عدداً أكبر من الأشواك على سطحه، وبمجرد دخول الخلايا، كان المتغير أيضاً أكثر قدرة على التكاثر، ويمنح هذان العاملان الفيروس ميزة انتشار مقارنة بالمتغيرات الأخرى.
ويقول الدكتور بارثا راكشيت من المركز الوطني لمكافحة الأمراض بدلهي والمؤلف المشارك بالدراسة، إن «متغير دلتا انتشر على نطاق واسع ليصبح المتغير السائد في جميع أنحاء العالم لأنه أسرع في الانتشار وأفضل في إصابة الأفراد من معظم المتغيرات الأخرى كما رأينا، كما أنه أفضل أيضاً في الالتفاف على المناعة الموجودة - إما من خلال التعرض السابق للفيروس أو التطعيم».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.