اقتصاد «الكليجا».. «حوت استثماري» يبتلع مشاريع الأسر المنتجة

مهرجان شعبي سنوي للحلوى الأشهر في السعودية.. ينطلق هذا الأسبوع

اقتصاد «الكليجا».. «حوت استثماري» يبتلع مشاريع الأسر المنتجة
TT

اقتصاد «الكليجا».. «حوت استثماري» يبتلع مشاريع الأسر المنتجة

اقتصاد «الكليجا».. «حوت استثماري» يبتلع مشاريع الأسر المنتجة

بينما يفخر الفرنسيون بأنهم أصحاب حلوى «الماكرون»، ويعتز الإيطاليون بحلوى «التراميسو»، يجد السعوديون في حلوى «الكليجا» الفخر ذاته، خاصة بعد أن وصفها الدكتور رامي تويج، وهو خبير في البنك الدولي، بأنها «من الممكن أن تصبح واحدا من أهم العناصر الاستثمارية التي تدر دخلا كبيرا على الكثير من الأسر ومستثمريها الصغار»، وذلك حين استضافته الغرفة التجارية في منطقة القصيم منذ فترة.
واليوم، تأتي عبارة الدكتور تويج لتكون الأكثر ترويجا لمهرجان الكليجا الذي انطلق أول من أمس في مدينة بريدة (وسط السعودية)، حيث يؤكد القائمون على المهرجان أن حلوى «الكليجا» بدأت تخرج عن نطاقها المحلي وتطرق أبواب العالمية، إذ تشهد طلبياتها تنوعا لافتا من مختلف البلدان، مما يجعلها اليوم البصمة الأشهر للحلويات السعودية.
وعند الحديث عن الكليجا، فيمكن وصفها بأنها اقتصاد جديد في حد ذاته، بعد تنامي مشاريع إنتاجها خلال السنوات الأخيرة. وقد أدى الطلب المتزايد على الكليجا (البلدي) المصنوعة بأيدي النساء وبالمواد الشعبية الطبيعية إلى تزايد عدد الأسر التي تمتهن إنتاج وبيع الكليجا في البيوت والمحلات، لتصبح الكليجا مصدر دخل للأسر المنتجة التي تشكل قوة إنتاجية لا يستهان بها، ويوجد في منطقة القصيم وحدها ما يزيد على 200 أسرة تمتهن إنتاج المأكولات والمنتجات الشعبية القديمة ومنها الكليجا، ويزيد عدد الأسر التي تمارس مهنة إنتاج وصناعة الكليجا على الـ50 أسرة، وهو ما يشكل رافدا مهما في قطاع المنشآت الصغيرة.
والكليجا عبارة عن قرص مصنوع من دقيق البر والسكر وخليط من المقادير الطبيعية الخالصة، وهي حلوى تشتهر بها منطقة القصيم. وتتميز الكليجا بمذاقها الحلو اللذيذ، كما تتميز بطول فترة صلاحية استهلاكها مما يجعلها مناسبة لكل الفصول والأوقات. وعلى خلاف الكثير من الأكلات الشعبية القديمة التي تراجعت أهميتها وحلت محلها الوجبات الجديدة الوافدة من مطابخ الشعوب والدول الأخرى، فإن الكليجا سجلت تزايدا في مكانتها وأهميتها، ولم تعد أكلة شعبية محلية وإنما أصبحت بفضل مذاقها المميز والفريد مطلبا للكثيرين ومادة للإهداء وعنوانا للكرم والضيافة.
وبحسب الموقع الإلكتروني لمهرجان الكليجا، فإنه لا توجد رواية موثقة لأصل تسمية الكليجا بهذا الاسم، إلا أن هناك عددا من الأقوال التي تروى في هذا المقام، ومنها أن «كليجا» مأخوذة من كلمة «كليشة»، وهي كلمة تركية، ولعل المقصود بها الأداة الخشبية ذات النقوش المعروفة التي تطبع بها الكليجا وتعطيها شكلها النهائي المزركش، بينما يشير البعض إلى أن كلمة «كليجا» كلمة فارسية تعني الكعك.
وللكليجا أنواع متعددة بحسب الحجم والمذاق، فالكليجا المتوافرة في السوق تختلف بحسب حجمها إلى كليجا كبيرة وكليجا صغيرة وكليجا متوسطة، ويعود ذلك إلى اختلاف طلبات وأذواق الزبائن، فبعضهم يفضل الكليجا الصغيرة التي يسهل تناولها في الأسفار والرحلات البرية، بينما يفضل البعض الكليجا المتوسطة الحجم التي يكثر استهلاكها المنزلي، أما الكليجا الكبيرة أو الفاخرة فهي الخيار الأفضل لتقديمها ضمن هدايا العروس إلى أسرة زوجها وأقاربها، والنوع الأخير أي الكليجا ذات الحجم الكبير يتميز بشكله الجذاب الذي لا يشبه إلا الكليجا الحقيقية القديمة.
وعودة لمهرجان الكليجا، فهو يعد أكبر تجمع للأسر المنتجة، ويأتي هذا العام بنسخته السابعة تحت عنوان «أهلنا أولى بدعمنا»، حيث انطلق هذا الأسبوع في مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة. ويوضح المهندس صالح الأحمد، أمين منطقة القصيم، أن مهرجان الكليجا أصبح علامة فارقة في منظومة المهرجانات المختلفة التي تشهدها مدينة بريدة على مدى العام، كونه مهرجانا داعما للأسر المنتجة ومشجعا لها على العمل والإنتاج وتقديم منتجاتها وإبداعاتها الحرفية إلى الجمهور وأرباب الصناعة المهتمين بأسلوب راق، بحسب قوله.
ويؤكد الأحمد أن المهرجان يثبت عاما بعد الآخر الجدوى المتحققة اجتماعيا واقتصاديا للأسر المنتجة المشاركة فيه، مشيرا إلى أن أمانة منطقة القصيم والغرفة التجارية وهيئة السياحة والآثار، بوصفها منظمة للمهرجان، تهتمون بدورها الاجتماعي والخدمي نحو المواطن، وتهدف إلى دعم الأسر المنتجة للدخول في حياة العمل والإنتاج، وإتاحة الفرصة للنساء لتوصيل منتجاتهن إلى المتسوقين والأفراد والشركات.
من ناحيته، يوضح عبد الرحمن السعيد، وهو الرئيس التنفيذي للمهرجان، أن مهرجان الكليجا أصبح علامة تدل على النجاح الكبير الذي تحققه مدينة بريدة بمهرجاناتها لما يتصف به من خصوصية عن غيره من المهرجانات، قائلا «هو المهرجان الوحيد في المنطقة الذي يتركز هدفه بشكل كبير على دعم الأسر المنتجة، وتشجيعها على العمل والإنتاج وتقديم منتجاتها وإبداعاتها الحرفية إلى السوق».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.